الخبر وما وراء الخبر

عفاش والطريق إلى السلطة المعمدة بدم الرئيس الحمدي!

41

ذمار نيوز || مقالات ||
[ 27 نوفمبر 2019مـ -30 ربيع الاول 1441ه ]

بقلم || سعاد الشامي

على مجرى السنين تتدفق صور الحقارة الإنسانية وتتلوث بها الأوطان وتظهر الفئات البشرية الشاذة والمصابة بآفة الخيانة والارتزاق والمهووسة بالمال المدنس والمخمورة بنبيذ الدماء البريئة ؛ ثم يتحولون بالتدريج إلى أمساخ شيطانية تكون مهمتهم الرئيسية هي التضليل وصناعة المآسي والنكبات التي تحل على الأمم والشعوب.

في عهد الرئيس إبراهيم الحمدي سلام الله عليه كانت شمس الكرامة والحرية والاستقلال قد أشرقت في سماء اليمن ولاح شعاعها بالأفق وبدأ هذا الرئيس مشواره الوطني بوضع لبنات البناء والنهوض الحضاري بعيدا عن الوصاية الخارجية والتبعية العمياء ،، فدق ناقوس الخطر في صدر مملكة السوء التي تبيت نوايا الشر لهذا البلد وتحلم بإذلاله والاستحواذ عليه وفي ظل حكم هذا القائد العظيم قد يكون ذلك من سابع المستحيلات.

فأدركت السعودية أن الرئيس الحمدي هو العقبة الكبرى في طريق أهدافها الخبيثة وأن إزاحته هو الحل الوحيد لنيل ماتطمح إليه، ولأن هذا الرئيس كان قد زرعت محبته في قلوب أبناء الشعب اليمني عجزت حينها عن التحريض عليه وخلق مقاومة شعبيه تثور عليه وتسقطه من على كرسي الحكم ؛ ولم يبقى أمامها إلا خيار القتل والتخلص النهائي من شخص هذا الرجل !

كان قتل الرئيس الحمدي هو الوجبة الدسمة التي قدمتها السعودية على مائدة العملاء المتعبدون في ملكوتها ، وأغرتهم بالسلطة والوصول إلى سدة الحكم مقابل رأس الحمدي ،، فسارع عفاش اللعين إلى إشباع شهيته المفتوحة نحو الكرسي والتي تفرض عليه مباشرة قتل الرئيس الحمدي وطعن الوطن في خاصرته وقتل كرامته ..ولم يتربع عفاش كرسي الحكم مباشرة بعد قتله للحمدي لأن تولية الرئاسة لمثل ذلك الشخص وفي تلك الفترة سيتفتح مضمار الشكوك والتساؤلات ولكن تم أعداده لمرحلة قادمة وفقا للمخطط السعودي.

وحلت اللعنة على الشعب اليمني عندما حان وقت دفع الثمن وقدمت السعودية مكافأتها لعفاش بقرار توليته سلطة الحكم ليصبح ذلك المجرم المستبد رئيسهم وولي أمرهم وتبدأ بعدها طقوس الإنتهاكات والتفريط بالسيادة الوطنية ورمي اليمن بكل قرارته وثرواته إلى الحضن السعودي ؛ متزامنا مع جهل ذريع من الشعب اليمني بخطورة مايدبر له لهذا الرئيس الخائن ومايسعى إليه النظام السعودي .

لم يكن الشهيد الحمدي سلام الله عليه هو الضحية الوحيدة في مشوار عفاش الدموي ، فلقد استمر طوال فترة حكمه وفيا للنظام السعودي ومخططاته في اليمن وانتهج ذات المنهجية التي اوصلته إلى الحكم وسارع إلى سفك دماء كل من يقف في وجه مخططات السعودية أو ينادي بتحرير اليمن من وصايتها !

وبأساليب الخداع والمكر والدجل ظل عفاش ثلاث وثلاثون عاما وهو يرقص فوق رؤوس أبناء الشعب اليمني حتى صارت مهمتهم المقدسة هو التصفيق له ! ولكن لأن الله يمهل ولايهمل عجز عفاش عن أكمال دوره التمثيلي في مسرحية الوطنية الهزلية وبرز وجهه الحقيقي وأعلن خيانته وولاءه للسعودية جهرا ومد إليها يده الملعونة في الوقت الذي هي تمد إلى الشعب اليمني صواريخ القتل والدمار ؛ وهنا يجب علينا أن ندرك بأن دماء الشهداء والأبرياء الطاهرة لاتذهب هدرا بل هي هنا من أعادت للشعب اليمني كرامته واستقلاله وصنعت سوء العاقبة والنهاية المخزية لذلك المجرم الذي سفكها ظلما وغدرا وفضحته حيا وميتا .