الخبر وما وراء الخبر

“وإن عُدتم عُدنا”.. عمليةٌ من نوع آخر

23

منير إسماعيل الشامي

في بيان صحفي للناطق الرسمي لوزارة الدفاع، كشف العميد يحيى سريع عن قيام القوات المسلحة اليمنية بتنفيذ عملية “وإن عدتم عدنا” مستهدفةً معسكراتِ قوات الغزاة والعملاء في منطقة المخاء رداً على انتهاكات العدوان في الساحل الغربي.

هذه العملية العظيمة لقواتنا المسلحة هي بحق عملية نوعية من نوع آخر، تعكس عن مرحلة جديدة ومتقدمة أكثر تطوراً وأعظم دقة، وأشد إيلاماً لتحالف العدوان ومرتزِقته في طريق تعزيز عمليات الردع والمواجهة..

وهي أَيْـضاً بلا شك عملية جديدة ربما يشخصها الخبراء العسكريون بأول عملية لمرحلة ما بعد عمليات توازن الردع وهي مرحلة دق العظم الحقيقي لتحالف العدوان.

تكمن أهميّة هذه العملية في استهدافها لأهمِّ قوة عسكرية متبقية للعدوان في الداخل، والقوة التي من المؤكّـد أنها رهانَه الأخير جاءت على حين غِــــــــرَّة من تلك القوات وكذلك من حيث الأسلحة المستخدمة في العملية والتي تؤكّـد مستوى كفاءة وحدة الطيران المسيّر والقوة الصاروخية وقدرتهما المتفوقة في التوجيه والتحكم بهذا العدد الكبير من الطائرات المسيرة الهجومية والصواريخ الباليستية والتي تزيد عن عشرين طائرة مسيرة، وتسعة صواريخ باليستية وفي وقت واحد، إضافةً إلى براعة رجال هاتين الوحدتين في تحقيق التكامل في التنسيق الدقيق والتوزيع المدروس للأهداف بين سلاح الوحدتين، والذي أبرزَه نجاحُ العملية بإلحاق ضربة قاصمة لقوات العدوّ.

التفوق الاستخباراتي في هذه العملية يلوح في الأفق بكل وضوح، من حيث تحديد الأهداف بدقة متناهية في معسكرات العدوان المستهدفة والتي لم يكشف عن عددها.

فشلُ منظومات العدوّ الدفاعية في صد الهجوم هو الآخر إنجاز نوعي، ويمثل رسالة قوية جِـدًّا لقوات العدوان مفادها لا مأمنَ لكم بعد اليوم، وهو ما يعني ضرب النفسية القتالية لقوات العدو، ونسفها مستقبلاً، ما سينعكس بتعميق الرعب والخوف فيهم وخلق الهزيمة النفسية مسبقاً في صدورهم.

والخلاصة أن هذه العملية ودلالاتها أكبر من أن تحصر، ولن تتوقف نتائجها على الخسائر الكبيرة التي حصدتها، بل إن نتائجها ستستمر وستنعكس مستقبلا على عمليات المواجهة، وعلى الجوانب الأُخرى العسكرية، والسياسية والتفاوضية أيضاً، وضربة بالمهب ولا عشر بالمطرقة.