الخبر وما وراء الخبر

خيركم لأهله…

18

ذمار نيوز || مقالات ||
[ 24 نوفمبر 2019مـ -27 ربيع الاول 1441ه ]

بقلم/ إكرام المحاقري

بامكاننا الإجادة بأن الغالبية الكثيرة من ابناء المجتمع اليمني يتشابهون في نفس السلوك الذي يقدمهم على غير عادتهم المعهودة مع أهاليهم ، نراهم خارج المنزل أصحاب سلوك إيماني في تعاملهم مع من حولهم، حيث يقدمون أنفسهم ذات خلق وتواضع وكرم ومسارعة في فعل الخير وما إلى ذلك من الأعمال الصالحة والسلوك المحمود لدى المجتعات!!

أما الحقيقة في مصداقية ذلك السلوك الجيد قد تتجلى على لسان احد الأمهات أو احد الأباء حيث أن حال السنتهم يقول كما هو المثل اليمني المعروف( من أبسر علي في السوق هنى لأهل بيته )!!

نعم هذه هي الحقيقة، وجميعنا يلتمسها في واقع بيئته الخاصة ،حيث وأن الكثير ممن يقدمون أنفسهم ملائكة أمام الآخرين ليسوا سوى شياطين في تعاملهم مع والديهم وذويهم في داخل المنزل!! شح وبخل وبذائة في القول وكبر على الكبير والصغير وعنجهية ليس لها حدود في التصرف !!!

ناهيك عن كل ذلك فالطامة الكبرى هي في من يقدم حاجة الناس على حاجة أسرته ، ويقدم نفسه ذات كرم حاتمي ويبذل ما يستطيع من آجل إرضاء الناس !!! لكنه ذاك الشحيح مع أسرته وهو المستطيع !!،وأخر يقدم ”القات” على قوت أطفاله وحاجة زوجته، ويحرمهم من أبسط الحقوق التي هي حق من حقوقهم عليه.

فالأول والأخر لايدرك معنى قول الرسول صلوات الله عليه واله (خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي) سواء في تحمل مسؤلية الأسرة أو في التعامل الحسن معها فالأول مكمل للآخر كما هو الدين متكامل في شمولية جميع توجيهات الله سبحانه تعالى.

فهذه معضلة يعاني منها الكثير من أفراد المجتمع اليمني ، ويبقى الحل في النظر لما احتوت عليه آيات الله من مصداقية في القول واستقامة في التعامل، فماذا سنستفيد من تعاملنا مع أهلنا بسوء ومع الناس الآخرين بتودد !!نحن إذا كما قال تعالى( يخادعون الله وما يخدعون إلا أنفسهم) فرضاء الأهل ورضاء الله أولا هو خيرا من رضاء الناس، فلنقدم للناس أنفسنا كما هيا من آجل تربيتها، والعاقبة للمتقين.