الخبر وما وراء الخبر

تبقى القدوة وإقتفاء الأثر

41

بقلم/ إكرام المحاقري

أحيا المجتمع اليمني بمختلف أطيافه وتوجهاته وانتماءاته ذكرى مولد الرحمة (النبي محمد صلوات الله عليه وآله) كلا حسب عاداته وتقاليده الخاصة به، وكان الموعد الكبير آية عظيمة للاعتصام بحبل الله الوثيق في عشر ساحات تابعة لعشر محافظات يمنية على رأسها العاصمة صنعاء في مشهد تاريخي جسد للعالمين عظمة النبوة وقدسية الرسالة في أوساط المجتمع اليمني منذ أزمنة خلت وحتى يومنا هذا..

هنا لابد من تطبيق الأسوة الحسنة في أوساط المجتمع اليمني قولا وفعلا، واقتفاء أثر النبوة الطاهر المرتبط بنور الرحمن والمقترن بواقع القرآن في جميع توجهاته سواء في تعامله مع العدو أو في تعامله مع ابناء جلدته تحت عنوان “اشداء على الكفار رحماء بينهم”.

فالنبي محمد كان رجل خلق جسد معنى الأخلاق والجهاد وبين باسلوبه الراقي في تعامله مع المجتمعات وغيرها ماهية التسليم المطلق لتوجيهات الله سبحانه وتعالى ضمن تربية إيمانية قرآنية ممتدة من أيام نوح وإبراهيم الخليل إلى أيام النبي محمد صلوات الله عليه وآله، ويبقى بقاؤها اليوم مرهون بتصرفات المسلمين وأخلاقهم.

المجتمع اليوم بحاجة لاحياء أخلاق النبي محمد صلوت الله عليه وآله في واقع الحياة وغرسها في أعماق النفس، وأن نعطي كل فرد مسلم من الرحمة والرأفة ما أعطى النبي محمد أمته المحمدية المسلمة، وإذا لم نحيي هذه المبادئ والقيم في واقعنا كمجتمع مسلم فما الفائدة من احياء الفعاليات وتعالي الهتافات والصرخات بلبيك يارسول الله؟!

فإذا لم نلبي الرسول باخلاقنا وتوجهنا نحو احقاق الحق وابطال الباطل وتوقير الكبير والعطف على الصغير ورحمة الفقير واعطاء السائل والتفريج عن المكروب والمعسر، ومناصرة قضية الدين بالغالي والنفيس وبيع المال والنفس والولد لله تعالى، فبما نلبي محمد إذا؟!

كذلك من أراد أن يحيي أخلاق محمد في نفسه ليقتبس ذلك من نور القرآن الكريم بداية من قوله تعالى “وإنك لعلى خلق عظيم” وقوله تعالى “وقولوا للناس حسنا” إلى قوله تعالى “ولو كنت فضا غليظ القلب لانفضوا من حولك” إلى باقي الآيات التي تصف شخصية النبي محمد والمبينة لاسلوبه العظيم الذي احتوى من خلاله لمجتمع كان بعيد كل البعد عن الله سبحانه وتعالى، وذلك لقوله صلوات الله عليه وآله (جبلت القلوب على حب من أحسن اليها)..

فلتكن العودة إلى أخلاق آل بيت النبوة هي الفاصلة مابين نهج القرآن ونهج أبتكره اعداء الدين ليشقوا المؤمنين عن احياء تعاليم القرآن في واقع حياتهم، ولنلبي النبي باخلاقنا وتوجهاتنا وجهادنا الصادق وبكل ما تنطقه السنتنا، فنحن أمة محمد ومجتمع الأنصار، فلا نكون أقلية ممن كانوا قبلنا ونسقط في فخ نصبه إبليس للمؤمنين يوم عصا ربه وأعلن عهده الحاقد بأن يكون للمؤمنين غويا.