الخبر وما وراء الخبر

محاربةُ الاحتفال بالمولد النبوي نوعٌ من الإساءة إلى صاحبه

43

علي عبدالله صومل

إذا أردتم أن تعرفوا سرَّ محاربتهم -أي الوَهَّـابية والصهيونية وكافة أعداء الإسلام- للاحتفال بمناسبة المولد النبوي الشريف على صاحبه وَآله أزكى الصلوات وأتمُّ التسليم، فابحثوا عن سبب إساءتهم إلى الرَّسُــوْل الأكرم -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِــهِ وَسَلَّـمَ-.

إن التعظيمَ لرَسُــوْل الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِــهِ وَسَلَّـمَ- وإعلانَ الانتماء إليه والارتباطَ به يشعلُ في قلوبهم جمرات الغيظَ؛ لأَنَّ كُـلَّ ذلك يُبطِلُ غرضَهم الخبيثَ من الإساءة إلى رَسُــوْل الله المتمثلة، في محاولة تشويه صورته الناصعة بالطهر والنقاء في أذهان محبيه البسطاء وجس نبض المحبة والولاء لرَسُــوْل الرحمة وإمام الأنبياء ولكم أن تسألوا لماذا يتصالح ويتحالف الوَهَّـابيون مع المسيئين إلى رَسُــوْل الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِــهِ وَسَلَّـمَ- ويخاصمون كُـلّ من ينشر ذكره ويشيد بفضله من الشيعة والصوفية والفرق السنية المختلفة عنهم ومعهم؟

والجواب: إنهم لا يجدون أية مشكلة مع المسيء إلى رَسُــوْل الله؛ لأَنَّ كُتُبَهم الحديثية والتأريخية طافحةٌ بالروايات المسيئة إلى جناب الرَّسُــوْل الأقدس والفارق هنا هو في الأسلوب الفني للإساءة فالوَهَّـابية وسلفهم من السُّنية يرتكبون جريمةَ الإساءة بالروايات المكذوبة والقصص المكتوبة أما الأمريكان والصهيونية العالمية واليهودية المعاصرة فيرتبكون ذات الجريمة -الإساءة إلى رَسُــوْل الله- بطريقة فنية حديثة فيعبرون عن الإساءة باستخدام الأفلام والصور التي غالباً ما تكون مادتها الإعلامية مأخوذةً من تلك الافتراءات والأكاذيب الموجودة في كتب الحديث والسير المعتمدة لدى التيار الحنبلي السني الذي تمثله الحركة الوَهَّـابية في العصر الحديث امتداداً للدولة الأموية في العهد القديم

إذاً فالاختلاف بين الإساءتين _كما ذكرت سابقاً_ إنما هو اختلاف فني تغيّرت بعضُ أساليبه وملامحه، أما مضمون الإساءة فلم يتغيرْ في معظم عناصره الرئيسية أضف إلى ذلك أن كلا الطرفين يحرصان على تغييب السيرة والسنة النبوية الصحيحة التي لن يجدها الإنسان المؤمن خارج دائرة أهل البيت عليهم السلام قرناء الكتاب وأعلام الحق والصواب، التي تفضح نفاق هؤلاء وفجور أولئك فلا يتمكّنان من ممارسة التشويه والإساءة دون أية عوائق، فالوَهَّـابية وما تفرّع عنها من الجماعات التكفيرية تسيء إلى الرَّسُــوْل وتشوّه صورته بممارساتها العدوانية وتصرفاتها الشيطانية المنسوبة إلى الرَّسُــوْل وَالمحسوبة على الدين والغرب يسيء إلى الرَّسُــوْل -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِــهِ وَسَلَّـمَ- بنشر الشبهات وشن الحملات المعادية للرَّسُــوْل والإسلام مستندة في تأكيد هذه الهجمات الفاجرة إلى تصرفات الوَهَّـابية وفراخها كالقاعدة وداعش وأخواتهما كنموذج نفاقي معاصر يقدم الرَّسُــوْل والإسلام في أبشع مظهر وأقبح صورة كما اعتمدت على رواياتهم المختلقة وحكاياتهم الموضوعة في رسم الصور وإنتاج الأفلام المسيئة أيضاً.

إنه لشرفٌ كبيرٌ لنا أن نقفَ في مواجهة هذا الزيف والفجور الذي لم يشهد له التأريخ الحديث مثيلاً، كما وقف الإمام زيد بن علي عليهما السلام في وجه ذلك اليهودي الذي كان يسُبُّ رَسُــوْل الله في مجلس الخليفة الأموي هشام بن عبدالملك وخصوصاً ونحن نرى هشامي العصر يدافعون عن يهود اليوم كما دافع هشام عن يهودي الأمس.

وختاماً نقول: كيف لا يحاربون الاحتفالَ بمناسبة مولده الشريف وهم لا يكفون عن الإساءة إلى شخصه الكريم ونهجه القويم -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِــهِ وَسَلَّـمَ-؟!