الخبر وما وراء الخبر

إيماننا بعظمة رسول الله يشدنا وجوباً وطواعيةً إلى الاحتفال بمولده

44

د. هشام محمد الجنيد

إن أعظم الاحتفالات والمناسبات والأعياد على الإطلاق هي الاحتفال بالمولد النبوي لسيد الخلق محمد بن عبدالله صلوات الله عليه وعلى آله وأصحابه المنتجبين، واحتفال الملايين في السبعين بأمانة العاصمة وفي المحافظات وكل البلدان الإسلامية يعبِّر عن إيماننا وولائنا وإخلاصنا لرسول الله.

ومناسبة الاحتفال لنتعلم الدروس المحمدية ونستفيد منها في معالجة واقعنا وفي تعزيز القيم الأخلاقية والهوية الدينية والإسلامية، فالاحتفال إذن واجب مقدس ومن منطلق الإخلاص في حبنا لرسول الله، ومناسبة الاحتفال هي رسالة لأعداء الدين المحمدي بأن رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله وسلم معلمنا وقائدنا وقدوتنا، ومن غايات الاحتفال بالمولد النبوي أنه يشدنا إلى التمسك بالرسالة الإلهية والسير على منهجها في مواجهة أعداء الدين.

رسول الله هو أول المسلمين، ومن عظمة مكانته أن اسمه مقرون بالشهادة بالرسالة وبالشهادة بالوحدانية، ومكتوب اسمه على العرش وعلى الأبواب الثمانية في الجنة، وورد اسم رسول الله خاتم الرسل والأنبياء على لسان أبينا آدم عليه السلام وعلى لسان جميع الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام. فرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نبيا قبل الوجود، وهو حي في قلوبنا وحي في الجبهات، ومعجزاته أعظم من معجزات جميع الرسل والأنبياء

عليهم السلام.

واحتفالنا بمناسبة مولد الرسول الأعظم يشدنا طواعية إلى الاقتداء بمنهجيته والسير على خط الأصالة لبناء عناصر القوة والعزة، واحتفالنا بهذه المناسبة المقدسة تعبير عن ولائنا العظيم لرسول الله، فهي محطة توعوية تلزمنا الإخلاص بمبادئ إسلام القرآن الذي سار عليه أفضل الخلق محمد صلوات الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين، وهي محطة تلزمنا الإخلاص في العمل بالأحاديث النبوية الشريفة، وهي محطة توعوية وتثقيفية وتحصينية للإخلاص في نهج وأسلوب تعامله مع أعداء الحق المنافقين ومع الفاسقين من أهل الكتاب اليهود والنصارى، وهي محطة تشدنا عقائديا إلى الجهاد في سبيل الله للدفاع عن الدين ونصرته، وتشدنا للتوجه نحو الأعمال الصالحة ومنها التوجهات التنموية الشاملة لبناء أمة حضارية يمنية في إطار أمة إسلامية موحدة.

رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يريد لنا أن نكون أعزاء كما كان عزيزا، وهذا الواقع لن نصل إليه إلا بالإخلاص في اتباع المنهجية المحمدية، وهي الطريق التي أحياها في بلادنا سبط رسول الله الشهيد القائد حسين بدرالدين الحوثي – رضوان الله عليه – فكانت المسيرة القرآنية، وباستمرار سيرنا على صوابية المسيرة تحت ولاية علم الهدى السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي سنصل إلى واقع العزة التي نعيشها حاليا، وسنصنع بإذن الله واقع التغيير السياسي المستقل باقتداء وإيمان شعوب المنطقة بقائد الثورة وتوجههم نحو المسار الثوري الإسلامي إثر الصحوة من الغفلة والضلال والعودة إلى الرسول ورسالته.