الخبر وما وراء الخبر

المسلمون يحيون ذكرى المولد النبوي والشعب اليمني في الصدارة

26

احتفت عدد من الدول العربية والإسلامية اليوم السبت، بذكرى المولد النبوي الشريف(12 ربيع أول) على صاحبه وآله أفضل الصلاة وأتم التسليم، كان أبرز هذه الاحتفاءات تشريفاً وتعظيما لرسول الله وحشداً لأنصاره في اليمن حيث يأتي اليمنيون في صدارة المسلمين المحتفين بالمناسبة بحشود ملايينية وتحضيرات ضخمة في مختلف المحافظات، وذلك على الرغم من العدوان والحصار المفروض عليهم منذ خمسة أعوام.

واحتفل الجزائريون بذكرى المولد النبوي بطقوس توارثتها الأجيال، جعلت منها فرصة للتكافل وتبادل التهاني والتبريكات.

وتعمد بعض العائلات في هذا البلد إلى الاحتفال من خلال ارتداء ملابس تقليدية، مع الحرص على ترسيخ مكارم الأخلاق بين الأطفال. وتعد المناسبة فرصة للتكافل الاجتماعي والتعاون بين الجيران، الذين يحرصون على توزيع الحلويات في ما بينهم، تعبيراً عن المحبة وتوطيد العلاقات الإنسانية.

كذلك تتفنّن النساء في إعداد الحلويات التقليدية مثل “البقلاوة” و”المقرود”، وتعد من أهم الحلويات التي تطهى في مثل هذه المناسبة، إضافة إلى شراء مختلف أنواع المكسرات لما لها من دلالة على الخير والوفرة. كذلك تضع النساء الحناء على أيادي الصغيرات، الأمر الذي يدخل الفرحة إلى قلوبهن.

كما احتفل المصريون بالمولد النبوي الشريف، الاحتفال الذي ظل ملازمًا للمصريين رغم ما يواجهه من هجوم ووصفه بـ”البدعة” أحيانا وتحريم الاحتفال به أحيان أخرى، فأخذ أشكالا عديدة رسمية وفنية وثقافية حتى الشوارع تحتفل احتفالها الخاص بانتشار باعة حلوى المولد.

يحتشد مشايخ الطرق الصوفية وآلاف المريدين والأتباع، عصر اليوم السبت، للاحتفال بالمولد النبوي الكريم، حيث ينطلق موكب صوفي كبير من مسجد سيدي صالح الجعفري إلى مقر المشيخة العامة للطرق الصوفية الجديد الموجود بالدراسة، حيث يكون في استقبالهم الشيخ عبدالهادي القصبي شيخ مشايخ الطرق الصوفية ورئيس المجلس الأعلى للطرق الصوفية.

كما عاش الفلسطينيون ورغم الأوجاع والمآسي احتفالات وفعاليات وأنشطة خاصة بالمناسبة.

وفي تونس، تدفق مئات الآلاف من الزوار على مدينة القيروان التونسية، تحدوهم الرغبة في الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف.

زوار من مختلف المناطق التونسية ومن بلدان مجاورة حلّوا بالمدينة الواقعة وسط البلاد، والتي استطاعت أن تجذب إليها الأضواء بتحوّلها إلى مركز احتفال عالمي بذكرى المولد، بفضل قيمتها الحضارية.

وبذكرى المولد الشريف، تنتظم فعاليات ثقافية وتجارية وفنية ومعارض للصناعات التقليدية والزراعية.

وتميّزت الذكرى الحالية بزيارة أجراها الرئيس التونسي قيس سعيد إلى جامع عقبة للمشاركة في الموكب الديني، تلبية لدعوة هيئة جمعية تنظيم الاحتفالات بالمولد النبوي، تعتبر أول زيارة للرئيس المنتخب خارج العاصمة تونس منذ توليه المنصب، وأعطت الاحتفال طابعا رسميا.

وفي كلمة أمام جامع عقبة بن نافع (بُني عام 50 هجري)، لفت سعيّد، إلى أن الاحتفاء بذكرى المولد النبوي بدأ منذ العهد الحفصي (1229م – 1574م).

وأضاف “تقام الذكرى في القيروان، وفي تونس، لنستحضر تاريخنا ولنستشرف أيضا تاريخا جديدا للقيروان ولتونس، ونستحضر القيم الحقيقية للإسلام والقيم النبيلة”.

وتابع: “القيم الحقيقية في الإيمان بالله وفي التوحيد، ولكن أيضا في الاستقامة في كل مجالات الحياة”.

ودعا سعيّد، إلى “ضرورة ترك النقاشات الهامشية حول الهوية” التي يعتبر أن “التاريخ حسمها”.

عدد كبير من المواطنين من أهالي القيروان والزوار حرصوا على زيارة جامع عقبة بن نافع، خلال حضور سعيّد صلاة الجمعة والإشراف على الموكب الديني الذي يتضمن تلاوة السيرة النبوية والمدائح والأذكار، وتوزيع الجوائز على الفائزين في مسابقات حفظ وتلاوة القران الكريم والأحاديث النبوية.

وتوقعت لجنة تنظيم مهرجان المولد بالقيروان وصول حوالي مليون زائر لحضور احتفالات ذكرى المولد الشريف، وخصصت عدة فقرات ثقافية وفنية في الإنشاد الصوفي، ومسابقات في أناشيد المدائح بين عديد الفرق بتونس.

كما تنتشر بعض العادات الاحتفالية لدى المسلمين في مختلف أنحاء العالم بإعداد أصنافٍ مُعيّنةٍ من الطعام وتقديمها للفقراء والمحتاجين، وتقديم الصدقات، وعمل حلقات الذكر والأدعية في المساجد، ومن المعروف أنّ مُعظم الدول الإسلامية تعتبر يوم المولد النبوي الشريف يوم عطلةٍ رسميةٍ.

وتراجع زخم الاحتفاء بالمناسبة في الدول العربية والإسلامية بسبب الفكر الوهابي للنظام السعودي الذي جعل من الاحتفاء بها بدعة في حرف واضح لمنهج الدين القويم.