مولد النور
ذمار نيوز || مقالات ||
[ 3 نوفمبر 2019مـ -6 ربيع الاول 1441ه ]
بقلم / وسام الكبسي
لقـد عشـعـش الضلام وغشـي البـشريـة الجهـل وحـل بهـم التـيه، فـعاشـو بيـن امـواج الأباطـيل والخـرافـات لايهـتدوا لسبـيلٍ او مخـرج ،التنـاحر والاقتـتال سـيد المـوقـف فهـم بذلـك مـيتي الضمير ،قـُساة أجـلاف ،لاهـدف لـهم في الحيـاة ولاغـايه سـوى كسـب الابـل ورعـي الأغـنام ينـساقـون وراء شـهوات النفـس ،عـبّـدو أنفـسهم لاصنـامٍ صنـعتـها أيديـهم وبـعض آلهـتهم مما يـأكل فـسقطـوا متـجردين من الإنـسانية والقيـم والاخـلاق إلا مـن الشـكليات التي تشـي لحـب الضـهور والبـروز لغـرض كسـب السمـعة والشـهره ،عـاش النـاس حـالة التـخلف والانحطـاط في جميـع مـجالات حـياتـهم، فأصبـحت السـمة البـارزة لهـم الجـهل والخـرافة، وألامـية سيـطرة على واقـع النـاس وعقـولهم فانحـرف المجتـمع عن الحـنيفية انـحراف خطيـر حتى كادو ان يقعـو في حضـن الشيطـان والأهـواء كلـيا.
وفي هـذا الواقـع الـسئ والخطـير ،والضـلام الدامـس انبثـق النـور وبان الصـبح وتجـلى الحـق في انصـع صـوره وشـع نـور الهـداية عـلى المـشرقين مبـدد دياجـير هـذا اللـيل البهـيم ،فقـد أراد اللـه سبـحانه وتعـالى
الليل البهيم ،فقد أراد الله سبحانه وتعـالى لليـل ان ينـجلي ،ولكـل أنـواع الاباطيـل والخـرافـات ان تتـوارى بزوال الظلـم وهزيمـة الطـاغوت بمـولد النـور (صلى الله عليه وآله )مخلـّص للبشـرية ممـاهم فيـه من ظـلم وجهـل مطبـق ،فـشرّف اللـه الارض بمـولد مـبارك في بقـعة طاهـرة مبـاركه بمكة المكرمة من أسرة طاهرة مباركه (أصـلها ثابت وفـرعها في السـماء ).
لقـد مثـّل مولـده صـلى الله عليـه وآله انبثـاق للنـور ،نور الهـداية ليخـرج الامـة من الظـلمات الى النـور ،فقـد كان في حقيقـته مولد للقـيم والمبـادئ والأخـلاق الإنسـانية العالـيه والمـحبة بل مولدا لمكـارم الاخـلاق جميعـها فكان بحـق شـرف للإنسـانية وعـزَّ لنا أكرمنا الله به كقـائد وقـدوة ومعلمـا ومربـيا مُجـسّد للقيـم الانسـانية في معـاملاته سـلوكا وخُلقا ،بنا بذلك الانسـان بناءً كامـلا ليكـون خليـفة الله في الأرض كمـا أراد الله تعـالى.
أنه المنـة العظمـى ،والاسـوة الحسنـه والفضـل العظيـم، بل إشـراقة الإسـلام على دنيا الجهـالة ،والسـّمو في أرقى صـوره، والكمـال البشـري في اعلى مراتبـه ،بمـولده صلى لله عليـه وآله إشراقـة في القلـوب أنوار الهـداية في الوجـدان ،أنار القلـوب والافـئده ،ملأ النفـوس عزاً وإباءً ورفعـه ،فقـد تهـاوى الطاغوت في معـاقله كما تهـاوى إيوان كسـرى وعـرش قيصـر، فتهـاوت رمـوز الكُفـر من أصنـام البشـر والحجر ، وذاب جليد التسلط والجور ،وتحرّر الإنسـان من العبـودية والرق،مقـويا الروابط الاسـرية الاجتماعيـة ،هادماً صرح الجهـل والتخـلف من العـادات السيـئة والوحشـية المحضـه من وأد البـنت او جعلهـا سلعـة تباع وأداة للاشـباع الغرائزي ،فقـد نهض صلى الله عليه وآله مجسـّدا لقوله تعالى له(يا أيها النبي إنا ارسلناك شاهداً ومبشراً ونذيرا وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاٌ منيرا )
لقـد كان مولـده صلى الله عليه وآله وسلم ومن ثَم مبعثـه ثورة تحررية على قوى الظلـم والطاغـوت والرغبـات النفسيـة وشهـواتها ،تحرراً من العصبيـة المقيـتة والتـولي الاعماء والنعـرات القبليـه،فاتّحـدت كلمتهـم ، وتلاشا تفرقـهم معتصميـن بحبـل الله تجمعهـم رسالة واحده يبذلـون أموالـهم ومهـجهم في سبـيل الله كغايـة لاهدافهـم فصـارت لهـم هويـة حين اصبـحو أمة قرآنيـة المنهـج بقـيادته صلى الله عليه وآله كأعظـم رجل عرفـه التاريـخ ،فهـو بحق نور الهـدى ،ونبـراس وضيـاء لايمكـن ان نعـرفه إلا كمـا قال الشهيـد القائد السيـد الحسيـن بدر الديـن الحـوثي -رضوان الله عليه-(ان القـرآن الكريـم هو اهـم مصـدر لمعـرفة الرسـول الاكـرم (صلى الله عليه وآله وسلم ).