الخبر وما وراء الخبر

متحدث الجيش السوداني يهون خسائر قواته في اليمن

47

حاول متحدث الجيش السوداني التقليل من أرقام خسائر قوات بلاده المشاركة في حرب التحالف السعودي في اليمن دون نفيها كليا بزعم أن “الخسائر من أسرار الجيوش”. لكنه نفى إمكانية انسحاب القوات السودانية من اليمن، مكذبا ما أعلنه قائد هذه القوات نفسه، ومعلنا المضي على نهج الرئيس المطاح به عمر البشير في تبرير المشاركة في الحرب.

وأظهر متحدث الجيش السوداني اللواء عامر محمد الحسن انزعاجه من وصف القوات السودانية بأنها “مرتزقة للايجار”، مكررا حديث الرئيس المطاح به عمر البشر، بأنها “جاءت إلى اليمن للدفاع عنه وحماية المقدسات الإسلامية”.

اللواء عامر، رد على تصريحات متحدث القوات المسلحة اليمنية وإعلانه السبت “مقتل وجرح أكثر من 8 آلاف جندي سوداني في اليمن حتى العام الجاري بينهم 4253 قتيلا ” بأنها “غير صحيحة وحرب نفسية للتأثير على المجتمع السوداني”.

ومع أن متحدث الجيش السوداني لم يقدم ما يدحض إعلان صنعاء خسائر قواته وبثها مشاهد فيديو لقتلى وجرحى منها وأسراها؛ إلا أنه تساءل: “من أين لهم بهذه الأرقام”. واكتفى بالقول لقناة “روسيا اليوم” السبت: “الخسائر تعتبر من أسرار الجيوش”.

كما رد على حديث متحدث الجيش اليمني وشهادات أسرى المقاتلين السودانيين عن “زج التحالف بالقوات السودانية إلى الصفوف الأمامية”، بقوله أن “ذلك لبسالة قواته ومعرفتها بالقتال” وليس كما أكد أسرى القوات السودانية “مجازفة بهم”.

نفي متحدث الجيش السوداني امتد إلى تكذيب نائب رئيس المجلس السيادي الحاكم في السودان وقائد قوات الدعم السريع شبه النظامية المشاركة في حرب التحالف السعودي في اليمن، الفريق محمد حمدان (حميدتي).

وقال: “السودان لم ينسحب من التحالف لأنه من الدول التي تفي بوعدها”. وأضاف: “ليس هناك أي مؤشرات حتى الآن على نية سحب القوات”. مردفا: “قواتنا لن تنسحب بأي حال واستمرارها في اليمن قرار سيادي، ولم يصدر قرار رسمي بالانسحاب من اليمن”.

وتتناقض هذه التصريحات مع ما نقلته وسائل إعلام دولية وسودانية عن إبلاغ قائد قوات الدعم السريع (الجنجويد) الفريق محمد حمدان دقلو حميدتي المجلس السيادي الانتقالي الحاكم “بدء انسحاب قواته من اليمن”.

ونشرت سائل إعلام سودانية، الأربعاء، أن “حميدتي أبلغ الاجتماع الثلاثي المنعقد ليل الاثنين في القصر الرئاسي بين مجلسي السيادة والوزراء وقوى الحرية والتغيير، بسحب 10 آلاف من قواته المتواجدين في اليمن”.

مسؤول رفيع في قوى “الحرية والتغيير” حضر الاجتماع الثلاثي، قال لـ “سودان تربيون” وصحيفة “السودان اليوم” الأربعاء، إن “الحديث عن سحب القوات من اليمن جاء في سياق التداول حول تقييم أداء الحكومة الانتقالية”.

ووفقا لصحيفة “التيار” السودانية، فإن “الفريق حميدتي أكد في الاجتماع أنه لن يرسل إلى اليمن قوات بديلة عن القوات العائدة للبلاد وتحدث عن بدء انسحاب للقوات السودانية المشاركة في حرب اليمن”.

كما أبلغ “مسؤولون سودانيون بارزون” وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية، الخميس، إن “نائب رئيس المجلس السيادي وقائد قوات الدعم السريع اتفق مع السعودية على أنه لن تحل قوات بديلة محل القوات المغادرة من اليمن”.

وأضافوا حسبما نقلت الوكالة الأمريكية: إن “حميدتي اتفق مع السعودية على عدم إرسال قوات اخرى محل القوات المعادة لأن القتال على الأرض قد تضاءل في الأشهر الأخيرة، فيما سيبقى بضعة آلاف من الجنود في اليمن للتدريب”.

في المقابل، أكد متحدث القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع، في مؤتمر صحافي السبت امتلاك الجيش اليمني “معلومات متكاملة عن مشاركة كل دولة ونوع ومستوى مشاركتها في العدوان والمقابل عن تلك المشاركة”.

وقال: إن “النظام السوداني كان يتاجر بأرواح جنوده ويسترزق بالتغرير بهم وخداعهم من خلال مبررات وشعارات المشاركة في العدوان على اليمن”. مستعرضا خسائر قوات السودان منذ بداية الحرب واماكن تمركز ألويتها وكذا قوامها .

العميد سريع أوضح في مؤتمره الصحفي أن “ألوية سودانية على الحدود بإشراف سعودي منها اللواء الخامس حزم في الخوبة وقوامه 5000 واللواء السادس في صامطة وأخرى في جنوب اليمن والساحل الغربي بإشراف إماراتي”.

وأضاف: “في منطقة مجازة قوام الجنود السودانيين يصل إلى 2000، وفي سقام كتيبة قوامها 600 جندي، وفي عدن ولحج يتواجد 1000 جندي وضابط موزعين في رأس عباس وفي مطار عدن وقاعدة العند الجوية”.

متحدث الجيش اليمني العميد سريع تابع قائلا: “في الساحل الغربي تتمركز 6 ألوية سودانية تم ترحيل 3 منها قوامها 6000 جندي وضابط”. مؤكدا “إجمالي خسائر مرتزقة الجيش السوداني يتجاوز 8 آلاف قتيل ومصاب”.

وفي حين نوه بـ “تعامل انساني مع أسرى القوات السودانية”؛ حذر العميد سريع من أن “استمرار هذه القوات في العدوان على اليمن يفرض على قواتنا اتخاذ خطوات جادة لإجبارهم على المغادرة”. مؤكدا أنها “أهداف مشروعة”.