الخبر وما وراء الخبر

 المرأة اليمنية … مشاركة فاعلة في احتفالية المولد النبوي ودعم المجاهدين

84

لم تكن الحشود النسائية في ميدان السبعين بصنعاء هي الوحيدة، بل كان الكثير من الحشود في محافظات ذمار وإب، لتشكل فيها المرأة اليمنية صورة واحدة تظهر مدى تمسكهن بنبي الرحمة والإنسانية وفرحهن بهذا اليوم العظيم الذي كان أن يختفي من أوساط الأمة الإسلامية، فكان لهن الشرف في إعادة إحياء مثل هذه المناسبات الدينية.
وامتثالاً لأمر الله تعالى: ((قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ)) اكتست شوارع مدينة ذمار باللون الأخضر وفاحت العطور وهبت نسمات مولد النور وتستعد الالاف من النساء اليمنيات للفرح والابتهاج بمولد خير خلق الله محمد (صلوات الله عليه وعلى آله وسلم).
وكان للمرأة اليمنية المجاهدة دور كبير في نجاح فعاليات الاحتفال الكبير بالمولد النبوي، حيث شاركت المئات من النساء في تنظيم الاحتفال وتأمينه وكذا في اقامة فعاليات مصاحبة للاحتفال من بينها تقديم قوافل غذائية دعما للمجاهدين المرابطين في ميادين القتال.
وللحديث أكثر عن دور المرأة في احياء المناسبة كانت لنا هذا اللقاء مع الأخت المجاهد أم محمد ثورة مسؤولة الهيئة النسائية الثقافية العامة لأنصار الله بمحافظة ذمار، حيث تستهل حديثها لـ”الشعب” بالقول: بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين وبعد.
قال تعالى ((وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ))، والحمد لله على نعمه الهداية والإسلام، والحمد لله أن شرفنا الله بصاحب المقام أن كنا أول من رحب بسيد الخلق أجمعين واحتضن رسالته.
وتضيف أم محمد بالقول: “رغم العدوان والألم والجراح والمعاناة إلا أن الرسول محمد كان لنا اسوه حسنه، وإن الاحتفال بمولد صاحب المقام سيد الرسل أجمعين الذي قال فينا الإيمان يمان والحكمة يمانيه، يمثل دلاله واضحة على أنه حياً في قلوبنا، وأن الاعداء ما استطاعوا أن يمحو ذكراه الحية في وقعنا رغم مكائدهم ودسائسهم التي سعو جاهدين لطمسها حتى في مكة المكرمة أما نحن فلله الحمد من قبل ومن بعد سائرون ومتمسكون على النهج المحمدي والمسيرة القرآنية التي جددت وبقوة ما سعى اعداء رسول لله لطمسه في أمه محمد”.
وباسم الهيئة النسائية الثقافية العامة بمحافظة ذمار تقدم أم محمد أجل التبريكات للامه الإسلامية عامه ولقائد المسيرة القرآنية السيد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي خاصة بمناسبه قدوم المولد النبوي الشريف على صاحبه أفضل الصلاة والتسليم وعلى آله.
وبالحديث عن أهم الأعمال التي قامت بها الهيئة النسائية في مناسبة المولد النبوي في العام الماضي توضح أم محمد أنها أعمال متعددة الأركان والفروع، منها الجانب الثقافي والصحي والاعلامي والأمني وكذلك الاجتماعي والتربوي وأن كل العاملات سعت جاهدة بحسب ما وزع العمل وقسم على جميع العاملات
وتردف بالقول إنه تم التحرك في الجانب الثقافي في جانب التوعية والأهمية الثقافية لأحياء مثل هذه المناسبة العظيمة في المجالس الخاصة للنساء، اما الجانب التنظيمي والامني فقد تم إقامة ورشات عمل للكادر بكيفية الترحيب بضيوف رسول الله صلوات الله عليه واله، فكان هناك في المقدمة كادر سمي بالاستقبال ودوره الترحيب بضيوف رسول الله ورش الحاضرات بماء الورد والبخور وتوزيع الحلوى المعدة والبالونات الخضراء للأطفال، كما تم اعداد مخيم طبي متكامل للإسعافات الأولية لتفادي حدوث أي شيء طارئ لا قدر الله، إضافة إلى أنه تم التنسيق لإحياء المناسبة العظيمة وتحشيد النساء في كل المدارس لحضور الفعالية المركزية وذلك عبر الإذاعات المدرسية لطالبات وتنسيق فعالية مصغره في كل مدرسه، أما الجانب الاجتماعي فكان له دور مهم في صنع وجبات غذائية لاستقبال الضيفات الحاضرات من المديريات.
وبالنسبة لمناسبة هذا العام، تقول أم محمد أن التحرك والتجهيز للمناسبة قائم على قدم وساق بإذن الله في جميع الجوانب ومن قبل الجميع على مستوى الاحياء والحارات والمديريات والعزل والقرى والمحافظة بشكل عام، سواء من ناحية اقامة المجالس استعداداً لاستقبال هذه المناسبة العظيمة والتحشيد لها بما يليق بمستوى صاحب هذه المناسبة وكذا التجهيز لتدشين والفعاليات المتنوعة والمتعددة الموضحة لأهمية هذه المناسبة، والمعبرة عن مدى تمسكنا وارتباطنا بنبينا وقائدنا ورسولنا خير قدوة واسوه لنا جميعاً.

هذا بالإضافة إلى القيام تجهيز كافة الإعدادات والمتطلبات التي نحتاج إليها في كافة المجالات الثقافية والأمنية والصحية والاعلامية والاجتماعي ليكون هذا العمل على أرقى مستوى ويليق بعظمه رسولنا الكريم، كما تتضمن تجهيزاتنا الإعداد لموائد الإحسان وكذا التجهيز لقافلة الرسول الأعظم والكثير من الأعمال الفنية المتعددة والمتنوعة من تزيين وتجهيز شعارات ولافتات واعلام وربطات والمسابقات وغيرها من الاعمال التي سيتم توثيقها أول بأول لتبقى نافذه مشرقه على مدى التاريخ لامة جعلت من ميلاد نبيها محطه تتزود منها العزة والقوة والثبات والصمود في كل مراحل حياتها وفي كل الظروف وأمام كل التحديات اسوة وقدوة بالسراج المنير والنور المبين الرسول الأمين سيدنا محمد صلوات الله عليه وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين.
ويلاحظ ان المرأة اليمنية كان لها حضور كبير في احياء الفعالية، حيث اعتادت المرأة اليمنية في الثاني عشر من شهر ربيع الأول من كل عام تجديد عهدها لرسول الله صلوات الله عليه وعلى آله الأطهار بالسير على نهجه والاقتداء به قولاً وفعلاً واستلهام منهجه القويم وما تحلى به من أخلاق طيلة حياته.
تقول احدى العاملات أن احتفالها بالمولد النبوي الشريف هو إثبات للعالم أجمع بأن الشعب اليمني يسير على نهج رسول الله وأن المرأة اليمنية كان لها حضور كبير جدا في هذا الاحتفالات، معتبرة أن الحضور المشرف للمرأة بمثابة دليلاً واضحاً على الوعي الكامل بالمسيرة القرآنية التي تولي هذه المناسبة جلّ اهتمامها.
ومن قوله تعالى (يا أيها النبي جاهد الكفار واغلظ عليهم)، تشارك المرأة المجاهدين المرابطين في دعم جبهات القتال حيث تقدم قوافل غذائية لرفد المجاهدين في جبهات القتال مجددة العهد لرسول الله. بالصبر والعمل والبذل حتى تحقيق النصر المبين بإذن الله.