الخبر وما وراء الخبر

أبرز صفات المجاهدين (المسارعة والمبادرة) الحلقة (2).

115

ذمار نيوز || مقالات ||
[ 31 اكتوبر 2019مـ -2 ربيع الاول 1441ه ]

بقلم المجاهد/ فاضل الشرقي

المسارعة تعني المسابقة والسرعة في تنفيذ الأعمال والمهام في كل ميادين العمل الجهادية الشاملة، والتحرك بجد واهتمام، ويقظة وانتباه وحذر، وتفاعل وتفاني، فبعض الناس يكون بااااارد لا يتحرك إلا بزحزحة ومتابعة مستمرة توجع وتتعب القلب، وتضيّع الوقت للدرجة التي تفضّل فيها أن تباشر العمل بنفسك، ويكون هذا أسهل عليك من المتابعة والدفع والتحريك المستمر، هذا عندما تكون نفسية العامل وروحيته بااااردة جدا، وضميره

غير متفاعل، لأن الإخلاص وحده، وحسن النية لا يكفي، صحيح قد يكون لدى الشخص استعداد للقيام بالعمل وتنفيذه لكن ليس على وجه السرعة المطلوبة، والإنجاز المتوقع، يعني تغلب وتسود حالة التباطؤ والتثاقل مع حسن النية والإخلاص والإستعداد، وهذه حالة سائدة وغالبة أن تطبع الروحية بهذا الطابع، ولو قال حاضر، تمام، مرحبا، ابشروا، مسلمين لكن لا ينفذ شيء إلا متأخر وبجهد ومتابعة وعناء يعني، يقل في نفسه بعدين،

والا غد، والا حين أفضى، والا باقي معي شغل وعمل أشتي أخلصه، وتبريرات وتسويف نفسي وروحي لا ينتهي، وعلى قول المثل: (اسليه ولا تقضي له حاجة)، وهذه هي حالة التثاقل والتباطؤ التي تتنافى والجهاد والعمل في سبيل الله، وخااااصة في حالة “الصراع” لا تُحسم الأمور إلا بالمسارعة والمبادرة التي هي من أبرز صفات المجاهدين والعاملين في سبيل الله، يقول الشهيد القائد “رضوان الله عليه” :

(المسارعة معناها: المسابقة، عندما يقول: {سَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ} ليست المسارعة معناها نسابق، نسابق سبَق؛ أن المغفرة موجودة هناك، والجنة هناك مطروحة نسابق إليها!. نسارع: أي: نبادر إلى الأعمال التي بها نستحق المغفرة، و بها نستحق الجنة. المبادرة إلى الأعمال الصالحة، يكون الإنسان سبَّاق، مبادر، ما يكون فيه تثاقل، وكل ما ذكر من صفات المتقين يوحي بأن هذه هي من صفات المتقين: المبادرة،

المسارعة إلى الخيرات. قضية المبادرة، قضية المسارعة هي شيء مهم في الإسلام، شيء مهم، وفي ميادين العمل للإسلام، والصراع في مواجهة أعداء الله، تجد المبادرة لها أهمية كبرى جداً؛ ولهذا جاء القرآن بعتاب شديد، وسخرية ممن يتثاقلون: {مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ}(التوبة38) تباطؤ، زحزحة، وممكن يحصل التثاقل عند الناس في الأعمال الصالحة ولو عند واحد انه مستعد، سيقوم، سيعطي من ماله، سيسرح يجاهد، سيقوم بالعمل الفلاني، لكن ببطء، وتثاقل. عندما يدعوهم إلى الجهاد، وكان العادة أن يعسكروا، أو يحدد مكاناً معيناً يجتمع الناس فيه لينطلقوا بعدما يجتمعوا، وقد يكون كثير من الناس عنده استعداد أنه يخرج [لكن بقي معي باقي عمل، عاد معي حاجة من عند فلان باحتاج اسرح لها، ومتى ما غد إنشاء الله با نرجع نجاهد] بطء، تثاقل، [وعاد معي باقي شغل في حديقة نخل، أو في مزرعة، أو عاد معه مسقاة يريد يكملها]!. مع أنه قد حصل استنفار).