الخبر وما وراء الخبر

 *>>مسؤول أنصارالله بمديرية عتمة لــ”ذمار نيوز”: المولد النبوي مناسبة للتعايُش الأخوي والتسامُح وخدمة الوطن وترسيخ أسس العدالة الاجتماعية وسيادة القانون.*

130

*استطلاع / أمين النهمي*

استعدادات واسعة وفعاليات متنوعة تشهدها محافظة الإباء والصمود ذمار, إحياءً لذكرى مولد النبي الأكرم محمد صلوات اللهُ عليه وَآله وسلم لهذا العام 1441هـ, في شهر ربيع الأول، وذلك من خلال الإعداد والترتيب, وتزيين الشوارع واكتساء الساحات والمنازل باللون الأخضر, وعمل ما يلزم لنجاح هذه الفعالية المهمة التي تأتي ويمن الأنصار للعام الخامس على التوالي يواجه أفضع عدوان همجي في التاريخ، فضلا عن الحصار الاقتصادي الخانق.

شبكة ذمار نيوز، ألتقت مسؤول أنصارالله بمديرية عتمة، الأخ/ أبو مالك الجرموزي, الذي تحدث حول أهمية ودلالات الاحتفاء بالمولد النبوي الشريف، قائلا: قدوم المناسبة العظيمة على امتنا الاسلامية مناسبة المولد النبوي الشريف التي تعتبر من الاشياء الاساسية لإعادة الامة الى مسارها الصحيح بالارتباط بشخصية الرسول صلوات الله علية وعلى اله كقدوة ومعلما وقائدا ورمزا وتعتبر من المصادر الرئيسية لعزة الامة الذي حاول الاعداء ابعاد الامة عن مصادر عزتها وقوتها والذي منها احياء هذه المناسبة العظيمة.

*تعزيز الوعي الفكري*

ويؤكد الجرموزي: على أن مناسبةُ المولد النبوي الشريف هي مناسبةٌ للوقوف بحزْم ضد الأفكار المنحرفة والمتطرفة، وهي مناسبةٌ لتعزيز الوعي الفكري والثقافي للإسلام المُنير, وهي مناسبة للوقوف ضد ثقافة الانتحار والتكفير والتفخيخ وقطع الرؤوس وبقْر البطون وشقّ الصدور والتفجير والتحريض والضلال ومواجهة هذه الثقافة الدخيلة على مجتمعاتنا وإسلامنا, المناسبة تتزامن هذه السنة مع ظهور جماعات تتسترُ وراء هذا الدين الحنيف لتقتلَ باسم الإسلام وشريعة الله الإنسان، وتمارس أبشع أنواع الجرائم التي تخالف رسالة محمد العظيمة والشريعة السمحاء, لذا فإن المطلوبَ من أمة الإسلام وعلمائها محاربةُ هذا الفكر التكفيري ونشرُ الرسالة الصحيحة التي حملها النبي الكريم صلى الله عليه وعلى آله، وأن لا تسمح لمجموعة ضالة أن تشوه الصورة الحقيقية للإسلام ونشر أفكارها التكفيرية الهدامة وإشاعة الفوضى والقتل والدمار بديار المسلمين.

وتابع القول: من واجب المسلمين جميعاً، وفي مقدمتهم العلماء والمثقفين والإعلاميين، أن يواجهوا بكل حزم هذه الهجمة الظلامية، وأن يفضحوا أساليبَ القتل وسعي هؤلاء لتشويه صورة الإسلام وتعكير صفو المسلمين، وينبغي في هذا المجال أن تتكاتفَ منظمات المجتمع المدني ووسائل إعلام ومؤسسات الحكومة؛ من أجل التعاون لدحر هذا الإرهاب الأسود وتجفيف منابعه الفكرية والتكفيرية.

*مناسبة للتعايُش الأخوي والتسامح*

وأشار الجرموزي إلى أن هذه المناسبة العظيمة هي مناسبة للتعايُش الأخوي والتسامُح وخدمة الوطن وترسيخ أسس العدالة الاجتماعية وسيادة القانون ومساندة الجيش واللجان الشعبية الذين يدافعون عن الوطن والمواطن, إن مناسبةَ المولد النبوي الشريف فرصةٌ للوقوف بشكل جاد من أجل إعادة الـيَـمَـن إلى رحاب الأخوّة والوحدة والخروج من نفَق الطائفية المقيتة التي هي إفراز من إفرازات الغزو والاحتلال السعودي الأمريكي ووباء من أوبئة الجهل، وقودُه الفقراء ونتائجه جيشٌ من النازحين وسيادة دُعاة الذبح الرافضين للأخوة من داعش والقاعدة وميليشيات حزب الإصلاح ومن لف لهم من العصابات والمرتزقة.. يجب أن تكون المناسبة بداية لمرحلة جديدة، والكل يتسرب إلى قلوبهم الأمل والتفاؤل لمرحلة الاستقرار لطرد العابثين بالـيَـمَـن والمتآمرين عليه.

وأضاف الجرموزي: ففي مثل هذا الشهر المبارك قبل أكثر من 1487سنة وُلد فخر المرسلين بمكة المكرمة، فاستنار الكون بنور طلعته صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وَآلَــه وَسَلَّمَ، وأشرقت الأرض بهذا النور الوهاج حتى انقشعت الظلمات المتراكمة على هذا العالم، المتوارثة من القرون الهمجية المتوغلة في الجهل، وقد حلت بنا هذه الأيامُ ذكرى مولد الرسول الهادي والنبي المختار صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وَآلَه وَسَلَّمَ، تلك الذكرى المباركة التي تُذكِّرنا بميلاد هذا الإنسان العظيم الذي غيَّرَ مجرى التأريخ، وحقق العدلَ والرحمةَ في المجتمع الذي عانى الظلم والاستبداد والجَوْر وشتى الأمراض الخُلقية ردحاً من الزمان قبل بعثته، وأزال الجهل ونشر العلمَ ورسَّخ الإيمانَ في نفوس الناس وقضى على العصبيات والقوميات، وأنقذ أجيالاً من الجاهلية ومن براثنها، وقاد البشرية نحوَ العزة والسؤدد، حتى أصبحت أمتُه خيرَ أمة أخرجت للناس، ملَكَتْ أزمِّة القيادة، ونالت درجات الريادة، وضربت للعالم أروعَ الأمثلة في كُلّ المجالات، هَزمَت الكفارَ، وفتحت الأمصارَ وغرست منهج الله في النفوس ومكّنَتْ له في الأرض.

*رمزٌ لأصالة الأُمَّة وهويتها*

وأردف القول: كما اكد السيد القائد/ عبدالملك الحوثي إن “إحياء المولد النبوي الشريف هو بمثابة رمزٌ لأصالة الأُمَّة وهويتها، واستقلالها، وركيزةٌ أساسيةٌ فارِقةٌ لمواجهة كُلّ محاولات التذويب للأمة، وطمس هُويتها من قبل أعدائها، وهي مناسبةٌ للوَحدة الإسلامية، واستذكار القواسم المشتركة والكلمة السواء بين كُلّ المسلمين، فالرسولُ محمد صلى الله عليه وآله ليس رمزاً خاصاً بمذهب، أَوْ طائفة، أَوْ عِرق، أَوْ بلد، وهي ذكرى وتذكير بالنبيّ الخاتم وبمقامه، وبرسالته، وتعزيز الارتباط به وبرسالته، ومُنطلقٌ مهمٌ لتغيير الواقع السيئ والمرير والمهين الذي تعيشه الأُمَّة، وإصلاحِ الخلل، وتصحيح الوضع الذي تعيشه الأُمَّــة الإسلامية”.

وأضاف الجرموزي: تعيشُ الأُمَّتان العربيةُ والإسلامية في ظلِّ حالة الشتات والفُرقة والصراعات وعدم الفَهم الصحيح من جانب البعض لتعاليم الدين الإسلامي وسماحته، وانتشار الفكرِ المتطرّف والفتاوى التكفيرية التي تم توظيفُها لتحقيق طموحات دنيوية, يتوجَّبُ على أبناء الأُمَّة العربية والإسلامية، العودةُ إلى منهج الرسالة المحمدية العظيمة والفكر المستنير والثقافة القرآنية.

*العودة للبياض الناصع*

ونوه إلى أنها مناسبةٌ تمثّل فرصة لهذه الأُمَّة التي تتكالب عليها الأمم أن تستذكرَ نهجَ صاحب المناسبة كخير نموذج يُحتذى به على مرّ العصور والأزمان، فقد باتت منساقةً وراء المتآمرين عليها بعد أن نجحوا في الإيقاع بها في فخّ الطائفية والمذهبية؛ لتشتيتها وتمزيقها وإضعافها، فغدا الدم العربي والإسلامي هو اللونَ الذي تُروى به أرض العرب والمسلمين, إن ذكرى المولد النبوي الشريف مناسبةٌ للعودة إلى ما تضمُّه سيرة النبي الكريم من الدعوة إلى الرحمة والرأفة والأخوّة الإنسانية والدعوة إلى الله بالموعظة الحسَنة والعدل والإحسان والمساواة بين أبناء الإنسانية وحقن دماء الناس، مناسبةٌ للعودة للبياض الناصع بعد أن سوّدته طُغمةٌ من الأوغاد اللئام.. رفعوا راياتِ بغيهم وضلالهم وسلّوا سيوفَ الحقد والإجرام.

وختم الجرموزي بالقول: في مديرية عتمة جرت العادة أن يتخذوا من مناسبة المولد النبوي الشريف يوماً لبشراهم وفرحهم، وكلما اقترب شهر ربيع الأول طالعتنا نسائم المولد النبوي الشريف، وهبت علينا ذكرى النبوة، ونور البشير النذير الذي علا به شأن الإسلام، وسرَى نور دعوته في القلوب، فضحّى أصحابه في سبيلها بكل نفيس وغال، وقد اعتدنا التجهيز والاعداد والتحشيد لرفد الجبهات واقامة الاحتفالات والندوات في مخاليف المديرية وعزلها والتحرك في جميع المجالات وكتابة العبارات وتعليق اللافتات والاعلام في الشوارع والاسواق .