الرسول يُبعَثُ من جديد .
ذمار نيوز || مقالات ||
[ 30 اكتوبر 2019مـ -1 ربيع الاول 1441ه ]
بقلم/ شرف الدين الرحبي
أتت الرسالات السماوية لتحرر الشعوب المستضعفة من هيمنة قوى الطغيان والإستكبار والإجرام ومن قيود العبودية لغير الله ومن عبادة الأوثان والأصنام وتحطيمها ماديا ومعنويا وفكريا ففي عصر الجاهلية الاولى قبل بعثة الرسول محمد صلوات الله عليه وعلى آله الأطهار كانت مظاهر الفساد والإنحطاط الأخلاقي وعبادة الأوثان والأصنام هي السائدة وانتشار العبيد واستعبادهم من قبل الزعماء وكبار العشائر والقبائل في ذلك العصر وبيعهم في أسواق متعددة وكانت الأفكار المغلوطة والعقائد الباطلة هي المنتشرة والسائدة يتعبد بها المجتمع ككل ضنا منهم أن هذه الأفكار
والعقائد الباطلة ستقربهم الى الله فجاء سيد الرسل وخير البشرية الذي كان هو صاحب الخلق الحسن وعرف بأمانته وصدقه في أوساط قريش آنذاك لأن الله كامل لايختار الا الكاملين في رقيهم وخلقهم وأفضلهم لحمل الرسالة السماوية التي فيها الخير والفلاح وبدأ بالصدع بالحق ناهيا عن المنكر آمرا بالمعروف بثقافة قرآنية صحيحة وأخلاق إسلامية صافية كانت هي المكملة والمتتمة للصفات الحميدة التي كان يتمتع بها خاتم النبيين محمد صلى الله عليه وآله وسلم فكان قرآنا يتحرك على الأرض فعندما كسر الأصنام التي كانت تعبد من غير الله وحرر العقل البشري من الثقافات
الدخيلة على مجتمع قريش آنذاك بدأت القوى المستكبرة والمستفيدة من ذلك الوضع المنحرف الذي أراده اليهود للعرب بعد أن أوصلوهم الى تلك الجاهلية نتيجة تراكمات متعددة وتزييف وتحريف الرسالات السماوية السابقة وقتلهم الأنبياء والرسل بغير حق إلا أن يقولوا بأن الله هو الأكبر وبدأت هذه القوى ومعهم اليهود والمنافقين بشن الحملات المشوهة لتلك القيم والأخلاق والثورة الفكرية النابعة من ثقافة القرآن الكريم فوصموا سيد الرسل محمد بالكاذب والساحر والمجنون وهم من كانوا يعرفون عنه الصدق والأمانة والأخلاق الفاضلة لكنه لم ييأس وتحرك واثقا بالله عز وجل
في مسيرة تحررية خاض فيها المعارك والغزوات وكان الرحيم على الأمة من التيه والضياع يدعوا الله للتائهين بالهداية وهم من يقومون بتشويهه وتشويه حركته الرسالية حتى في أوساط من تحركوا معه إما ليسلموا أنفسهم من تلك الثورية القرآنية أو ممن زج بهم في أوساط المسلمين ومازال لديهم إرتباط باليهود الذين وصفهم الله بالسماعون للكذب سماعون لقوم أخرين لم يسلموا بعد والمقصود بهم اليهود وتحرك رسول الله باذلا لماله وجهده ومستبسلا مضحيا بخيرة الرجال العظماء وكانت قبائل اليمن من الأوس والخزرج هي في مقدمة الصفوف لمناصرة الرسالة المحمدية
الأصيلة حتى وصل بالأمة الى ماوصلت إليه من عزة وكرامة ورفعة بين الأمم آنذاك قائلا في محكم القرآن الكريم( اليوم أكملت لكم دينكم وأتمتت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ) ليوصل الأمانة الى من سيتحركون من بعده لكن حدث ماحدث من انحراف وانقلاب ومخالفة لأوامر الله ورسوله حتى وصل الأمر الى ان يستشهد النموذج الأرقى الذي صنعه رسول الله ليمثل الإسلام المحمدي الأصيل والذي كان شاهدا على عظمة هذا الإسلام بأنه يصنع رجالا لايخافون في الله لومة لائم وحدث ماحدث من اقتتال في اوساط المسلمين في معركة صفين والجمل وغيرها من
المعارك ومن بعدها استشهدا سيدا شباب أهل الجنة سبطا رسول الله الإمام الحسن والإمام الحسين ومن بعدهم الإمام زيد وبعدها مر الإسلام بمراحل صعبة واخترقها المزيفون والمحرفون فعملوا على تقديم ثقافات مغلوطة وعقائد باطلة حتى وصل الأمر الى أن فصلوا المسلمين عن رسول الله وقدموا هذا الرجل العظيم على أنه رجلا عاديا بل وشوهوه بصفات لاتليق برسول إختاره الله ليكون هو خاتم الأنبياء والمرسلين وكتب الوهابية لاتخفى على أحد في هذا العصر وكيف تجرأ اليهود الى تشويه هذا الرسول عبر صحفهم وقنواتهم وكيف وصل الأمر الى أن يقول أدعياء
الإسلام لو مكنهم الله لتفجير قبة رسول الله لفعلوا ذلك دون أي تردد وعلقوا لافتة في روضة رسول الله حديثا مكتوبا ومكذوبا على من لا ينطق عن الهوى بأنه سيشفع لأهل الكبائر وأن إحياء مولد خير البشرية بدعة .وعندما نرى في عصرنا هذا ونحن نشاهد أدعياء الإسلام ومن يسمون أنفسهم خداما لدين الله وللحرمين الشريفين كيف اوصلوا الأمة الإسلامية الى جاهلية جديدة من انتشار للفساد والمراقص واصناما جديدة تحاصر الكعبة المشرفة تحت مسميات فنادق ترعاها وتديرها بورصة العقار الأمريكية ينتشر فيها كل أنواع الفساد الأخلاقي ونشاهد كيف وصل بهم الحال إلى أن
يصدوا عن بيت الله الحرام ومنع اليمنين من أداء فريضة الحج والعمرة الذين يخالفونهم ويعارضون هذه الممارسات والسياسات المسيئة للدين الإسلامي ونرى كيف يهرولون الى أحضان الصهاينة وتطبيع العلاقات مع كيان غاصب محتل للمقدسات الإسلامية وقاموا بشن عدوان غاشم بتوجيهات أمريكية وإسرائيلية على شعب أراد أن يحيا بعزة وكرامة يكبر الله ويصرخ في وجه أئمة الكفر والطغيان والإستكبار ويناصر قضايا المسلمين في مقدمتها القضية الفلسطينية وكان شعب الإيمان والحكمة في مقدمة الصفوف لمناصرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مع كل مؤامرة كان يحيكها اليهود من خلال تشويه رسول الله بالرسومات والمارسات الخبيثة واللأخلاقية فكان يخرج مع كل مؤامرة فؤ مسيرات جماهيرية حاشدة مناصرة لرسول الله ويحتفي في عام من شهر ربيع الأول في الثاني عشر منه يسمع العالم أجمع أن علاقة اليمنيين بالرسول محمد علاقة وطيدة وتاريخية وستظل علاقة ذائبة في وجدان كل اليمنيين .
وعندما نشاهد الفرحة الكبيرة التي تغمر الشعب اليمني كبارا وصغارا رجالا ونسائا وأطفالا وشيوخا مع اقتراب حلول ذكرى المولد النبوي الشريف على صاحبها واله افضل الصلاة وأزكى التسليم ويظهر الفرحة في كل مجالات حياته وتزيين الشوارع والسيارات والمباني والمنازل وإقامة الفعاليات والأنشطة التي تشيد بعظمة مواقف وحركت رسول الله وتدارس سيرته العطرة وهذا العام بالتحديد الذي يشهد احتفالات غير مسبوقة تعرف فعلا مدى ارتباط اليمنيين بهذا الرسول العظيم .
ومع مسيرة اليمنيين التحررية ومعركتهم التي يخوضوها ضد أئمة الكفر والطغيان والإستكبار في هذا العصر وعملائهم الذين يتحركون معهم في صف واحد تجد في هذه المسيرة نفس القيم والاخلاق التي جاء بها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فتجد هذا الشعب تشن عليه الدعايات المشوهة والمضللة كما كانت تلك الدعايات المشوهة لرسول الله وتجد الحصار المفروض على الشعب اليمني هو نفس ذلك الحصار الذي فرض على رسول الله ومن معه وتجد التكالب على الشعب اليمني هو ذلك التكالب الذي شن على رسول الله من قبل كفار قريش ومن معهم وعندما نجد ذلك الاستبسال في معركة بدر واحد وحنين والاحزاب والخندق وغيرها من قبل المؤمنين الصادقين آنذاك تجد الشعب اليمني واقفا صامدا واثقا بنصر الله مستبسلا في سبيل الله ومضحيا بخيرة الرجال والشباب وتجد نساء اليمن جنبا الى جنب مع الشرفاء في خوض هذه المعركة كتلك النساء
العظيمات اللاتي خلدهن التاريخ في انصع صفحاته وعندما تجد أخلاق اليمنيين مع خصومهم والأسرى الذين يتم القبض عليهم في مختلف الجبهات تجد تلك الأخلاق التي جسدها رسول الله من إطعام وتعامل حسن مع من ذكرهم الله في محكم كتابه ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيا وأسيرا ونجد تلك القيم وأخلاق الحروب من عدم الخداع ونقض للعهود والمواثيق وقتل للأطفال والنساء والشيوخ والمحاصرة من الغذاء والطعام نجدها في من اعلنوا حربهم وعدائهم على هذا الشعب العظيم .
وعندما نلاحظ ذلك الإنحطاط في القيم والإرتداد عن تعاليم الإسلام المحمدي الأصيل من قبل بني سعود ومن تحالف معهم نجد ذلك الإنحراف والجاهلية الأولى التي جاء فيها خاتم الأنبياء والمرسلين الذي قال بعثت بين جاهليتين أخراهما أشر من أولاهما وكان يتوق الى لقاء إخوانه الذين لم يراهم وكان يقول إخواني إخواني ويقول صحابته أولسنا بإخوانك فيقول أنتم أصحابي وأما إخواني فهم من سيأتون في زمن يؤمنوا بي ولم يروني ، فمعنى يؤمنوا به أي يسيرون على نفس النهج الذي جاء به محمد صلى الله عليه وآله وسلم فكيف لايكون الشعب اليمني إخوان رسول الله وقد
ناصروه في عصر الجاهلية الأولى وأسلموا على يد أخو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الأمام علي بن أبي طالب عليه السلام عندما قال وهذا علي أخي عندما قام رسول الله بالموأخاة بين المهاجرين والأنصار بل ويعتبر نفس رسول الله عندما قال وأنفسنا وانفسكم في واقعة المباهلة فنجد
الشعب اليمني في مواقفه وفي تحركه ومسيرته التحررية ضد من يدعون الإسلام ومن أوصلوا الأمة الى جاهلية هي أشد وأشر من تلك الجاهلية بل وبإسم الإسلام الأمر الذي يؤكد فعلا أن رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله الأطهار قد بعث من جديد في أوساط شعب الإيمان والحكمة وذلك كفكر ورسالة ومنهج وقيم وحركة ومسيرة تحررية مكتوب لها الغلبة والنصر والظفر بوعد إلهي لايتخلف وبسنن إلهية ثابتة ليتحقق الأمر الإلهي وماأرسلناك إلا رحمة للعالمين وكذلك ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز …..
والعاقبة للمتقين …