لو أنهم عرفوك
بقلم / فوزية عبد الوهاب الشهاري
بسم الله الرحمن الرحيم
منظرُ لا ينسى، يأسرك يهز كيانك مهابة، دموع تتجمع في مآقيك سعادة، أنّى نظرت ترى بشرا، وفي السماء ملائكة تردد معنا، صلوات الله عليك يا رحمة مهداة للعالمين.
يا كل الكون فلتنظر هنا، ليمن الإيمان، ولتقف حائراً متأملاً، ملأنا الخافقين ولازلنا كالسيل تدفقا، موج يتلوه موج بشري ملبيا، أصواتنا هادرة تعلو للسماء، وأقدامنا تهتز الأرض لوطئتها، فرغم طائراتهم وعدوانهم، رغم حقدهم، رغم الوجع، رغم الدموع والألم، في كل حارة لنا جرحى، وكل يوم نزف الشهداء، رغم فتاويهم ودسهم، رغم كيدهم بأنّ سعادتنا بك منكر، وفرحتنا بك بدعة، جئناك يا خير الورى، نتدافع إليك، محبة، إجلالاً، تعظيما، فرحاً وسروراً، فلك فقط وبك فقط تسابق قلوبنا خطواتنا، وأصواتنا تُسْمع الورى لبيك يا رسول الله، لبيك يا حبيب الله محمد.
هم ما عرفوا عظيم شأنك في قلوبنا، هم ما قدروك ووقروك، هم ما عرفوا انّا منذ أيام وأيام نستعد ونتسابق، لنُريَ العالم كيف يكون مولدك منارة تضيء للكون متاهات الدجى، ولنقول لهم أن آل سعود وتحالفهم لو عرفوا هديك حقاً ما قتلوا، ولو عرفوا رحمتك ما جمعوا على أنصارك وبعدوانهم فتكوا، هم لو كانوا لك محبين ما بغضوا من مدحتهم ودعوت لهم بالرحمة هم وأبنائهم وأبناء أبناء أبنائهم، هم لعنة على الإسلام تفتك به، هم أرادوا طمس دينك ولذلك جمعوا، لُعٍن حلفهم وكذبهم، سنعلمَهم أننا من نبع فيضك نستقي قوتنا وصمودنا وعزتنا، وسنبقى وتبقى يا رسول الله حياً في نفوسنا وبهديك نقتدي يا خير خلق الله، يا نبي الله محمد.. ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كرهوا.