أصبح الصديق عدو.. والعدو “صديق” !!
بقلم / إكرام المحاقري
مختصرا لعبارات يملؤها الحزن والشجن، وما بين انّه وتنهيدة باح الأسير بكل ما حدث له، ولكل من كان معه ممن وقعوا أسرى بيد الجيش واللجان الشعبية، كان حينها يوصف حالتهم المهولة قبل وبعد تسليمهم أنفسهم، ويسلموا شر من أصبحوا برتبة خونة من أجلهم، قالها بلسان متحسر ووجهٍ شاحب، وقلبٍ يتفطر كمدا وأسى، حينها “أصبح الصديق عدو والعدو صديق” !!
فهذه الجملة هي خلاصة لما حدث للأسرى من غارات عشوائية من قبل طائرات العدوان والتي تعمدت تقطيعهم إلى آشلاء، وكأن هذا هو جزاؤهم جراء خدمتهم للعدوان وخيانتهم لوطنهم!! فحينها خيروا ما بين النار والنار والموت والموت!! لكنهم أختاروا نار العدو لتكون لهم بردا وسلاما، واختاروا موت العدو ليكون لهم حياة.
فلا عهد للشيطان ولا عهد لحزبه، فجميعهم قد أتقن ثقافة “إني بريء منك” !! يستهدفون الأسرى حتى في المعاقل الخاصة بهم، وهذا ماشاهده الجميع موثقا بعدسة “الإعلام الحربي” في عملية “نصر من الله” وما قبلها من عمليات الإقتحام لمعاقل العدوان والسيطرة عليها، فاذا تراجع المرتزق قصف بالنار!! وإذا سلم نفسه كان له نفس المصير!! وكأن عقد إرتزاقه مع دول الإحتلال عقد صراع من أجل البقاء!!
فهؤلاء الأسرى قد وجدوا من الود والعرفان والرحمة ممن كان عدوهم مالم يجدوه ممن تغنوا بالرحمة والمصلحة العامة معه، حافظ ابناء الجيش واللجان الشعبية على أرواحهم بقدر المستطاع، وهناك من استشهد وبذل نفسه من أجل سلامة الأسرى الذين أصبحوا في الذمة أمام الله تعالى.
وفي جهة أخرى تجسد بها أخلاق الدين وبها فوارق ملموسة لم تشيد بها الأمم المتحدة إلا نفاقا ومغالطة لحقائق الأمور، فبينما دول العدوان الصهيو سعو أمريكية تستهدف الأسرى باستهداف 43 سجنا ومعتقلا وقتلوا 500 أسير من المرتزقة المحسوبين عليهم، هاهي اللجنة الوطنية لشؤون الآسرى تتحدث عن إجراء 500 عملية جراحية كبرى لمعالجة الأسرى، فمن هو الذي يستحق الثناء بحق؟!!
نعم صدق ذاك الأسير عندما قال: أصبح الصديق عدو والعدو صديق، ولن يكون العدو المحتل صديق حتى وأن ولج المرتزق في سم الخياط، فمن احتل الأرض وهتك العرض لن يكون صديق بل هو الد الخصام، وما الصديق إلا ذاك الرافض لمشروع الاحتلال والذائد بنفسه من آجل سلامة الدين والوطن والشعب اليمني العزيز، فهلا تدبر قليلا من تبقى في صف العدوان مرتزقا وعميلا، أم أنهم ينتظرون نيل نصيبهم من غارات العدوان!؟!