الخبر وما وراء الخبر

مدير مكتب التربية بمديرية وصاب العالي، يحيى العنسي لـ”ذمار نيوز”: نستقبل هذا العام بكل ثبات ونشاط، متوكلين على الله، ومعتمدين على المخلصين من المعلمين والمعلمات

178

العدوان ومحاولته إفشال العملية التعليمية من خلال قطع راتب المعلم، وتدمير المدارس تدميرا كليا ورغم الحصار والوضع الاقتصادي المتردي إلا أن العملية التعليمية تتواصل وبنجاح اكبر من الأعوام السابقة.

شبكة “ذمار نيوز” قامت بالنزول الميداني لمكتب التربية والتعليم بمديرية وصاب العالي لمعرفة كواليس ما يجري حول الاستعدادات للعام الدراسي الحالي 2019/ 2020 والتقت الأستاذ يحيى محمد العنسي مدير مكتب التربية بالمديرية وخرجت بالحصيلة التالية:

*س/ أهلا وسهلا بك أستاذ يحيى العنسي في هذا اللقاء؟*

– مرحبا بك أخي أمين، وبشبكة ذمار نيوز الإعلامية الوطنية في مديرية وصاب العالي، وأشكر جميع العاملين في شبكة ذمار نيوز على إتاحة هذه الفرصة لنتحدث عن العملية التعليمية وسيرها في هذه المديرية.

*س1/ بداية ممكن تحدثنا عن سير العملية التعليمية في مديرية وصاب العالي؟**

-في البداية نرفع أسمى آيات التهاني لقائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، وللقيادة السيتسية بمناسبة عملية” نصر من الله”، وأعياد الثورات (21, 26سبتمبر، و 14 أكتوبر).

أما مديرية وصاب العالي، فهي تعتبر من اكبر مديريات المحافظة تعدادا، وفيها نسبة كبيرة من الملتحقين بالتعليم وبالنسبة للعملية التعليمية في مديرية وصاب العالي، فمنذ بداية العدوان السعودي الأمريكي، وهو يسير وفق ماهو مخطط له وهناك اندفاع من قبل أولياء الأمور بالدفع بأبنائهم للتعليم والحمد لله الأمور تسير على ما يرام وصامدون في مواجهة العدوان، وهنا أيضا نشكر الجبهة التربوية وهم المعلمون والمعلمات وجميع موظفي التربية والتعليم الذين ثبتوا طيلة أعوام العدوان الماضية، ومازالوا في ذلك مستمرين، فتحية إجلال وإكبارٍ تصلهم منا فرداً فردا.

ثانيا: منذ تعييني ومباشرة عملي مديرا لمكتب التربية بوصاب العالي، بتاريخ 2019/9/22م، وبفضل الله تعالى بدأنا بتفعيل المشاركة المجتمعية في جميع مدارس المديرية، وتكليف جميع موظفي المكتب والموجهين الفنيين، والمفتشين الماليين والإداريين بالنزول الميداني إلى جميع مدارس المديرية، وتدشين حملة العودة إلى المدرسة، تحت شعار “التعليم أولاً “، والإشراف المباشر على تشكيل مجالس الآباء، وتفعيل دوره في إنجاح العملية التعليمية.

*س/ هل انتظمت العملية الدراسية في مدارس المديرية؟ وكم تتوقع أن يبلغ عدد الطلبة المسجلين لهذا العام؟*

– نحن مصممون هذا العام كبقية الأعوام على الاستمرار في التعليم ، وقد فتحنا مصراعي باب العام الدراسي لهذا العام 2019-2020، كما إننا في مكتب التربية والتعليم بمديرية وصاب العالي، نستقبل هذا العام بكل إخلاص وثبات ونشاط، متوكلين على الله، ومعتمدين على المخلصين المتفانيين من المعلمين والمعلمات، وقد بدأت العملية الدراسية بشكل منتظم في 14من سبتمبر الحالي في كل مدارس المديرية كما هو الحال في بقية مدارس عموم محافظات الجمهورية، ورغم العدوان ومحاولته إفشال العملية التعليمية إلا أن هناك إقبالاً كبيراً للتسجيل في مختلف مدارس وصاب العالي، وهناك وعي كبير لدى أولياء الأمور بالدفع بأبنائهم للتسجيل ونتوقع أن يصل تعداد الطلبة الملتحقين بمدارس المديرية هذا العام إلى 54000 ألف طالب وطالبة، موزعين على جميع مدارس المديرية.

*س/ماهي أبرز المعوقات التي تواجهكم أثناء تأدية المهام الموكلة إليكم؟ وكيف تواجهونها؟.*

– هناك صعوبات جمة تسببت قوى العدوان السعودي الأمريكي في خلقها ووضعها عائقاً أمام التعليم في الجمهورية اليمنية بغرض إفشاله، وتجهيل الجيل والنشء، ومن تلك المعوقات والصعوبات التي تواجهنا: انقطاع المرتبات نتيجة العدوان الهمجي والحصار الاقتصادي المفروض على بلادنا، وأحد أدواته نقل البنك المركزي من صنعاء، بهدف إفشال العملية التعليمية، وهذه واجهناها كما قلت لك سابقا بتفعيل المشاركة المجتمعية، وتشكيل مجالس الآباء والأمهات في جميع مدارس المديرية، ودعم المجتمع المحلي لاستمرار العملية التعليمية، والمساهمة في دعم المعلم ماديا، بما يتناسب وظروف وإمكانيات المجتمع لتغطية العجز والمساهمة بمبالغ مالية لهم شهريا وإن كانت رمزية.

ثانيا: باشرت عملي مع بداية موسم الحصاد وأعمال الزراعة، ولاحظت تدني نسبة حضور الطلاب، فتم التوجيه لمدراء المدارس، بإغلاق باب التسجيل خلال مدة محدودة، وعدم قبول أي طالب إلا بعد الرجوع إلينا، وهذا ساهم في سرعة التحاق أبنائنا الطلاب بمدارسهم، والحمد لله الآن جميع مدارس المديرية عاملة ومكتظة بالطلاب.

ثالثا: انعدام النفقات التشغيلية للمكتب، وعدم توفر المشتقات النفطية حاليا، مما صعب علينا النزول الميداني، ومتابعة مدارس المديرية بصورة يومية.

*س/كيف تمت معالجة النفقص في الكادر المدرسي؟ وماذا عن توفير الكتاب المدرسي في المدارس؟*

– بالنسبة للكادر المدرسي هناك نقص لدينا واحتياج لأكثر من 800 معلما، حسب الخطة التعليمية لهذا العام، وواجهنا هذه الإشكالية بتشجيع المتطوعين للعمل في مدارس المديرية، ووجدنا منهم استجابة جيدة لذلك.

– أما مايتعلق بالكتاب المدرسي، حاليا يتم نقله من مكتب التربية بالمحافظة، وسيتم توزيعه وتوصيله إلى المدارس بحسب النسب المعتمدة، إلى جانب الزام مدراء المدارس باسترجاع ما استطاعوا من الكتب حتى يتم التغلب على هذه المشكلة.

*س/ دعوتكم من خلال شبكة ذمار نيوز لكافة شرائح المجتمع لإنجاح التعليم هذا العام؟*

– ندعو الجميع سلطة محلية وشخصيات اجتماعية وأولياء أمور وكافة شرائح المجتمع أن يتكاتفوا جميعاً لإنجاح العملية التعليمية من خلال تفعيل) [المشاركة المجتمعية] التي تعتبر المورد الفعَّال الذي لا ينضب، والذي عليه يُعول-بعد الله تعالى- في إنجاح وحماية العملية التعليمية.

كما أدعو الأخوة المعلمين والمعلمات وجميع منتسبي السلك التربوي والتعليمي أن يضمدوا جراحاتهم، ويشدوا العزائم، ويدوسوا على كافة التحديات، ويمضوا قدماً في تعليم أبناء بلدهم وشعبهم التعليم الأمثل الذي يرسخ روح التضحية والفداء، ويبني جيلاً لديه القدرة على البناء، وصولاً باليمن إلى مصاف الدول والشعوب المتقدمة والقوية، وليس ذلك بصعب المنال، فكما استطاع إخوانهم من منتسبي السلك العسكري والأمني تحقيق نجاحات عظيمة من خلال التصنيع العسكري مختلف الأبعاد، والابتكار وتحقيق انتصارات وانجازات أمنية أذهلت العالم، فإن بإمكانكم -أيها التربويون الشرفاء-أن تحققوا ما يوازي ذلك، أو ما هو أعظم منه، وهو الذي ينبغي أن يكون، فلا يأس ولا تهاون، وأنه كلما زاد صمودنا ضد هذا العدوان الغاشم، وحصاره الجائر، كلما ازددنا قوةً وثباتاً، وتأييداً من الله تعالى، وخسرت في المقابل قوى العدوان، وتفككت عراه، وانكشفت سوءته، وسقط القناع عن وجهه القبيح، وانكشفت مخططاته الخبيثة والشيطانية التي تسعى لتقسيم اليمن.

كما أدعو الأخوة خريجي الجامعات بمختلف تخصصاتهم أن ينخرطوا في العملية التعليمية ويشاركوا أخوانهم المعلمين الثابتين في انجاحها، وأن يستغلوا حالة الفراغ التي تحيط بهم، وأن ينتهزوها فرصةً دينيةً ووطنيةً لبناء جيل الغد والمستقبل المشرق، وليكن لهم في ذلك الباع الأطول، والأثر الأجمل.

وكذلك أدعو أبناءنا الطلاب والطالبات إلى بذل الجهود المظنية للتحصيل العلمي الأمثل والأرقى، واستغلال الوقت والجهد، وأن يقابلوا تضحيات معلميهم الرابطين على بطونهم بما يماثلها من تضحيات وإحسان، وأن يحذروا من اللامبالاة، والحرب الناعمة التي تسعى قوى العدوان من خلالها للانحراف بهم عن المبادئ والقيم والأخلاق.

*س/ سؤال كنت أن نتطرق إليه، وغفلنا عنه؟*

– ماشاء الله عليك أخي أمين، لا أعتقد أنك أغفلت شيئا.

*س/ ما هي كلمتكم الأخيرة في ختام هذا اللقاء؟*

– نعول على الله سبحانه وتعالى، وعلى جهود الشرفاء المخلصين من المعلمين والمعلمات والتربويين وخريجي الجامعات والمجتمع في إنجاح العملية التعليمية، ولا رهان على المنظمات أو أي جهات أجنبية مهما تقلدت لباس الإنسانية أو ما شابه، وشكرا جزيلا لشبكة ذمار نيوز، على تلمسها هموم ومعاناة التربية والتعليم بمديرية وصاب العالي.