الخبر وما وراء الخبر

مشرف عام محافظة ذمار الأستاذ فاضل الشرقي لــ«26سبتمبر»:عملية «نصر من الله» انتكاسةگبرى لتحالف العدوان على اليمن

100

تعاملنا مع الأسرى يتحلى بالقيم والأخلاق الدينية والإنسانية
ابناء محافظة ذمار سباقون في رفد الجبهات بالمقاتلين

أكد مشرف عام محافظة ذمار الأستاذ فاضل الشرقي أن عملية نصر من الله، عملية بهذا المستوى و الحجم لم تقدم على طبق من ذهب بل كانت محفوفة بالأتعاب والمشاق والمخاطر ، وهي عملية باهظة الثمن وما تحقق يعتبر فعلاً خارقاً للعادة يشهد على عظمة الله وقوته وعظيم نصره وتأييده وصدق وعده ووعيده .

وقال في حوار خاص لصحيفة « 26سبتمبر « أن الشعب اليمني اشاد بهذا النصر، وتفاعل معه بالشكل الذي يليق به والأمل المفعم بحسن الظن بالله وتصديقه والتوكل والإعتماد عليه والثقة به .

لقاء : فهد عبدالعزيز
بداية حديثنا معكم نبدأه بعملية نصر من الله.. ما تعني لكم هذه العملية في المرحلة الراهنة من الحرب على اليمن وللعام الخامس على التوالي ؟
نرحب بكم وبكل العاملين في صحيفة 26 سبتمبر ، في الحقيقة عملية «نصر من الله» عمل عسكري كبير وإنجاز متقدم للجيش واللجان الشعبية في مواجهة العدوان وخاصة من حيث الوقت والمكان, فهي أتت في العام الخامس للعدوان يعني في الوقت الذي يفترض فيه عسكرياً وسياسياً عند كل الخبراء والمتخصصين في ظل الظروف والأوضاع التي يعيشها اليمن والتي كان عليها قبل العدوان منهكاً وطريح الفراش تقتصر جهوده بالحد الأدنى على الدفاع هنا وهناك بقدر المستطاع, ومن حيث المكان فالعدو كان قد أحرز تقدماً بعشرات الكيلومترات وتمتع بخلفية آمنة ودعم لوجستي وغطاء جوي وقوى بشرية هائلة وعتاد متكامل, وهذا يعني عسكرياً اللامقارنة ولا معطيات ميدانية تقود لتحقيق أي نتائج, ولكن ما حدث قبل أن يكون نصراً إستراتيجياً يعتبر معجزة كبرى تفوق الوصف والخيال ويشبه أساطير الأولين هذا من جانب, ومن جانب التقديرات والمعطيات والسنن الإلهية فإن هذا ممكن وهو ما حصل بالفعل بفضل الله, وهذا تفسير مادي وواقعي لكل الوعود الإلهية بالنصر والتمكين وهذه سنة الله في عباده النافذة والماضية على يد أوليائه وجنوده وأنصاره, والعدو وكثير من الناس يفهمون ويتحركون وفق معطيات وتقديرات المعنى الأول, وجنود الله وأنصاره وأولياؤه يتحركون وفق معطيات وتقديرات المعنى الأخير, ولهذا لا نستطيع أن نقول نحن وغيرنا إلا أنها «نصرٌ من الله».

انتكاسة حقيقية
عن ذكركم لأهمية عملية نصر من الله.. ما تقييمكم لهذه العملية عن بقية العمليات العسكرية الأخرى وبماذا تميزت ؟
العملية كما سبق فاقت كل التوقعات والتقديرات محلياً عند البعض وإقليمياً ودولياً, وهي أكبر من هزيمة للعدو بل تمثل إنتكاسة حقيقية كبرى لها تأثيراتها وتداعياتها على كل المستويات بالنسبة للحرب وحسابات الربح والخسارة, وتتميز بأنها نصرٌ من الله وفق كل التقديرات والحسابات وألقت بظلالها على كل المستويات المحلية والإقليمية والدولية السياسية والإعلامية والأمنية والعسكرية, وفتحت خطوطاً طويلة وعريضة في مواجهة العدوان خاصة مع إعتبار الظروف والأوضاع المحلية الإقتصادية والعسكرية للجيش واللجان الشعبية, واعتبار الوضع السياسي والإقتصادي والأمني والعسكري والإقليمي والدولي بالنسبة للعدو, ولا شك أن العدو يعيش وضع الإنهيار والإخفاق والفشل والإحباط المعنوي والنفسي قبل أي إعتبار, ومن حيث حَسُن ظنهم خاب ظنهم وأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا والله على كل شيء قدير.

معركة استراتيجية
بالنسبة لنتائج عملية نصر من الله.. ما أبرز ما حققته هذه العملية ؟
لا شك أن هذه العملية وعملية بهذا المستوى و الحجم لم تقدم على طبق من ذهب بل كانت محفوفة بالأتعاب والمشاق والمخاطر, وبالتالي هي عملية باهظة الثمن لكن قياس هذا بمستوى ما تحقق يعتبر فعلاً خارقاً للعادة يشهد على عظمة الله وقوته وعظيم نصره وتأييده وصدق وعده ووعيده, فالعملية تفوق مستوى الجهد والتخطيط البشري والإمكانات والقدرات للإطباق على كل هذه القوة وبهذه المساحة الشاسعة, ومما لا شك فيه أنها قلبت الطاولة والمعادلة وخلطت كل الأوراق, وفتحت آفاقاً وآمالاً شاسعة وواسعة جداً لإمكانية تحقيق ما هو أعظم وأكبر, وهذا النصر الإستراتيجي الكبير يتطلب وقفه جاده مع الله وشكره وحمده وتعظيمه وتقديسه في أعماق نفوس عباده المؤمنين, والشعب قد إحتضن هذا النصر بحراره وتفاعل معه بالشكل الذي يليق به والأمل المفعم بحسن الظن بالله وتصديقه والتوكل والإعتماد عليه والثقة به, وهذه هي ثمرة وعاقبة الصبر العملي المحفوف بحسن الظن والثقة بالله ولكن لا بد من التنبه والتركيز الكبير على هذه النقطة «فسبح بحمد ربك واستغفره» مهما كان حجم ومستوى النصر والتمكين والتحديات والأخطار.

قيم وأخلاق
لو تطرقنا إلى قضية معاملة أسرى العدو.. كيف ينظر مشرف عام محافظة ذمار إلى هذه المعاملة من جانب أبطال الجيش واللجان الشعبية ومن جانب العدو، وهل شملت هذه المعاملة جميع الأسرى ؟

<< حسن التعامل مع الأسرى واجب ديني وإسلامي وإنساني يعبر عن القيم والمبادئ العظيمة التي يؤمن ويتمتع ويتحلى بها الشعب اليمني المسلم, وهنا تظهر وتبرز القيمة المعنوية والإعتبارية للقيم والمبادئ لأنه «وبضدها تتميز الأشياء» وكل يعبر عن قيمه ومبادئه وتعامل العدو اللافطري واللاإنساني واللاأخلاقي يعبر عنه وعن مشروعه وقيمه ومبادئه, وهنا وجه المقارنة وهذا هو ميدان التميّز والصفات والأفعال الأخلاقية والكمالية ، بالإضافة إلى أن هذا دين وثقافة وأخلاق وقيم ومبادئ ثابتة لا تتغير بتغير العدو وجنسه وشكله ومسمياته ولا بتغير الزمان والمكان.

رجال مقاتلون
محافظة ذمار تعد رافداً أساسياً للرجال في مختلف الجبهات.. ماتقيمكم لإستجابة أبناء المحافظة في رفد الجبهات بالمقاتلين ؟
محافظة ذمار سبّاقه برجالها وأبنائها الأوفياء فعلى مدى خمس سنوات وحركة الرفد والدعم للجبهات تسير بوتيرة عالية ومن حسن إلى أحسن دون أي كلل أو ملل, وكل قبائل وأبناء المحافظة من عنس إلى آنس إلى الحدا وعتمة ووصابين يتفانون ويتسابقون في هذا الميدان «وفي مثل هذا فليتنافس المتنافسون».

مضاعفة الجهود
وما الذي يجب على أبناء المجتمع والقبائل اليمنية في هذه المرحلة الاستثنائية ؟
بذل المزيد من الجهود على كل المستويات السياسية والإجتماعية والإعلامية الرسمية والشعبية هو المطلوب من الجميع في كل مرحلة ومع كل حدث, والجهود ليس لها حدود تتوقف عندها وبذل الجهود والطاقات بالنسبة لشعبنا وقضيتنا يولد جهود وطاقات جديدة, وهذا ما لا يعيه ويستوعبه العدو لأنه ليس موجود لديه, وبالتالي فاقد الشيء لا يعطيه ومثل هذه الأحداث والإنتصارات والعمليات الكبيرة وما سبقها من عمليات للقوة الصاروخية والطيران المسيّر وآخرها ضربات «أرامكو» تعطي قيمة معنوية مثالية, ودافعاً كبيراً للشعب والجيش واللجان الشعبية في مواجهة العدوان وهذا يجب أن يستغل ويستثمر بشكل جيد وإيجابي في هذا الميدان يخدم القضية المحقّة والعادلة والقيم والمبادئ التي نؤمن بها وندافع عنها.

قوة وانتصارات
ما يقارب مضيّ خمس سنوات من العدوان على اليمن.. هل نحن أمام فصل جديد من فصول الحرب، أم أننا دخلنا مخاض السلام ؟
الصراع مهم وإيجابي ومفيد جداً ينمي القدرات والطاقات والإبتكارات, وهو بالنسبة لنا عامل قوة وليس عامل ضعف, وعلى العدو أن يدرك فعلاً أن الشعوب والحركات والثورات المحقّة والعادلة تنمو وتتوسع وتتعاظم بالصراع أكثر منها بالسياسة, وهناك نماذج وأمثلة كثيرة في التأريخ وفي الحاضر فالدول والشعوب القوية نهضت من بين الركام وولدت من رحم الصراع والأحداث, وسواءً فتحت هذه العمليات آفاقاً للسلام والحلول السياسية أم لم تفتح فالمضي في خيار مواجهة العدوان خيار استراتيجي للشعب سواءً طالت مدة الحرب أم قصرت, وعندما يترافق مع المواقف القوية والعمليات والإنتصارات والثبات الميداني مبادرات سلام ودعوات حوار فإن هذا هو منطق العقل والحكمة وهو منطق القوة أيضاً, ويعبر عن صراع وحروب الرجال الكبار العقلاء والحكماء, وبالتالي تبقى الكرة في ملعب العدو فإن شاء أن ينفتح على حلول المصلحة العامة فهذا هو منطق العقل والحكمة أيضاً لأنه لم يعد هناك وقت للمكابرة والغرور, وإن شاء أن يستمر في بغيه وعدوانه وإجرامه فإن هذا بالنسبة لنا لن يغير شيئاً «ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله» ومهما طال أمد الحرب والحصار والعدوان فلا بد من يوم تضع الحرب فيه أوزارها مع فارق التكلفة فقط التي تعني مزيداً من الخسارة والغرق في المستنقع.

مستقبل أفضل
كيف تنظرون إلى مستقبل اليمن في ظل التحديات النجاحات العسكرية؟
نتطلع إلى مستقبل أفضل للشعب والحكومة ومن عام إلى عام وهناك فوارق ومعطيات إستثنائية كما أسلفت لك أن أهمية الصراع وفوائده وإيجابياته, والوضع الشعبي والرسمي في اليمن في ظل العدوان وظروفه القاسية والصعبة يتحسن ويتعافى على كل المستويات السياسية والإقتصادية والإجتماعية والأمنية والعسكرية, وهذا شيء واضح وملموس وبرغم مرور خمس سنوات من العدوان والحصار الذي لم يسبق له مثيل إلا أننا في العام 2019م وهي السنة الخامسة للعدوان أفضل بكثير وأحسن مما كنا عليه في العام 2015م, وأنت والكل يلمس هذا الشيء, وأنا كشخص حاضر في الميدان ومعايش للأوضاع أستطيع أن أقول أن وضعنا في هذه المناطق والمحافظات أفضل مما كان عليه حتى قبل العام 2015م أي قبل العدوان وإن كان هناك نوع من المضاعفات والأعباء في الجانب الإقتصادي والإنساني, وهذا بفعل حماقة ووقاحة دول العدوان والحصار ولكن هذا شيء طبيعي ومتوقع أن يحصل في الحروب بل يحصل أحياناً في أوضاع آمنة ومستقرة مع أن كلفة الخضوع والإستسلام والهزيمة باهظة جداً على كل المستويات وتلحق تبعاتها وأضرارها الأجيال وأجيال الأجيال.

للرجال العظماء
كلمة أخيرة في هذا اللقاء ؟
لكم جزيل الشكر وعظيم الإمتنان ونتمنى لكم التوفيق والنجاح في كل أعمالكم ومهامكم, وللشعب والجيش واللجان الشعبية عظيم التحية وجزيل الإمتنان والإحترام والتقدير, والرحمة لجميع الشهداء, والشفاء لجميع الجرحى, والحرية والفرج لجميع الأسرى, والنصر لشعبنا العظيم, والحمد والشكر والفضل لله أولاً وأخيراً وقبل كل شي.