رويترز: هناك إحباط من قيادة ابن سلمان بعد هجمات آرامكو
عبر بعض أفراد الأسرة الحاكمة ونخبة رجال الأعمال في السعودية عن إحباطهم من قيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في أعقاب أكبر هجوم على الإطلاق على البنية التحتية النفطية في المملكة الشهر الماضي.
ونشرت وكالة رويترز تقريراً نقلت فيه عن دبلوماسي أجنبي كبير وخمسة مصادر تربطها علاقات مع العائلة المالكة ونخبة رجال الأعمال قولهم إن هذا الأمر أثار قلقاً وسط عدد من الفروع البارزة لعائلة آل سعود ذات النفوذ القوي، والتي يبلغ عدد أفرادها حوالي عشرة آلاف، بشأن قدرة ولي العهد على الدفاع عن أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم وقيادتها.
وقالت المصادر إن الهجوم أثار سخطاً وسط بعض الذين يعتقدون في دوائر النخبة أن ولي العهد سعى لتشديد قبضته على السلطة. وقال بعض هؤلاء الأشخاص إن الهجوم أثار انتقادات بين أولئك الذين يعتقدون أنه اتخذ موقفاً عدوانياً مبالغاًَ فيه تجاه إيران.
وقال أحد المصادر، وهو أحد أفراد النخبة السعودية الذي تربطه صلات بالعائلة المالكة، “ثمة حالة استياء شديد” من قيادة ولي العهد… “كيف لم يتمكنوا من رصد الهجوم؟”، وأضاف هذا الشخص أن بعض الأشخاص في أوساط النخبة يقولون إنهم “لا يثقون” في ولي العهد، الأمر الذي أكّدته المصادر الأربعة الأخرى والدبلوماسي الكبير.
وقال مصدر سعودي داخل الدوائر الموالية لولي العهد إن الأحداث الأخيرة لن تؤثر عليه شخصياً كحاكم محتمل لأنه يحاول إيقاف التوسع الإيراني في المنطقة. دبلوماسي أجنبي ثان رفيع المستوى اعتبر أن المواطنين السعوديين ما زالوا يرغبون في الاصطفاف خلف الأمير محمد بن سلمان كقائد قوي وحاسم ومفعم بالحيوية. ولم يرد المكتب الإعلامي الحكومي السعودي على أسئلة مفصلة من رويترز لهذا المقال.
ويقول بعض المنتقدين السعوديين إن السياسة الخارجية العدائية التي ينتهجها الأمير محمد تجاه إيران وتورطه في حرب اليمن عرضا المملكة للهجوم، وفقا لأربعة من المصادر التي لها علاقات مع العائلة المالكة ونخبة رجال الأعمال. وعبروا أيضاً عن شعورهم بالإحباط لأن ولي العهد لم يتمكن من منع الهجمات على الرغم من إنفاق مئات مليارات الدولارات على الدفاع.
وقال الجبير في تصريحاته في نيويورك في الآونة الأخيرة إن وسائل الدفاع الجوي السعودية تصدّت لمئات الصواريخ الباليستية وعشرات الطائرات المسيرة التي استهدفت المملكة. وأضاف أن الفشل في رصد هجوم الرابع عشر من سبتمبر أيلول “قيد البحث”، لكن “من الصعب للغاية رصد أجسام صغيرة تطير على ارتفاع 300 قدم”.
ويقول بعض أفراد النخبة السعودية إن جهود ولي العهد لإحكام قبضته أضرت بالمملكة. وقال أحد المصادر المقربة من الدوائر الحكومية إن الأمير محمد جاء بمسؤولين أقل خبرة من السابق بشكل عام.
ويشير مطلعون سعوديون ودبلوماسيون غربيون إلى أن الأسرة لن تعارض على الأرجح الأمير محمد بن سلمان خلال وجود الملك على قيد الحياة، وأقرّوا بأنه من غير المحتمل أن ينقلب الملك على ابنه الأثير. ونقل الملك معظم مسؤوليات الحكم لابنه، لكنه لا يزال يترأس اجتماعات مجلس الوزراء الأسبوعية ويستقبل كبار الشخصيات الأجنبية. ويقول المطلعون والدبلوماسيون إنه بصرف النظر عما سيحدث في المستقبل بعد الملك، فإن تحدي سلطة الأمير محمد قد يكون صعباً في ظل قبضته المُحكمة على هيكل الأمن الداخلي.
وينظر بعض الأمراء إلى الأمير أحمد بن عبد العزيز، البالغ من العمر 77 عاماً، وهو الأخ الشقيق المتبقي الوحيد على قيد الحياة للملك سلمان، كبديل ممكن يحظى بدعم أفراد الأسرة والجهاز الأمني وبعض القوى الغربية، على حد قول اثنين من المصادر الخمسة التي تربطها علاقات بالنخبة السعودية. وقال أحد رجال الأعمال الكبار “ينظرون جميعاً إلى (الأمير) أحمد ليروا ما سيفعل. لا تزال العائلة تعتقد أنه الوحيد الذي يستطيع الحفاظ عليها”.
ولا يوجد دليل على أن الأمير أحمد مستعد للقيام بهذا الدور، وفقاً لمراقبين سعوديين. ولا يضطلع الأمير أحمد بدور رسمي، وظل بعيداً عن الأنظار إلى حد كبير منذ عودته إلى الرياض في أكتوبر / تشرين الأول عام 2018 بعد أن أمضى شهرين ونصف الشهر في الخارج. وخلال الرحلة، بدا أنه ينتقد القيادة السعودية بينما كان يرد على متظاهرين خارج مقر إقامته في لندن وهم يهتفون بسقوط أسرة آل سعود.
وكان الأمير أحمد واحداً من ثلاثة أشخاص فقط في هيئة البيعة، التي تضم كبار أفراد الأسرة الحاكمة، عارضوا أن يصبح الأمير محمد بن سلمان ولي العهد في عام 2017، بحسب مصدرين سعوديين في ذلك الحين. وقال أحد المصادر الخمسة التي لها صلات بالنخبة السعودية إن موقف الأمير أحمد بشأن ما إذا كان سيتحدى الأمير محمد بن سلمان هو أنه “سنعبر هذا الجسر عندما نصل إليه”.