هل يعي “الانتقالي” أن المرحلة تقتضي علاقة جوار جيدة بدلا من خلق عداوات عقيمة؟!!
“كمن يشتري سمك في بحر”.. هذا هو حال المجلس الانتقالي الجنوبي التابع للإمارات، وسياسته الأخيرة في تنفيذ أجندات أبوظبي، ومعاداة من يعاديها، كتأكيد على التبعية وليس على الحرية في اتخاذ القرار.
في عالم السياسة كل الكيانات أصدقاءك اذا لم يظهر لك احدهم عكس ذلك، بمعنى انه من غير الجيد أن تعادي أي كيان أو دولة قبل أن تبدأ هي بإظهار عداوتها لك.
وفي عالم السياسة ايضا من اجل البقاء وديمومة الثبات، يُنصح بتعزيز علاقاتك السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية مع دول الجوار، ذلك ما يفتقده المجلس الانتقالي الجنوبي.
ووفقا لمراقبين ، أشاروا أيضا إلى وجود خلل في المنظومة السياسية الخارجية لدى المجلس التي تفتقد للحصافة والدبلوماسية والنظر إلى مدى بعيد.
حيث يعمل المجلس الانتقالي ويحشد كل طاقاته على خط واحد يكمن في تحقيق الانفصال وتجزئة اليمن، وهي أحلام من المستحيل تحقيقها، وليست سوى أمنيات تتلاشى مع التغيرات السياسية العالمية، وذلك الحشد اضعف كثيرا وفقا للمراقبين، الجانب السياسي للانتقالي على الصعيد الخارجي، فبدأت معاداته من الجوار حيث جعل سلطنة عمان عدوته الأولى وهي الدولة التي تعد في نظر علماء السياسة صديقة العالم، وكان الأحرى به أن يجعلها فرصة لتعزيز علاقات التعاون الأخوي معها، ولكن عداوته تلك ليست لشيء يريد الانتقالي أن يحققه لنفسه او لمصلحة وجوده، بل إرضاءً للإمارات.
يقول سياسيون أن المجلس الانتقالي من اغبى الكيانات الناشئة في العصر الحديث، خصوصا وان خطواته التي يسير عليها تظهر وكأن عمره قصيرُ جداً، لانه جعل ظهره مكشوف من خلال معاداته لسلطنة عمان التي كان بالامكان أن تكون له الحصن الحصين والداعم الكبير لبقاء وجوده، وطول امده، باعتبارها دولة مجاورة ودولة ذات اساس قوي وسياج صلب لا تهزها العواصف بعكس الغالبية من دول الخليج وعلى رأسها الامارات العربية المتحدة القائمة على مدماك هش، سرعان ما سيسقط في حال تعرضه لهزة عسكرية عنيفة.
مراقبون اعتبروا أن ربط الانتقالي مصيره بدولة هشة هي مغامرة غبية وفاشلة، ولا تخدم سوى الاحتلال النفعي المؤقت في نهب ثروات الجنوب واستغلال موارده واستعباد أبنائه وتجزئة أرضه.
المراقبون دعوا الانتقالي إلى أن يخلق له مدماك صلب كفرصة متاحة له لن تتكرر ابداً، من خلال تعزيز علاقات التعاون مع دول الجوار وان يعمل على استقلال قرارة وان يتجرد من رداء الوصاية والتبعية، وان يجعل من جوهر القضية الجنوبية بوابة لحل ومعالجة كل الشوائب التي رافقت الوحدة اليمنية بما يجعلها قضية عادلة ومطالب من واقع الشعب اليمني شمالا وجنوبا وليس من واقع المطامع الإماراتية ومن ورائها من دول الاستكبار.