الخبر وما وراء الخبر

مشاورات جدة.. فاقد الشيء لا يعطيه !!

35

فاقد الشيء لا يعطيه، تعبير قريب عن واقع حال وكلاء قوى الاحتلال الإماراتي السعودي، ومستوى نجاح مشاوراتهم التي تحتضنها منذ أسبوعين مدينة جده السعودية للمرة الثانية.
لم تراوح المشاورات إلى اليوم مكانها، ولم تخرج بأي جديد سوى تعنت الطرفين المتمثل في المجلس الانتقالي التابع للإمارات و”الشرعية” المفقودة والمدعومة سعوديا، فكل طرف ادلى بدلوه، في ظل الهجمات الإعلامية المستعرة بينهما، فضلا عن تحركات واقع الميدان القتالي وكل طرف يكمُن لقوى الثاني ليقتل ما استطاعت به نيرانه من القتل، والتنكيل والإحراق.
مصادر مطلعة أفادت أن المستقيل “هادي” رفض رفضا قاطعا النقاط المطروحة على طاولة الحوار في جدة، مطالبا بانسحاب كلي وكامل لمليشيات الانتقالي من محافظة عدن المحتلة، وتسليم الأسلحة والمعسكرات والمقرات لحكومة “معين عبدالملك”، وهو ما اعتبره الطرف الآخر ضرب من الخيال.
بعيدا عن ما اعتبره مراقبون جزء من الاتفاق، تقوم حكومة “هادي” بتجهيز محافظة شبوة ومدينة عتق تحديدا كعاصمة مؤقتة لها لتسيير أمور شؤون وزاراتها المتنقلة ما بين الرياض والقاهرة وإسطنبول وشبوة ومارب، كواقع مفروض عليها بعد أن وجدت ذاتها وحيدة تبحث عن قشة لتنقذ نفسها من الغرق.
المراقبون رأوا أن تفاهمات جديدة وصل اليها الطرفان في مشاورات جدة تتضمن تقاسم الحكومة مناصفة وتوزيعها بالتساوي، على أن تكون إدارات السلطات المحلية في المحافظات تحت سيطرة المجلس الانتقالي، غير أن تلك التفاهمات لم يكتب لها النجاح ، خصوصا بعد الاتهامات المباشرة التي اطلقها وزير خارجية “هادي” محمد الحضرمي، في كلمته أمام اجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة، ضد الإمارات العربية المتحدة، بسعيها إلى تجزئة اليمن وقتل المئات من المجندين بغارات جوية.
عينا الانتقالي تنظر من عدسة إماراتية صغيرة، فتتجه صوب تحقيق أجنداتها وأهدافها، وعينا “حكومة هادي” فقعت إحداها وأصيبت الأخرى بضعف كبير في النظر، وكلا الطرفان غير مقبولان في محافظات سيطرتهما، ولن يأتيان بشيء للشمال أو للجنوب سوى الخراب والدمار ومزيد من الأذلال والوصاية والخنوع، فمن أين ستأتي العزة والكرامة؟!.. وفاقد الشيء لا يعطيه.