الخبر وما وراء الخبر

فوضى طائرات

118

غمدان الهدور


 

استعدوا جيداً لمثل هذا اليوم، تجهزوا قبيل مجيئه فبادروا بتوزيع دعوات  الحضور لأقاربهم وأصحابهم …
أنها لحظة الفرح المرتقبة منذ سنوات والتي سرعان ماتحولت إلى لحظة فزع وهلع …
صباح الثلاثاء كان موعد حفل تخرج إحدى أقسام جامعة ذمار ….
القاعة مازالت تستقبل وفود المدعوين، كل خريج يتأبط ذراع والديه متجهاً نحو قاعة الاحتفال …
هناك في وسط القاعة أطفال صغار يرافقون أقاربهم ويشاركون فرحة من جاءوا لأجلهم…
لوحة فنية بدأت تتكون مع بزوغ الصباح ترافقها موسيقى هادئة تعزفها أنامل فرقة الموسيقى المرافقة للحفل ….
لكن الفرحة واللوحة الفنية لم تدم طويلا  , سرعان ما تلاشت لحظة سماع أزيز طائرات لا تعرف سوى الفوضى …
بدا الصوت يزداد تدريجياً، لحظات الهلع والفزع بدأت تتكون مع ذلك الصوت المرعب.. في الخارج أيضا كانت الأعين تتجه نحو السماء.. كلهم مترقبون !!!
لحظات قليلة وينفجر الصاروخ الأول بجانب أسوار الجامعة …
للوهلة الأولى التي أشاهد فيها مئات الطلاب يتخبطون وكأنهم يستجدون المكان ملجأ للأمان..الخريجون يندفعون بقوة نحو البوابة , لم تعد تلك الطاقية مهمة في تلك اللحظة..
الأطفال الصغار يصرخون بقوة يستنجدون بأحد ينقذهم من هول الانفجار، وكأنها اللحظات الأخيرة..
لم ينته صوت الطائرة بعد.. مازالت تحلق ولا تفرق بين بكاء أو صراخ فتاة كسرت حاجز صمت الكلام لتصرخ بأن ينقذها أحد..
صاروخ آخر ينفجر ليزداد الوضع سوءاً..
لم نكن نعلم حينها مكان القصف لم نعلم  سوى أن الحرم الجامعي تحول إلى فزع آدمي وفرحة تخرج تحولت إلى هلع وفزع وأصوات خوف حولت كل شيء من حالة الهدوء إلى حالة الاستنفار ….
غادرنا المكان مشياً على الأقدام مختتمين ذلك الصباح بلعنات كلها نحو ذلك الطيار الذي عكر الجو والصباح وقتل فرحة طلاب صبروا كثيراً من أجل اقتطاف لحظة فرح في ذلك اليوم..