الخبر وما وراء الخبر

من لم يجاهد في سبيل الله فهو رافضيا

41

بقلم عدنان الكبسي

المجتمع اليمني ينتمي في ثقافته وعقيدته وتوجهه وسلوكه إلى الإمام الأعظم زيد بن علي (عليهما السلام)، وحتى روحيته الإيمانية الجهادية الثورية استلهمها من الإمام زيد فكان هذا الإنتماء الصادق الحصن الحصين لهذه المناطق التي أهلها موالين للإمام زيد من أن يدخلها المحتلون والغزاة.
فالإمام زيد (عليه السلام) القائل عند خروجه على ظلم وطغيان هشام بن عبدالملك: (والله ما يدعني كتاب الله أن أسكت)، وكذلك من ينتمون إلى الإمام زيد لن يدعهم كتاب الله أن يسكتوا أمام الإستكبار العالمي وأدواته، ولن يصمتوا أمام دول العدوان ومرتزقتهم، ولن يتخاذلوا أمام قتل أطفال ونساء اليمن دام أنهم يتولوا الإمام الأعظم زيد بن علي (عليهما السلام).
الزيدية هم الذين يجب أن يكونوا أكثر المسلمين إهتماما، وهم الذين هم جديرون بالنهوض بمسؤولية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهم الذين يحملون روحية الإمام زيد إذ يقول لهشام: (لو لم يكن إلا أنا وابني يحيى لخرجنا عليك).
فالإنتماء إلى زيد ليس إنتماء طائفي مذهبي وإنما قرآني إسلامي، حركة وعمل منهجا وفكرا وثقافة وعقيدة، ومن لم يجاهد في سبيل الله فهو رافضيا وليس زيديا وإن حمل شكليات زيدية، وقد سماهم الإمام الأعظم زيد بالرافضة حين قال لهم أثناء الحديث معهم: (فاختاروا مني، إما أن تقاتلوا معي، وتبايعوني على ما بويع عليه علي والحسن والحسين عليهم السلام، أو تعينوني بسلاحكم، وتكفوا عني ألسنتكم؟، قالوا: لا نفعل، قال: (الله أكبر أنتم والله الروافض الذي ذكر جدي رسول الله، حين قال: (سيكون من بعدي قوم يرفضون الجهاد مع الأخيار من أهل بيتي ويقولون: ليس عليهم أمر بمعروف ولا نهي عن منكر، يقلدون دينهم، ويتبعون أهوائهم)، فرفع الإمام زيد يديه قائلا: (اللهم اجعل لعنتك ولعنة آبائي ولعنتي على هؤلاء الذين رفضوني وخرجوا من بيعتي كما رفض أهل حروراء علي بن أبي طالب عليه السلام حتى حاربوه).
ولا يمكن أن يمثل الزيدية مرجف ولا من يخذل الناس، ولا يمثل الزيدية القاعدون والمتخاذلون، بل من يمثل الزيدية فعلا هو الشعب اليمني الذي يواجه قوى الشر والطغيان، والمقاتلون في جبهات العزة والشرف هم الذين يتولون وبإخلاص الإمام الأعظم زيد بن علي (صلوات الله عليهما)، وأنين الجرحى ومعاناة الأسرى وتضحيات الشهداء تعبر عن الولاء الصادق للإمام زيد، فهم يسيرون على خطى الإمام زيد ووفق منهجية زيد المنهجية الإسلامية الصافية والنقية.
رجال الله في الجبهات يرددون لبيك يا زيد ولن نكون إلا حيثما تريد يا مولانا وذلك الذي يكرهه أعداء الله، والقاعدون هم الذين يرفضون التحرك والجهاد في سبيل الله، وهذا الذي تكرهه ويريد أعداء الله.