تلقفوا مبادرة اليمن بإيقاف عدوانكم وإلا فلا خطوط حمراء
في ال20 من سبتمبر الجاري قدم رئيس المجلس السياسي الأعلى المشير” مهدي المشاط” مبادرة تمثلت بوقف استهداف أراضي المملكة العربية السعودية بالطيران المسير والصواريخ الباليستية والمجنحة وكافة أشكال الاستهداف، راميا بالكرة في ملعب الخصم منتظرا من النظام السعودي إعلان موقف مماثل بوقف كل أشكال الاستهداف والقصف الجوي ورفع الحصار.
المبادرة التي أطلقها الرئيس المشاط لم تكن من ضعف بل من منطق قوة واقتدار، وهي تعبير عن ما جبلت عليه الثورة وقيادتها وشعبها من أخلاق وتسامح، وامتداداً وإبرازاً لنهجها الداعم للسلام واستشعاراً للمسؤولية تجاه طبيعة المرحلة وحرصاً على خلق نقطة ضوء ولو صغيرة في هذا النفق المظلم وأملاً في هداية الحائرين والتائهين عن طريق السلام واستجابة وتقديراً لكل جهود السلام والمساعي الخيرة المحلية والدولية .
وقبل أن يكشف الرئيس المشاط عن مبادرته أكد أن المعاناة من الآن وصاعداً سوف تشمل وعلى نحو أشد كل دول العدوان، وأننا لن نتردد في تدشين مراحل الوجع الكبير مالم تستجب تلك الدول للسلام، وتوقف عدوانها على شعبنا. ومن باب وضع العدو أمام الأمر الواقع ليحدد بنفسه ما سيحدث مستقبلا، إما سلام دائم أو حرب لا يستطيع التحكم بمجرياتها ولا كيف ستكون نهايتها، بل سيتحمل المسؤولية القانونية والأخلاقية أمام أي مستجد أو أي نتائج ستترتب على اختيار دول العدوان لاستمرار العدوان ورفض مبادرة السلام .
وفي ثنايا خطاب الرئيس المشاط لوح إلى فتح نوع جديد من المعارك غير الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة، وهي معركة البحر، حيث حذر من الاستمرار في احتجاز السفن المرخصة أممياً ومن إصرار تحالف العدوان على تحويل البحر الأحمر إلى ساحة مواجهات، داعيا المجتمع الدولي إلى الاضطلاع بدوره في وقف هذه القرصنة وهذه الممارسات التعسفية واللامسؤولة باعتبارها تمثل أعلى درجات الاستخفاف بمعاناة الغالبية من أبناء الشعب اليمني وأعلى درجات التهديد لأمن وسلامة الملاحة البحرية.
والحديث عن أمن وسلامة الملاحة البحرية في المبادرة له دلالات كبيرة ورسائل رعب ينبغي على دول العدوان أن تحسب له ألف حساب، لأنه بتفعيل هذا الجانب من المعركة، يعني ذلك أن المملكة لن تتمكن من تصدير أي برميل نفط، لأن القوة الصاروخية وسلاح الجو المسير سيستهدف المنشآت النفطية ويوقف عملها وهي قادرة على ذلك فأرامكو إلى الآن لم تستطيع إصلاح الخلل في منشآتها المستهدفة مؤخرا، بل ستحتاج إلى أشهر عدة حسبما أكدته صحيفة وول ستريت الأمريكية.
وتعتمد السعودية الآن على تصدير النفط من المخزون الاحتياطي لها لكن بتفعيل معركة البحر اذا استمرت في العدوان يعني ذلك أنها لن تستطيع حماية سفنها النفطية ولن تتمكن من تصدير برميل واحد، فالقوة البحرية بمقدورها اعتراض وتدمير سفن وبوارج العدوان متى ما طلبت القيادة منهم ذلك، وما تأجيل هذا النوع من المعارك إلا لإدراك القيادة الثورية والسياسية أن تبعاتها ستكون كبيرة جدا، لكن إذا كان ولا بد فلتتحمل قوى العدوان المسؤولية لأنه من الغير منطقي أن يموت شعب باكمله جوعا وحصاراً بل سيكافح ويناضل بكل الوسائل والأدوات ضد كل قوة معتدية غازية متآمرة وسيمارس حقه المشروع في الدفاع عن نفسه.
باستمرار العدوان ستكون الضربة أكثر إيلاما وأشد فتكا وتأثير ( لا خطوط حمراء )
حرصا على تجنب المزيد من التصعيد وجه قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي النصح لقوى العدوان بالتوقف عن عدوانهم والاعتبار بما قد وصلوا إلية من الفشل الذريع والذي وصل لدرجةٍ بات من الواضحِ معها لكل العالم استحالةُ تحقيق الأهداف العدوانية وغير المشروعة بكسر إرادة شعبنا والسيطرةِ عليه من جديد.
السيد القائد أكد بكل وضوح وشجاعة وبكل ثقة وشموخ أن استمرار القصف و الحصار والعدوان فإن الضربات الأكثرَ إيلامًا والأشدَّ فتكًا والأكبر تأثيرًا ستصلُ إلى عمق مناطق الأعداء وإلى أهم منشآتهم الاقتصادية والنفطية والحيوية، مضيفا القول” لا خطوط حمراء في هذا السياق.
والعقل والمنطق والواقع أيضا يثبت أن من مصلحة تحالف العدوان الاستفادة من المبادرة التي قدَّمها رئيس المجلس السياسي الأعلى؛ إذ بوقف عدوانهم وقصفهم وحصارهم سيوقف الجيشُ واللجانُ الشعبية الضرباتِ التي يوجهها إلى العمق بالطائرات المسيَّرة والصاروخية.
هل سيعقلون أم يلقون مصير فرعون ؟!
فمن سنن الله الثابتة أن الطغاة والمجرمين والمستكبرين لابد أن يلقوا مصيرهم هنا في الدنيا، وهنا نستحضر قصة فرعون لأنها مطابقة تماما للمستكبرين في النظام السعودي والإماراتي ، ففرعون عندما رأى انفلاق البحر لموسى ومن معه وكان كل فرق كالطود العظيم كما حكى الله، كان الأحرى بفرعون في هذه اللحظة أن يتعقل ويؤمن قبل أن ينزل البحر ويدرك أنه لا مجال أمام هذه الفئة والمعجزات إلا التسليم للأمر الواقع، لكن غروره وكبره وذنوبه طبعت على قلبه وعقله وحالت بينه والتفكر فلحق بموسى حتى وصل إلى مكان معين ليطبق الله عليه البحر ويغرق هو وجنوده، مع أنه في تلك اللحظة أعلن أنه آمن لكن هذا الإعلان كان في محطة لم يعد يقبل منه وإن جهر به ، وجعل الله من فرعون عبرة لمن يعتبر على مر التاريخ.
العدو يتجاهل مبادرة اليمن ويصعد أكثر من أي وقت مضى
منذ إعلان الرئيس المشاط للمبادرة ما فتئت قوى العدوان في ارتكاب المجازر الوحشية والاستمرار في حجز السفن النفطية أدى لخلق أزمة نفطية خانقة يعاني منها كل فئات الشعب اليمني وارتفعت بسببها الأسعار مستهدفة بشكل اساسي الشعب كل الشعب ، أضف إلى ذلك فقد أعلنت قوى العدوان بعد ساعات من إعلان المبادرة لإعلان تنفيذ عملية عسكرية في الحديدة، مستهدفين منطقة الجبانة في مديرية التحيتا في الحديدة بالعديد من الغارات الجوية في خرق كبير وتصعيد خطير وانتهاك للمرة الالف لاتفاق السويد كما شن طيران العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي عشرات الغارات الجوية على مناطق مختلفة في عدة محافظات.
ويومنا هذا الاثنين 23 محرم 1441هـ استهدف طيران العدوان أسرة المواطن صالح مقفح وهو من البدو الرحل في منطقة السواد بمديرية حرف سفيان وأدت الغارات إلى استشهاد الأسرة بكاملها والمكونة من سبعة أفراد بينهم أطفال ونساء، كما أقدم طيران العدوان على استهداف منزل المواطن عبده أحمد يحيى جماعي في منطقة الشعاب بمديرية حرض بحجة وأدت الغارات إلى سقوط شهيد وجريح.
وبهذا يؤكد العدوان أنه مستمر في عدوانه وغيه وإجرامه رافضاً للمبادرة التي أطلقها الرئيس المشاط ، وهو ما سيجر على قوى العدوان الوبال فشعبنا العظيم لم يعد لديه ما يخسره ، حيث لم يبقي العدوان على شيء إلا انتهكه وشعبنا يؤمن يقيناً أن كلفة الصمود والمواجهة أقل بكثير من كلفة الاستسلام والخنوع والذل ، وعلى قول الشاعر العري :
إذا لم تكن إلا الأسنةُ مركباً *** فما حيلةُ المضطر إلا ركوبها .