الخبر وما وراء الخبر

المولد النبوي … ميلاد أمه قوية

94

بقلم / أحلام عبد الكافي


مشاعر جياشة تفيض محبة وإجلالا لعظمة الرسالة ولعظمة حاملها…هذا هو الزخم البشري وهذا هو الحضور الكبير وهذه هي القلوب المحبة ..توافدت بل وتسابقت رجالا ونساءً وشيوخا وأطفالا.
إن ذكرى النبوة العطرة هي من حركت فينا الرغبة الصادقة لإحيائها تعبيرا منا بأنا أمة محمدية تعشق نبيها وتعتز وتفتخر بتعاليمه الربانية وتستشعر المسؤولية المناطة بها كأمة واعية …يجعلها بحق جديرة بتحمل أعباء وتبعات الدين الإسلامي دين محمد هذا الدين العظيم الذي يدعو لكرامة البشرية جمعاء من خلال إقامة الحق والعدل والمساواة…النابع من العزة والإباء التي ترفض الخنوع للظلمة وأرباب الضيم والاستعباد للإنسانية من خلال السعي لبناء دولة قوية تستمد قيادتها نهج المبادئ الإسلامية الحكيمة البعيدة كل البعد عن الأهواء والأطماع والارتهان لأعداء الأمة وللتدخلات الخارجية.

لاشك أن الرسالة المحمدية ارتكزت على أسس وقيم قوية تسعى لبناء أمة قوية بحجم المتطلبات والظروف المحيطة بها وبحجم التحديات التي تواجه جميع الشعوب في كل زمان ومكان كيف لا..فهي تعاليم من خالقها العالم بما يصلح أحوالها ويضمن لها طريق النجاح والصلاح ..فبلاشك إذا ما ارتبطت الأمة بنبيها فهي بذلك ترتبط بأواصر قوية تمكنها من المضي في درب الحياة بعزيمة مطلقة فديننا الإسلامي أهتم بجميع الأمور المتعلقة بسر وجود وصلاح وتكوين هذا الإنسان…والتي ستبني إنسانا واعيا متماسكا(ومشبعا.)بأقوى المكونات الكفيلة بالسير به نحو مواجهة وإدراك كل ما يحاط به كفرد وكأمة ويستطيع من خلالها أن يحدد أولويات ومسار حياته من خلال التعاطي مع الأمور من حوله بمزيد من الوضوح المبني على معرفة حقيقة ومكنون وخبايا ومعطيات المتغيرات على كافة الأصعدة سواء أكانت اجتماعية أو سياسية أو دينية أو حتى اقتصادية .

نعم إن كل تلك الإمكانيات كفيلة بجعل الإنسان المسلم شخصا لا يهزم ولا يمكن الاستهتار به أو جعله في مرمى العابثين من أرباب الهيمنة التي عاثت اليوم بالإنسانية بأشد أنواع الظلم والقهر والاستعباد بل وجعلت منه فريسة ولقمة سائغة بعد أن عملت بكل أساليبها لصرفه عن تعاليم دينه الإسلامي وبصرفه أيضا عن تعاليم نبيه الأكرم وإبداله بدين إرهابي(متطرف.)بعيدا كل البعد عن العقل والمنطق والرحمة ولربما (داعش.) اليوم هي خير دليل على ذلك البديل ودليل على ذلك المخطط الرجعي الذي يحاك ضد الأمة لتظل خانعه مشتتة أمام بسط نفوذ وتمدد أعدائها وتطورهم في كل جوانب الحياة..