الخبر وما وراء الخبر

ذكرى مولد المصطفى محمد مناسبة جامعة

156

بقلم / محمد فايع


أحيا العالم الإسلامي الذكرى السنوية لمولد المصطفى محمد صلوات الله عليه واله، وسط زخم احتفائي ملفت، و تميزت المناسبة كونها تكررت هذا العام مرتين، فحلت المناسبة في بداية العام نهايته، وكونها تحل هذا العام والمنطقة العربية بشكل خاص، والعالم الإسلامي بشكل عام، يمران بأوضاع أمنية وعسكرية متفاقمة، تغذيها وتدفع إلى توسعها قوى الشر والإجرام العالمي بقيادة ثلاثي الشر الصهيو سعو أمريكي، بدأ من فلسطين، مروراً بأفغانستان والعراق وسوريا فليبيا، وصولا إلى عدوان التحالف السعودي الأمريكي المستمر على اليمن وشعبه، إلا أن ذلك لم يحل دون أن تحضى مناسبة مولد المصطفى محمد صلوات الله عليه واله باستقبال واستعدادات، وبمظاهر احتفالية ملفته في مختلف بلدان العالم الإسلامي، وعلى رأسها بلدنا وشعبنا اليمني الأصيل بارتباطه بمحمد والصامد في مواجهة أعداءه.

ويمثل احتفاء المسلمين في عموم بلدان العالم بالمناسبة الكريمة مظهرا من مظاهر الإجلال والتوقير لرسول الله صلى الله عليه وآله، استجابة لله سبحانه وتعالى القائل في كتابه الكريم {لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ}.
فنعبر فيها عن تقديرنا، واحتفائنا، وابتهاجنا، وسرورنا، وفرحنا بنعمة الله، واعترفنا بعظيم فضله، ومنته بالرسول والرسالة، والهدى العظيم، والدين القويم {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يجْمَعُونَ}.
ويعبر المسلمون عن ابتهاجهم بمولد الرسول الخاتم محمد صلوات الله بأساليب ابتهاجيه تتنوع تزين وأضاءت الشوارع والطرقات العامة والحارات وبإطلاق الألعاب النارية ليلا.

وفي أيام وليالي الاحتفال بالمناسبة الكريمة تقام الندوات الثقافية والفنية التي تحضر فيها دعوة الأمة الإسلامية إلى تحمل مسؤوليتها في مواجهة الخطر الداهم عليها كأمة مستهدفة مستباحة لا يرعى لها أعداؤها حرمة ولا كرامة ، ولا لمقدساتها ولا لرموزها إلى استحضار سيرة المصطفى صلوات الله عليه وآلة، وتذكر أمجاده وما قدم للبشرية، عبر المحاضرات والندوات الثقافية، نثرا وشعرا وإنشادا، وفيها يحضر تجديد الارتباط بالنبي الأكرم محمد صلوات الله عليه وآله، كما يقام الاحتفال بذكرى المولد النبوي في كل من المدارس و المساجد والمؤسسات العامة.

ويمثل إحياء مناسبة مولد المصفى محمد صلوات الله عليه واله دعوة لتعزيز حالة الارتباط والولاء لله ولرسوله، ومواجهة مساعي أعداء الإسلام لطمس هوية الأمة، وإبعادها عن معالم دينها الحق ورموزها ومقدساتها، وبقدر ما يسعى أعداء الإسلام إلى الحط من مكانته من خلال الإساءات، وحملة التشويه الممنهجة، بقدر ما تعظم المسؤولية علينا كمسلمين، لتعزيز الارتباط والولاء الصادق، ومواجهة الحملات العدائية المسيئة التي تشنها “الصهيونية العالمية” بقيادة أمريكا وإسرائيل.
وتمر مناسبة مولد الرسول الأكرم محمد صلوات الله عليه وآله هذا العام وفي كل عام كمناسبة جامعة يمكن الاستفادة منها في العمل على رأب الصدع، وجمع الشتات وتعزيز الإخاء والوحدة بين المسلمين، على مستوى شعبنا وعلى مستوى أمتنا، في حال توفرت الإرادة وصدقت النوايا.. فالأمة التي يجمعها انتماؤها للإسلام يجمعها محمد رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله، ويجمعها القرآن والقبلة الواحدة، وفي جمع شتاتها ووحدة كلمتها عزتها وقوتها التي تعزز موقفها في مواجهة التحديات، والأخطار الكبرى التي تستهدف الجميع، ولا تفرق بين أحد لا بالاعتبارات الطائفية ولا الجغرافية ولا السياسية.