عملية توازن الردع الثانية
بقلم /محمد الحاضري
هذه المرة كانت الضربة قوية ومدوية جدا فقد شاهدها العالم بأسره ولم تستطع السعودية إخفائها، فـ “عملية الردع الثانية” التي نفذها الجيش اليمني واللجان الشعبية بطائرات مسيرة محلية الصنع مستهدفا مصفاتي بقيق وخريص النفطيتين أقصى شرق السعودية، قضمت نصف النفط السعودي دفعة واحدة.
اهتز العالم بأسرة عقب العملية وتهاوت أسواق الأسهم الخليجية بل والعالمية، وقفزت أسعار النفط إلى مستويات غير مسبوقة منذ 28 عاما، كما أن الإنتاج السعودي من النفط لن يعود إلى سابق عهده قبل أشهر، هذا إذا افترضنا أن الجيش اليمني لن يوجه ضربات جديدة، فقد حذرت القوات المسلحة اليمنية الشركات والأجانب من التواجد في المنشآت النفطية التي تم ضربها.
النتائج الكارثية على الاقتصاد العالمي عقب العملية تشير إلى أن الغرب سيبحث عن حلول سياسية للأزمة اليمنية بعد خمس سنوات من فشل الحل السعودي العسكري، وبعد أن وصلت أضرار الحرب وتكلفتها إلى المستفيدين من العدوان على اليمن والذين جنوا مئات المليارات خلال سنوات الحرب من خلال صفقات الأسلحة والإمداد اللوجستي والمعلوماتي.
الآن تحالف العدوان أمام طريقين إما السير وراء الأمريكي الذي أظهرت تصريحاته الرسمية الأخيرة سواء من جانب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أو من وزير خارجيته مايك بومبيو استمرارهم على نهج إبقاء التوتر في المنطقة، أما الطريق الثاني فهو وقف العدوان على اليمن وهو الطريق الأسهل والأسلم والأقل تكلفة على دول المنطقة والاقتصاد العالمي.
إذا لم يستمع تحالف العدوان لصوت العقل ويوقف عدوانه وإذا لم نشاهد المبعوث الأممي مارتن غريفيث في صنعاء خلال اليومين القادمين حاملا رسائل إيجابية وخطوات عملية في هذا الطريق، فذكرى ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر الخامسة على الأبواب، ومن المؤكد أن ذكراها لن تمر دون عملية ردع ثالثة قد تقضم ما بقي من نفط السعودية وتكون نتائجها كارثية على النظام السعودي وداعميه.
الأيام حبلى بالمفاجئات وما كان يوما غير متصور ولم يتخيل وقوعه السعودي أو الأمريكي ها هو يتحقق اليوم أمام أعينهم تماما كما حذرهم قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي من قبل، والتجربة أكدت أن اليمن، وإذا كنت بجوار برميل نفط فإن عود ثقاب كفيل بأن يشعل النار فيه، والحليم تكفيه الإشارة.