عملية توازن الردع الثانية جرس إنذار أم ضربة معلم..؟
في عملية هي الثانية من نوعها نفذها سلاح الجو المسيرمدشنا بها عملية الثانية من عمليات توازن الردع الهجومية مستهدفة اكبر مصفاتي نفط لشركة ارامكوا السعودية تتبعان الحقل النفطي العملاق بالبقيق وخريص الموقع المجاور له و يصل انتاجه اليومي إلى سبعة مليون برميل ويبلغ احتياطي النفط فيه ٢٢مليار.
يعتبر هذا الحقل من الناحية الإقتصادية العمود الفقري لشركة أرامكوا وأهم حقل نفطي استراتيجي في المملكة ويقع الى جهة الشرق من المملكة بمنطقة البقيق التي تبعد اكثر من ١٣٠٠ كيلومتر عن اليمن.
إستراتيجية الحقل والمنشآت النفطية والصناعية فيه تؤكد أن هذه المنطقة يفترض أن تكون مؤمنة وفق أعلى مستويات الحماية وبكل وسائل وأسلحة الصد والدفاع ضد أي هجوم محتمل عليها .
عملية ردع التوازن الثانية التي نفذتها الطيران المسير على هذه الأهداف بعشر طائرات مسيرة قطعت أكثر من ١٣٠٠ كم في الأجواء السعودية ووصلت إلى اهدافها وحامت فوقها لدقائق ثم سقطت واحدة تلو اخرى على أهدافها بدقة تصويب بلغت ١٠٠٪ وبتحكم وسيطرة متناهي الدقة .
العميد سريع في بيانه الصحفي عن العملية أكد على أن هذه العملية هي الثانية من عمليات توازن الردع وأنها تأتي في إطار الرد المشروع على استمرار العدوان مؤكدا بأن هذه العمليات ستتسعأكثر فأكثر وستكون أكثر إيلاما في حال استمرار العدوان.
نوعية الهدف لهذه العملية وتنفيذها كان في الوقت الذي يستعد فيه النظام السعودي ويتجهز لعرض اسهم شركة ارامكوا للبيع مما يعني أن توقيت التنفيذ كان مدروسا بدقة متناهية والهدف من ذلك هو التأكيد للنظام السعودي من واقعية تحذير السيد القائد لهم وأنه هو الخاسر الوحيد من استمرار العدوان فهو من يخسر امنه واستقراره وتلك هي الحقيقة فلم يعد لدينا نحن ما نخسره مهما قصفوا ومهما استمروا في عدوانهم .
جاءت هذه العملية بعد شهر واحد من عملية ردع التوازن الأولى والتي تم استهداف حقل ومصفاة الشيبة النفطي وبالتالي فتوقيت العمليتين إنما هو على سبيل التحذير المتكرر لتفهم الحمير وتعي الدرس ، مما يعني أن هذه العملية تعني تنفيذ وعود السيد القائد وتحذيراته الأخيرة .
كلفة هذه العملية لا تتعدى قيمة عشر طائرات مسيرة مصنوعة محليا ربما لا تتجاوز عشرة الف دولار لكن الخسائر المباشرة المترتبة على هذه العملية تفوق عشرات المليارات ناهيك عن الخسائر الغير مباشرة التي ستترتب على هذه العملية من حيث ارتفاع اسعار النفط وانخفاض اسعار اسهم شركة ارامكوا الى ادنى حد ، اضافة إلى توقيف ما نسبته ٨٠٪ من النفط المصدر يوميا لإجل غير مسمى مما يؤكد أن هذه العملية رسالة للعالم يجب ان يستوعبها الجميع وان يتحركوا نحو مصلحتهم
كل ما سبق يؤكد أن أقل ما يمكن أن توصف به هذه العملية أنها ضربة معلم فهي حد ذاتها هي قلب لموازين المواجهات وخلط لكل اوراق اللعب في المنطقة واقسى درس للنظام السعودي ينبغي أن يفهمه جيدا ويعيد حساباته وأن يأخذ تحذيرات السيد القائد على محمل الجد ليعي أن القادم سيكون اشد ايلاما واكثر توسعا وأنه يرتكب اكبر حماقة في تاريخه.
ويبقى التساؤل هل سيعي النظام السعودي رسالة هذه العملية كجرس إنذار أخير أم لا !!!