الخبر وما وراء الخبر

الغارديان: السعودية تسعى لتغطية انتهاكها حقوق الانسان بالتركيز على الرياضة والترفيه

36

نشرت صحيفة “الغارديان” مقالا لكريم زيدان تحت عنوان “تبييض الرياضة: كيف تقوم السعودية بالضغط على المؤسسات الرياضية الأمريكية الكبرى”، أكد فيه إن الاهتمام السعودي النسبي والمفاجئ يمكن أن ينظر إليه على أنه تكتيك من القوة الناعمة لحرف النظر عن انتهاكات الحكومة السعودية المستمرة في مجال حقوق الإنسان.
وجاء في المقال: “نشرت في الشهر الماضي معلومات عن سجلات اللوبي الأجنبي للسعودية في الولايات المتحدة لعام 2018، وصارت متاحة على الإنترنت. وتسلط الوثائق ضوء على واحد من الجهود السعودية القوية في مجال استراتيجية التبييض الرياضي، التي تضم مقابلات مع مفوضي كبرى فرق كرة القدم، واتحاد كرة السلة الوطنية (أن بي إي)، وكبرى فرق البيسبول (أم أل بي)، بالإضافة لمسؤولين ممن الاتحاد العالمي للمصارعة “دبليو دبليو إي”، و”لجنة لوس أنجليس الأوليمبية”.
ويقول الكاتب إن تحول السعودية نحو مجتمع ليبرالي منفتح أمر مرحب به، إلا أن الخطوة تطرح عددا من الأسئلة المهمة حول الاهتمام المفاجئ بالرياضة، وإن كان نوعا من “القوة الناعمة” لحرف النظر عن انتهاكات المملكة لحقوق الإنسان والحملة التي تقودها الرياض ضد الحوثيين في اليمن، وهي الحملة التي قتلت آلاف المدنيين اليمنيين وجعلت أكثر من 4 ملايين منهم يواجهون خطر المجاعة.
كما أن الخطوات الأخيرة للسعودية في مجال العلاقات العامة، خصوصا اللوبي المتركز على الرياضة، نبعت من الحاجة الماسة لإعادة تأهيل نفسها وتبييض صورتها بعد جريمة قتل الصحافي المقيم في الولايات المتحدة، الكاتب في صحيفة “واشنطن بوست”، جمال خاشقجي، على يد فرقة من العملاء التابعين للحكومة بقنصلية السعودية في إسطنبول العام الماضي، وتم قتله هناك وتقطيعه بمنشار عظام ولم يعثر على جثته أبدا.
وفي ضوء الجدل الأخير، فقد ضاعفت السعودية من جهودها في مجال العلاقات العامة التي شملت حسب الوثائق المنشورة لقاءات واتصالات مع كل المفوضيات الرياضية في الولايات المتحدة، واعتمدت الهيئة العامة للرياضة في السعودية على خدمات تشرتشل رايلي غروب، وهي مؤسسة استشارات دولية “متخصصة في النمو” الذي يعزز “الوصول إلى هوليوود وسيلكون فالي والشرق الأوسط”.
وتمثل الشركة الاستشارية، ومقرها لوس أنجليس، الهيئة العامة للرياضة في السعودية، وتعمل مع السفيرة السعودية في واشنطن، الأميرة ريما بنت بندر، التي شغلت منصب مديرة الفدرالية السعودية لمؤسسات الرياضة. وتقوم المؤسسة الأمريكية بالمساعدة على ترتيب لقاءات في الولايات المتحدة مع عدد من الشركات والمدراء التنفيذيين لمناقشة القطاع الترفيهي المتطور في السعودية.
ومن ضمن مهام الشركة الأمريكية الحصول على شروط محببة للهيئة السعودية العامة للرياضة ومبادراتها التي تشرف عليها، وكذا البحث عن فرص استثمارات مباشرة، وتحضير الأميرة ريما للقاءات على مستويات عالية. ومن خلال وضع الأميرة ريما على رأس حملة العلاقات الرياضية والإعلامية، تحاول السعودية وقف النقاد الذين دائما ما يقولون إن الحكومة السعودية تفتقد القيم التقدمية وتحد من حقوق المرأة.
وتبلغ كلفة الشراكة التي تتم من دون عقد رسمي 22.000 دولار في الشهر، وبحسب المعلومات التي قدمتها آنا لويس، التي أسست الشركة، وهي مديرتها السابقة، عقدت الأميرة ريما لقاءات مع مسؤولين مثل كوب بريانت وتباحثت معه في مجال تطوير كرة السلة في السعودية.
والتقت مع صوفي غولدشميدت، مديرة الاتحاد العالمي للتزلج على المياه، وتباحثت معها حول طرق تنمية الرياضة في المملكة. وكذا مع مدير شركة ثينكميل من أجل بناء “مركز رياضي في السعودية”. والتقت مع بينغ وتويتش من أجل تطوير الرياضات في المملكة. وأيضا التقت مع المفوضية القومية لرياضة الهوكي لتطوير الرياضة في السعودية، ومع ماديسون سكوير غاردن من أجل بناء إستاد ولقاءات أخرى.
ويقول الكاتب إن الوثائق التي استخدمها للمقال ركزت على مجموعة تشرتشل رايلي واللقاءات التي تمت، ولكنها لا تأخذ بعين الاعتبار ما جرى بعد ذلك، أي ما نجح منها وما فشل، إلا أن الوثائق تكشف عن الجهد الذي قامت به السعودية في الولايات المتحدة في مجال العلاقات العامة.
وهي أمثلة عن تبييض الرياضة، وهو مصطلح اقترحته منظمة أمنستي إنترناشونال عام 2018 لوصف الأنظمة الديكتاتورية التي تستخدم الرياضة لتحسين صورتها الدولية وحرف النظر عن انتهاكات حقوق الإنسان. كما تكشف عن مدى الطموح السعودي الذي يضم بناء ملاعب جديدة والاستثمار في رياضات ليست شعبية في السعودية مثل الهوكي والتزلج.