الكشف عن أسباب ودوافع الدعوة الأمريكية لإجراء حوار مباشر بين السعودية وأنصار الله
أكد عضو المكتب السياسي لأنصار الله الاستاذ عبدالملك العجري أن قرار تشكيل لجنة المصالحة الوطنية خطوة هامة تؤكد حرص القيادة السياسية على السلام وإنهاء الانقسام والانفتاح على مختلف الأطراف اليمنية بما فيها المخدوعين الذين تورطوا مع العدوان.
وأشار عبدالملك العجري في حوار مع وكالة سبوتنيك، إلى أن إصدار قرار المصالحة في هذا التوقيت ينبع من إدراك القيادة بأن مشكلتنا هي مع دول العدوان وتدخلهم السافر في شؤون بلدنا وليست مع أي مكون يمني”.
وأضاف “القرار بمثابة مد يد السلام لكل المخدوعين للعودة إلى جادة الصواب، وإعلاء خيار الحوار على خيار الحرب، فقد كشفت أهداف العدوان لكل ذي عينين وأصبح الجميع على قناعة بأن العدوان ينظر لليمن كمصدر خطر ويمارس انتقاماً شاملاً من اليمن واليمنيين بشكل عام.
وأكد العجري “نحن ننظر إلى كل المكونات السياسية كشركاء في الوطن، ولا أحد يريد إلغائهم أو إقصائهم، مشكلتنا الأساسية معهم هي قبولهم للانخراط في مشروع دول العدوان التدميري الذي يتخذ من مزعوم مجرد ذريعة لتدمير اليمن وإعادة فرض الوصاية عليه، وإذا كان هناك خلافات أو أي صراع يحل من خلال الحوار، هذه اللجنة ستوفر قناة ومنبر للتواصل بين الفرقاء المتخاصمين وإجراء حوار (يمني يمني) يدعم المصلحة الوطنية ولا يراعى مصالح الأطراف الخارجية كما يحصل عادة في الوساطات الخارجية أي كانت، والتي تعلي مصالح الرعاة أكثر من مصالح أطراف الصراع المحليين وتخضع لاعتبارات ومصالح خارجية لا علاقة لها بالسلام ولا بمصلحة اليمن”.
وأكد عضو المكتب السياسي، أن قرار تشكيل لجنة المصالحة يأتي أيضا من واقع إدراك القيادة السياسية لأهمية التوصل إلى مصالحة وطنية تقطع الطريق على التدخل الخارجي باعتبار أن الخلاف والانقسام الداخلي هو البوابة التي ينفذ منها الخارج للتدخل في شؤون اليمن، ومن شأن نجاح هذه المساعي أن تسحب البساط من تحت أقدام دول العدوان، ونأمل بأن تلقى هذه المبادرة اذانا صاغية من الأطراف التي انخرطت في مشاريع دول العدوان وان تمثل خط للمراجعة واعادة النظر في مواقفهم.
بالنسبة للتفاوض مع السعودية والأمريكان والجلوس معهم للتفاوض نحن نعتقد أنهم هم الطرف المعني بالتفاوض فهم من يقودون العدوان وذريعه الشرعية ما هى إلا مبرر لحربهم ولا تحتاج لبرهان أكثر من سلوك دول التحالف مع ما يسمى الشرعية وتعمدها إذلالهم وإظهارهم بمظهر التابع الذي لا حول له ولا قوة، وما حدث في الجنوب الأيام الفائتة أكثر ما يحتاج لتفسير، فلم يكفهم منعهم من العودة إلى عدن بل استهدفوا عناصرهم وهم على أبواب عدن في مذبحة مروعة فهم لا يرون منهم إلا مجرد ذريعة لحربهم الخاصة المتعلقة بصراعهم الجيوسياسي مع إيران ومحور المقاومة بشكل عام.
وأوضح العجري “لا ننكر وجود خلاف يمني- يمني ونعتقد أن هذا الخلاف يجب أن يحل بالحوار من خلال تسوية سياسية شاملة، لكن السعودية لا يمكن أن تسمح لمثل هذا الحوار ولهذه التسوية بالنجاح ومشكلتها مع اليمن لم تحل، لذلك نعتقد أن التفاوض يجب أن يتوجه إلى السعودية وأمريكا باعتبارهم الخصم الحقيقي والقائد الفعلي للحرب”.
وأشار عضو المكتب السياسي إلى أن “موقفنا منذ البداية أن الولايات المتحدة الأمريكية شريك أساسي في العدوان وتتحمل مسؤولية قانونية وأخلاقية عن كل تداعيات العدوان، والجرائم التي يرتكبها طيران تحالف العدوان، وإدارة ترامب بالذات تعتبر تلك الحرب جزء من حربها على إيران ودول وحركات المقاومة التي تتهمها بأنها تقف عقبة أمام كل مشاريعها في المنطقة من اوسلو إلى الشرق الأوسط الجديد والكبير، وصولا إلى صفقة القرن التي يبشر بها صهر ترامب، ومن الطبيعي أن يكون هناك حوار معها باعتبارها جزء من الحرب وتملك الكثير من مفاتيح وقف الحرب العدوانية على اليمن واللقاء معهم ليس بصفتهم وسيط بل خصم”.
ومضى بقوله “من الطبيعي أن يجري لقاءا وحوار بين الخصوم سواء أمريكا أو السعودية، ورغم موقفنا المبدئي هذا إلا أننا ننظر للدعوات الأمريكية بنوع من الريبة والشك في جديتها ودوافعها سواء انتخابية أو للتخلص من ضغوط الرأي العام أو لإبراء الساحة الأمريكية ونحو ذلك وربما الأسابيع القادمة كفيلة باختبار جدية الولايات المتحدة و صدق دعوتها”.