الخبر وما وراء الخبر

انتصار الدبلوماسية اليمنية

37

ذمار نيوز || مقالات ||
[ 24 اغسطس1440هـ -23 ذو الحجة 2019م ]

بقلم / عبد الحافظ معجب

لن يكون تعيين إبراهيم الديلمي سفيراً للجمهورية اليمنية في إيران آخر صفعة تتلقاها دول العدوان السعودي الأمريكي، فقطار الدبلوماسية اليمنية انطلق ولن يتوقف قبل إعادة العلاقات مع كل دول العالم الذي فقد ثقته بتحالف العدوان الفاشل بعد أكثر من 4 أعوام من الهزائم المتتالية في كل المجالات السياسية والعسكرية والأمنية والإعلامية.

ما بعد دعوة السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي للدول العربية والإسلامية، إلى إعادة العلاقات الرسمية مع اليمن بما فيها التمثيل الدبلوماسي، لن يكون كما قبلها، فالدعوة واضحة ومبنية على معلومات واتصالات تلقتها قيادتنا الثورية والسياسية من عدد من الدول التي تنتظر الإشارة من صنعاء لإعادة علاقاتها مع اليمن، انطلاقاً من حسابات جديدة ومتغيرات مختلفة طرأت في الملفات الدولية والإقليمية.

وفي الخطاب المتلفز الذي وصفته كثير من وسائل الإعلام بخطاب المرحلة، شدد السيد القائد تأكيده على عدم خضوع قرار صنعاء للخارج، مجدداً تأكيده في الوقت ذاته أن اليمنيين حاضرون للعلاقات الأخوية الأخلاقية القائمة على أساس الاحترام المتبادل مع كل الدول.

هذا يؤكد أن المرحلة المقبلة ستشهد تغييرات في مشهد العلاقات الخارجية للجمهورية اليمنية التي تخرج من عدوان عالمي وهي قوية، لاسيما مع ما تبذله الدبلوماسية الوطنية من جهود حثيثة وتواصل مستمر شرقاً وغرباً سيفتح آفاقاً واسعة من التعاون وإعادة تفعيل الاتفاقيات السابقة بين اليمن ودول العالم.

زيارة الوفد الوطني إلى روسيا وتركيا وطهران، واللقاءات والاتصالات التي يجريها رئيس الوفد المفاوض محمد عبد السلام مع سفراء الاتحاد الأوروبي والصين ودول أخرى، سيكون لها آثار إيجابية في قادم الأيام، ولا تستغربوا عندما تشاهدون وفدنا إلى جانب رؤساء وزعماء دول عربية وإسلامية أخرى في القريب العاجل، كما لا تستغربوا عندما تسمعون عن تعيين سفراء يمنيين في دول عربية وخليجية خلال الأسابيع أو الأشهر القادمة، فلم يعد أحد يعول على “شرعية الفنادق”، التي أثبتت أنها مجرد وهم، هي ودول العدوان التي تتسابق على إرسال الرسائل إلى صنعاء بحثاً عن المخرج مما هي فيه من ورطة.

ما كنا نراهن عليه منذ بداية العدوان، أن اليمن سيخرج من هذه الحرب أكثر قوة وصلابة مما كان عليه في السابق، نراه اليوم بأعيننا، فتغير المواقف الدولية تجاه اليمن ما هو إلا البداية في مستقبل اليمن الجديد الذي سينحني له الشرق والغرب وسيتعامل معه العالم بحجمه الطبيعي الذي عرفه الجميع خلال سنوات العدوان والحصار، فصمود اليمنيين أثمر نصراً، وجوع اليمنيين وتحملهم لوجع ما خسروه من الشهداء والخراب والدمار سيعود عزة وتمكيناً لكل اليمنيين الشرفاء الصامدين، الذين واجهوا الاستكبار العالمي والغطرسة الأمريكية والبريطانية بإيمانهم بقضيتهم العادلة وانطلقوا مدافعين عن بلدهم وسيادته وكرامته حتى مكنهم الله في الأرض.