أزمة الحكم في السعودية مستمرة .. محمد بن سلمان يُخطط للسيطرة على صندوق مالي تابع لوزارة الداخلية
بعد وفاة “الملك عبدالله” و انتقال الحكم إلى “الملك سلمان”، انقسمت العائلة الحاكمة داخل السعودية الى قسمين، قسم موالی للملك الجدید و قسم معارض له و موالی للأمير “متعب” نجل الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز. الاوضاع التي تعيشها السعودیة فی ظل السیاسات الجدیدة و القرارات التی اتخذها “الملک سلمان”(التی تعد انقلاباً على الملك الراحل وتتغير وجه السياسة الداخلية والخارجية للسعودية)، تؤکد ان السعودية تری نفسها فی ظروف معقدة والصراعات داخل العائلة الحاكمة على الحكم لا تبشر بالخیر لآل سعود.
و مع ان السعودیة لا تجاهر بشؤونها الداخلية، لکن الصراع على السلطة الذي يدور بین ولي العهد الامير “محمد بن نايف محمد بن سلمان” نجل الملك و وزير الدفاع بات واضحا و جلیا.
و فی اطار تفاقم أزمة الحکم فی العائلة الحاکمة فی السعودیة، کشف المدون السعودي الشهير “مجتهد” مؤخرا، عن خطة جديدة وضعها “محمد بن سلمان” للحصول على البند السري الذي يُصرف يوميا لوزارة الداخلية تحت شعار “مواجهة الإرهاب”.
و یؤکد هذا المدون السعودی أن “محمد بن سلمان” یفکر جدیا بالسیطرة على البند السری فی محاربة الإرهاب والذی یخضع بالکامل لسیطرة ولیّ العهد ووزیر الداخلیة السعودی “محمد بن نایف” منذ عشر سنوات. ویضیف، ان فی هذا البند الذی یقع خارج إطار المیزانیة یصرف یومیا للداخلیة ٥٠ ملیون ریال سعودی للداخل، و ١٠ ملیون دولار للخارج فیکون المجموع الیومی ٨٧.٥ ملیون ریال”، وتابع “المجموع السنوی ٣٢ ملیار ریال سنویا لمحمد بن نایف الحق المطلق فی التصرف بها کما یشاء مثل البنود السریة للدیوان الملکی غیر الخاضعة لأی متابعة، ولأن الداخلیة لدیها میزانیة تکفی تغطیة محاربة النشاطات المعادیة للسلطة فبن نایف لا یستخدم عملیا إلا جزءا یسیرا من البند و یحتفظ بالباقی لنفسه”، .
وأردف: “إذا کان هذا البند یصرف منذ ١٠ سنوات فمن المؤکد أن “محمد بن نایف “جمع منه عشرات أو ربما مئات الملیارات وهو مبلغ لا یُلام “بن سلمان” إذا سال لُعابه علیه.
محاولات محمد بن سلمان تأتي في وقت تواجه السعودیة تحديات خطيرة في الداخل و الخارج. فما هي أهداف محمد بن سلمان من هذه الخطة؟ وهل یسعی بن سلمان لتعزيز سلطته فقط أم إنها تأتی ضمن سلسلة محاولاته من أجل الاطاحة بولي العهد وزير الداخلية “محمد بن نايف”؟
و فی وقت سابق، اعتبر دبلوماسيون أن إقالة وزير الدولة “سعد الجبري” القريب من الأمير “محمد بن نايف” في أيلول/سبتمبر من منصبه، إشارة أخرى الى تنافسه مع “محمد بن سلمان”.
فکما اصدر “الملک سلمان” مراسیم ملکیة بعد جلوسه علی العرش، فیمکن ان نقول بأن ابنه “محمد” یقوم بنفس الخطوات حتی یصل الی امنیته وهی الانفراد بالحکم.
علی هذا یمکن تفسیر هذه الخطوة(التخطیط من أجل السيطرة على صندوق مالي تابع لوزارة الداخلية)، بأنها محاولة جدیدة لتعزیز سلطته و ایضا التقلیل من قدرة ولي العهد و وزير الداخلية “محمد بن نايف”.
و المعروف ان الملك الحالي “سلمان” (٧٩ عاماً)، يعاني من مشاكل صحية، فان “محمد بن سلمان” يحتاج الى تعزيز موقعه ليصبح عند وفاة والده شخصا لا يمكن ازاحته.
و مما لا شك فیه، ان “محمد بن سلمان” یسعي الی ابراز نفسه بأنه الرجل البالغ و القادر على تحدي الصعاب. التحالف السعودي الجديد الذي أعلن عنه ولي ولي العهد السعودي “محمد بن سلمان” لمواجهة الإرهاب، احد هذه المحاولات.
من جانب آخر، و في وقت یسعی محمد بن سلمان الی ازاحة خصومه، تناولت بعض الصحف قبل فترة استياء العائلة المالكة السعودية من أداء وزير الدفاع العديم الخبرة وتشير الى مساعيهم لعزله من المناصب العالية .
وفقا لما أوردته وكالة (Lhv ) العالمية؛ قالت صحيفة “صنداي تايمز” البريطانية: إن ولي ولي العهد، وزير الدفاع السعودي الأمير “محمد بن سلمان”، الابن المفضل للعاهل السعودي “الملك سلمان” أصبح هدفًا للمؤامرات داخل القصر، في وقت يتهمه فيه المتآمرون بالتهور في السياسة الخارجية و البذخ.
و الى جانب حقيبة الدفاع، يترأس الأمير “محمد بن سلمان” مجلس الشؤون الاقتصادية و التنمية في المملكة، ويشرف على ارامكو المجموعة النفطية العملاقة التي تحتل المرتبة الأولى بين مصدري النفط في العالم، فاذا حصل علی هذه الحقیبة تتوفر له الظروف من اجل ازاحة خصومه و الاستحواذ بسرعة على سلطة.
بحسب التقاریر المنتشرة و بعض التصریحات المسربة، هناك سباق واضح بین ولي العهد الامير “محمد بن نايف” البالغ من العمر ٥٦ عاما وزير الداخلية وقائد عمليات مكافحة الارهاب، والامير “محمد بن سلمان” الثلاثيني نجل الملك و وزير الدفاع. فکما یقول المدون السعودي مجتهد، ان بعد إنشاء “الحلف الإسلامی ضد الإرهاب” أن “محمد بن سلمان” سیطلب من والده المك ان يقوم باستصدار أمر بجعل الصندوق المالي التابع لوزارة الداخلية تحت تصرفه. علی هذا یمکن القول بان “محمد بن سلمان” بات کابوسا لولي العهد و وزير الداخلية “محمد بن نايف”، فهل تتغیر التقاليد الملكية بسبب تصرفات الوزیر الشاب و تکون السعودية مقبلة على صراعات حادة داخل العائلة المالكة من أجل الانفراد بالحكم؟
*وكالة مرصد