الخبر وما وراء الخبر

بين يدي الاحتفال النبوي الشريف

394

أمة السلام القاسمي


 

تأتي ذكرى المولد النبوي الشريف هذا العام ونحن نعيشُ مرحلةً جديدةً وحساسة في ظل ظروف استثنائية.

فبعد أن مَنَّ اللهُ على شعبنا اليمني بنصره وتأييده في مواطِنَ عدةٍ (باب المندب وعسير ونجران ومأرب و…و…)

تطل علينا هذه الذكرى العظيمة وشعبنا يزداد ثباتاً وصموداً في مواجهة ثلاثي الشر (أمريكا وإسرائيل والسعودية)

ها هي شوارعنا تزدهي بالزينة وتلبس أحلى حلة ترحيبا بمولد النور رغم الجراح النازفة والألم والحزن الناجم عن هذا العدوان الغاشم.

إلا أن تمسكنا بالاحتفاء بهذه الذكرى العظيمة هو رسالة لكل أعداء اﻷمة أنكم لن ترهبونا ولن نتراجع عن طريق هدايته ونهجه.

وهو ردٌّ من كُلّ أبناء اليمن أننا لا زلنا نعي أهمية ارتباطنا برسول الله صلى الله عله وآله.. أمة تتمسك بنبيها ومنه تستلهم الوقوفَ في وجه الظالمين ومعاداة أعداء الله، ولن نكون إلا على طريقه ونهجه وجهاده.

فمنه نستلهم الصبر والثبات.

ولهذه المناسبة وإحيائها آثار ودلائل تعود على الفرد والمجتمع لعل أهمها:

1- التقوى

نتيجة إحياء شعائر الله وتعظيمها قل تعالى (وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ)

2- الفرح برسول الله هو فرح بنعمة الله ورحمته.

وفي ذلك استجابة لأمر الله الذي دعا إلى الفرح بنعمته.

وهل هناك نعمة تضاهي نعمة رسول الله وهدايته لنا (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون)

3- التثبيت:

إن احتفالنا بنبينا هُو تثبيت لنا في مواجهة الظلمة والمنافقين وإرجافهم وتثبيطهم..

(وكذلك نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك)

4- تأكيد الانتماء لرسول الله ومنهجه واتباعه..

قال تعالى (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله)

إقامة نشاط اجتماعي لإحياء هذه المناسبة ينمي روح الجماعة والعمل الجماعي

(وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون)

5- إحياء المَثَـل اﻷعلى في نفوس المؤمنين. فالاعتناءُ والاهتمامُ برسول الله وسيرته وأخلاقه وآدابه هو دعوة للاقتداء به فهو المَثَل الأعلى لكل المسلمين.

(لقد كان لكم في رسول الله أسوةٌ حسنة لمَن كان يرجو الله واليوم الآخر)

6- ربط الفرد والمجتمع بتولي الله ورسوله من خلال الاهتمام به وتعظيمه ومعرفة سيرته.

قال تعالى (إنما وليكم الله ورسوله)

(النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم)

7- الاحتفال بالنبي وبمولده صلى الله عليه وآله هو دعوةٌ لإصلاح النفوس والارتقاء بها من خلال إحياء هذه الشخصية العظيمة، فهو رحمة وهداية للناس جَميعاً..

(هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم يتلو عليهم آياته ويعلمهم الكتابَ والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين)

8- رفض ثقافة القتل والذبح والوحشية التي يحاول اليهود والنصارى أن يشوهوا صورته صلى الله عليه وآله..

(وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)

(مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ)

9- رسالة لأعداء الله بأن أمة محمد باقية على عهدها مع رسولها ولن تمضي إلا بما جاء به هذا النبي العظيم، ولن يتركوا هذا النور المنزل عليهم من عند الله..

(يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ، هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ)

1- نشر للقيم والمبادئ الرفيعة التي جاء بها صلى الله عليه وآله من خلال شخصية النبي وأخلاقه العظيمة..

(وإنك لَعلى خلقٍ عظيم)

11- الاحتفال بمولده يبعَثُ عاى الصلاة عليه وذكره امتثالاً لأمر الله:

(إن اللهً وملائكتَه يصلون على النبي يا أيها الذين آمنو صلوا عليه وسلموا تسليما)

12- بعثٌ لثقافة الجهاد التي عمد أعداء هذا الدين إلى تغييبها وتشويهها من خلال ربطها بداعش والقاعدة..

فإظهار جهاده ضد أعداء الدين من يهود ومشركين دون التمثيل والتشويه والحقد..

ولا أنسى المبادئ الإنسانية التي علّمها النبي لأصحابه في جهادهم بأن لا يقطعوا شجرةً ولا يقتلوا طفلاً ولا امرأةً ولا شيخاً ولا يمثلوا ولا يشوّهوا.

كذلك ما رواه مالك الأشتر عن علي عليه السلام حين قال: علّمني علي كيف أقاتل عدوي دون أن أحقد عليه

وهنا لا ننسى أن نذكُرَ أن لا خلاص للأمة إلا بالجهاد كما عبر عنه صلى الله علي وآله وسلم بقوله: ما ترك قوم الجهاد قط إلا ذلوا.

ما هذه الحالة المتردية التي وصلت إليها الأمةُ الإسلامية إلا بتركها للجهاد وموالاة اليهود والنصارى.

إن المولد النبوي الشريف مناسبة عظيمة وفرصة لكل المسلمين للتوحد ونبذ القرقة والخلافات والعودة إلى منبع النور الإلهي للهداية.

وهي دعوة إلى معاداة أعداء الله والإسلام وأعداء هذا النبي العظيم بالعودة إلى قيمه ومبادئه والتأسي والاقتداء به.

فليس هناك طريق للخلاص من الظلم والطغيان إلا طريق هذا النبي الأمي واتباعه ولن يتأتى ذلك إلا بإحياء مولده وسيرته..

(الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِىَّ الاُْمِّىَّ الَّذِى يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِى التَّوْرَيهِ وَالاِْنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهـهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبـتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبـئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ ءَامَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ).

فولتير