الخبر وما وراء الخبر

“عملية الرعب الكبرى” درس مشترك وإنذار مهم للأمارات، والقادم أشد أيلاما.

44

مفاجآت أربكت حسابات العدوان، وأثلجت صدور اليمنيين الأحرار الذين يحتفلون هذه الأيام بأعظم مناسبة دينية في التاريخ الإسلامي، وهي مناسبة الغدير “عيد الولاية”.

جاءت العملية الهجومية التي نفذها سلاح الجو المسير بعدد عشر طائرات على العمق السعودي، مستهدفة حقل الشيبة، والتي أطلق عليها “توازن الردع الأولى”، وتعد أكبر عملية هجومية على العمق السعودي منذ بدء العدوان على اليمن، في إطار الرد المشروع تجاه جرائم العدوان وتماديه في الوحشية بحق المدنيين والنساء والأطفال، والتي كان آخرها جريمة استهداف أسرة نازحة بمنطقة صوامل بمديرية مستبا بمحافظة حجة.

القادم أشد إيلاما

وفي سياق ذلك أعلن المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة اليمنية العميد يحي سريع أن عشر طائرات مسيّرة استهدفت حقل ومصفاة الشيبة التابعة لشركة أرامكو شرقي المملكة ضمن عملية “توازن الردع الأولى”، موضحًا أن حقل ومصفاة الشيبة يضم أكبر مخزون استراتيجي في المملكة ويتسع لأكثر من مليار برميل، مشيرا الى أن “عملية توازن الردع الأولى” تأتي في سياق الردع والردع المشروع على جرائم العدوان وحصاره، متوعّدًا النظام السعودي وقوى العدوان بعمليات أكبر وأوسع إذا استمرّ الاعتداءات.

اتساع بنك الأهداف

وجدّد المتحدث باسم القوات اليمنية الدعوة لكلّ الشركات والمدنيين بالابتعاد الكامل عن كل المواقع والأهداف الحيوية بالمملكة، لأنها أصبحت أهدافًا مشروعة ويمكن ضربها في أي وقت، لافتًا الى أن بنك أهداف القوات المسلحة يتسع يوما بعد آخر والعمليات القادمة ستكون أشدّ إيلامًا على العدو، وقال “لا خيار أمام قوى العدوان والنظام السعودي إلّا وقف الحرب ورفع الحصار عن الشعب اليمني”.

رسائل مهمة

من جهته أكد قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، أن عملية سلاح الجو المسير اليمني، والتي أطلق عليها أسم “عملية توازن الردع”، تحمل رسائل مهمة لقوى العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي.

درسا مشتركا

وقال السيد عبدالملك في كلمة متلفزة له اليوم، أن استهداف مصفاة الشيبة، هي أكبر عملية تستهدف تحالف العدوان منذ بداية العدوان إلى اليوم، مشيراً إلى أن المصفاة المستهدفة تقع في حقل نفطي قرب حدود المملكة مع الإمارات، وهي من أكبر مصافي النفط بالنسبة للنظام السعودي، وأن لديها مخزون نفطي هائل.

وأكد السيد القائد ان عملية استهداف مصفاة الشيبة النفطية، تعتبر درساً مشتركاً وإنذاراً مهم للإمارات، مشيراً إلى أن العمليات ستتركز على الضرع الحلوب الذي يعتمد عليه الأمريكيون.

صفعات قوية

وأضاف :” في العام الخامس يتلقى تحالف العدوان الضربات الأكبر والصفعات القوية واللكمات القاتلة نتيجة لاستمراره في هذا العدوان الغاشم.. مؤكداً أن القدرات العسكرية اليمنية ستتطور أكثر فأكثر من واقع الحاجة في حال استمر العدوان.

استمرار العدوان الخطر الأكبر

كما أكد السيد القائد، أن استمرار العدوان لن يحقق لكم الأمن والاستقرار، وهو بات يشكل عليكم الخطر الأكبر، وأن الطموحات التي يسعى لتحقيقها النظام السعودي في الزعامة الإقليمية لن تتحقق له في حال استمرار العدوان.

تغير موازين القوى

من جانبه عضو المكتب السياسي لانصار الله محمد البخيتي، قال: ان موازين القوى العسكرية تبدلت لصالح اليمن، مضيفاً، بالقول: للنظام السعودي إن مصلحتكم اليوم هي السلام بسبب تغير موازين القوى.

نهاية السعودية

وتوجه البخيتي للقيادة السعودية بالقول، يمكنكم الخروج من الحرب بأقل الخسائر وحفظ ماء الوجه، إذا أصرت السعودية على العدوان فان نهاية الحرب ستكون بنهاية السعودية، مشيرا الى ان القوات اليمنية تصب كل جهودها لتطوير الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة منوها إلى تطوير قدرات اليمن العسكرية وصل إلى مرحلة تحييد طائرات الاباتشي عن الميدان.

مصلحتكم بالسلام

واوضح عضو المجلس السياسي لانصار الله أن موازين القوى العسكرية تبدلت لصالح اليمن، مضيفاً، نقول للنظام السعودي إن مصلحتكم اليوم هي بالسلام بسبب تغير موازين القوى.

وقال ان على السعودية أن تدرك أنها تواجه امكانيات دولة وشعب وليست امكانيات شركة، مضيفا : هذه العملية لن تكون الأخيرة ضد العدوان السعودي، مؤكدا في الوقت نفسه أن القوات اليمنية حددت العديد من الأهداف في الامارات.

اعتراف سعودي

وفي الجانب الآخر اعترف العدو السعودي بالعملية الكبرى التي نفذها سلاح الجو المسير في الجيش واللجان الشعبية واستهدفت حقل ومصفاة الشيبة التابعة لشركة أرامكو شرقي المملكة بعملية توازن الردع الأولى التي تعتبر أكبر عملية داخل العمق العدو منذ بدء العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي الغاشم على اليمن.

وأكد مصدر في قطاع النفط السعودي لوكالة “رويترز” تعرض حقل ومصفاة الشيبة التابعين لشركة “أرامكو” لهجوم بطائرات مسيرة من قبل “أنصار الله” (الحوثيون) دون وقوع إصابات بشرية؛

على حد زعمه.

من جانبه قال وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية السعودي خالد بن عبد العزيز الفالح بأنه عند السادسة و15 دق من صباح يوم السبت تعرضت إحدى وحدات معمل للغاز الطبيعي، مشيرا إلى أن حريقا شب بالوحدة المذكورة تمت السيطرة عليه بعد أن خلّف أضرارا محدودة، على حد زعمة.

حقل الشيبة

هو حقل نفطي يقع في جنوب شرق المملكة العربية السعودية في الربع الخالي، و يبعد حوالي 10 كيلومترات عن الحدود الجنوبية لإمارة أبوظبي، ويبعد 40 كم عن الجزء الشرقي للواحة ليوة في أبو ظبي ،

وبالنسبة الى حجم حقل الشيبة فانه يمكن ان يضخ مليون وثلاث مائة ألف برميل يوميا لمدة 70 عاما. حسب معايير السعودية، وهي أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم، فان الشيبة حقل متوسط الحجم وبصفة خاصة عند مقارنته بمكمن الغوار العملاق الذي يضخ ملايين البراميل يوميا. غير ان الحقل يمكن ان يضخ نصف حجم إنتاج أصغر منتج في منظمة أوبك. على غرار بعض الحقول الكبرى الأخرى التي تعاني من سوء الإدارة وتواجه تراجعا سريعا لمعدلات الإنتاج من الابار، يرمز حقل الشيبة حيث اثمرت الخبرة والعمل الجاد لفنيي ارامكو عن اكتشاف احتياطي مبدئي يبلغ 15.7 مليار برميل.