الخبر وما وراء الخبر

ولليمنيين في العيد الكبير نصرٌ وفتح مبين..

39

بقلم :إكرام المحاقري

جاء العيد “العاشر” منذ شن العدوان الغاشم على “اليمن” ولليمنيين فيه أزدواجية عظيمة في البذل والعطاء، عنوان أعيادهم “أعيادنا جبهاتنا” وحال السنتهم “هيهات منا الذلة”.. نساؤهم يرفدن الجبهات بالمال والرجال، ويرفدن مرحلة ولادة حرية قرار الوطن واستقلال سيادته بالصبر والإحتساب.

جاء العيد ورجال اليمن يرابطون بكل شجاعة واستبسال في ثغور الوطن، بائعين أنفسهم من الله ذائدين بها عن كل خطر يداهم أرضهم وعرضهم، أما حال أطفالهم فيعجز اللسان عن صياغة الكلام.

فعندما يمتزج الصبر والبذل مع السعادة تجد الشعب اليمني بمواقفه عنوان لكل ذلك، فرغم الجراح وعظيم الأحزان ورغم نزيف الدماء وتناثر الأشلاء، ومن بين أنهار من دموع الثكالى الممزوجة بنهر دماء الشهداء مازال اليمنيين يحتفلون ويحتفون بيوم العيد.

لكن العيد في اليمن أصبح له معنى آخر، ففرحة الشعب اليمني بالعيد ليست فرحة تعبر عن يوم أتى ورحل، فهذه البهجة هي بهجة النصر التي يسطره أبطال الجيش واللجان الشعبية في جميع الجبهات العسكرية، وما يسطره اليمن من إنتصارات عظيمة في الجبهات العسكرية والإعلامية والسياسية والثقافية، وما يقوم به الطيران المسير من ضربات قاصمة لمطارات العدوان في العمق السعودي، وما تقوم به القوة الصاروخية من استهداف محكم ومسدد للمنشآت الحيوية لجارة السوء السعودية يجعلنا نقترب من فرض معادلة جديدة تتخطى جميع التوقعات والدراسات..

“أعيادنا جبهاتنا”.. ليس عنوان نترنم به فقط؛ لكنه في حد ذاته عنوان نصر وفتح مبين للشعب اليمني الذي خط بدمه قانون دستور حرية وإستقلال وطنه، حيث لا إستسلام ولامجال لشيء من الهوان.

فقد توجه الرجال للجبهات إستعداداً لاحياء شعائر العيد بفوهات بنادقهم نحرا لوتين المعتدين الذين يستغلون قدوم العيد من أجل تحشيد مرتزقتهم وخونة الأوطان للزحف ضمن عمليات عسكرية مباغته، لكن المجاهدون يكونون دائما على أرقى مستوى من الحس الأمني، وبصيرة الوعي والإدراك لمكر العدو الشيطاني، فلا يتركوا للعدو فرصة العيد لتكون له ثغرة يتمدد مخططه الإحتلالي من خلالها.

فمن يشاهد واقع المجاهدين في ساحات العزة والكرامة في أيام العيد، يدرك معنى الأنفة، والرجولة والوطنية التي لطالما تشدق بها خونة الأوطان وقدموا وطنهم للمحتل على طبق من ذهب فتجرعوا الخزي والهوان، أما مواقف رجال الرجال هي مواقف بيّنت المعدن الأصيل للشعب اليمني الذي ومنذ الأزل مازال يمرّغ أنوف المحتلين في تراب أرض الوطن.

فالعيد في اليمن هو عيد من نوع أخر، فهو صناعة للفتح والنصر المبين، فالشعب اليمني قد اختار لنفسه مسار التضحية من أجل كسب الكرامة وراهن على قوة الله حيال ذلك، فمن يتنفس عبق الحرية يجعل من أعياده جبهات وجهاد، فمن هنا رُسم مجد الأبطال.