الخبر وما وراء الخبر

ثقافة الحقد والكراهية

164

بقلم / نصر الرويشان
اليمن هو وطن فيه شعب يملك من الخصال الحميدة كالكرم والمروة والوفاء بالعهد ونجدة الملهوف والمتأمل لأبناء اليمن يجد في قلوبهم الرحمة والود وفي هذا الشعب إحسان عجيب قد لا نجده في شعب آخر.

لم أكن أتوقع أن يأتي اليوم الذي أرى فيه قتل الأسرى والتمثيل بجثثهم وصلبهم وسحلهم وإحراقهم أحياء بل لم أكن أتصور أن تمتد تلك الآيادي اليمنية لتقتل النساء والأطفال فما حدث يصيب العقل بالذهول والقلوب بالحسرة والألم وخاصة ما أقترفته مليشيات مجرمة في تعز بأسرة آل الرميمة الذي أجهزت عليهم وهم عزل لا يملكون الدفاع عن أنفسهم قتلوهم ولكن بطرق ووسائل مختلفة وبوحشية تذهل كل ذي لب وعقل.

الحالمة تعز التي تضم بين جنباتها الكثير من الأدباء والشعراء والعباقرة والدكاترة، تعز مدينة العلم والثقافة يحدث بها كل هذا الإجرام وعلى مرأى ومسمع من أهلها ودونما إستنكار من الحضور ومهما كان السبب لا تبرر بشاعة الجرم الذي هو نقطة سوداء في جبين الحالمة ناصع البياض.

آلمني ما حدث وأستنكرت ذلك ونشرت الصور بتعليق عليها على صفحتي بالفيس وما زاد حسرتي هي تعليقات مرضى تعز أو من يدعون إنتمائهم لها, فبعضهم علق سنقطع الرؤوس ونجدع الأنوف ونبقر البطون، وآخر كتب سنسحل ونحرقكم ونمثل بجثثكم أيها المجوس، ومريض آخر يعلق إلى مزبلة التاريخ لن نقبل زيدي على أرض تعز، وآخر بعقل عفن يكتب سنريكم ماسيفعله البراغلة المبنطلون فلا حول ولا قوة إلا بالله، لم ننظر لتعز إلا وطن لنا ولم نعتبر أهلها إلا أهل لنا ،لي أصدقاء من تعز وجيران من تعز وزملاء من تعز أحبهم وأجلهم فهم أبناء وطني ولا يمكن أن يصل تفكيرنا لطرد أبناء تعز من صنعاء مثلا” لأن هذا سخف وحق لا نملكه وشيئ غير مقبول فهم أخوتنا وأحبائنا وأهلنا فمن أين أتت الحالمة بهؤلاء المرضى وتلك العقول العفنة وبهذا الفكر القذر الذي تغذى على الحقد ونما على الكراهية وترعرع في أتون البغض والإجرام.

رسالتي لكل حر وكل كريم وكل واعي بالحالمة تعز هبوا لتطهير تعز من هذه الثقافة النتنة، ثقافة الحقد والكراهية لا تدعوهم يلوثوا هوائكم النقي ويحجبوا بهاء سمائكم ويعكروا صفاء قلوبكم، لا يخدعوكم بشعارات المقاومة فلن تحتل تعز من أبنائها ولن تستعمر من شعبها وأرفضوا تلك النعرات المذهبية والطائفية والعرقية لأننا شعب واحد ووطننا واحد وتربطنا بكم روابط الدم والنسب ويجمعنا دين واحد وربنا واحد وكتابنا واحد ونبينا واحد ولغتنا واحدة فأين يذهب بكم مرضى القلوب وأصحاب العقول العفنة الملوثة بثقافة الحقد ومنهج القتل وفكر الإجرام فهبوا يا أبناء تعز ولتعد تعز كما عهدناها مدينة لكل يمني فتأملووووووا .