الخبر وما وراء الخبر

إمارات الزّجاج و القول الفصل

44

بقلم /أشواق مهدي دومان

يتخبطون ، ينسحبون بصوت خفيّ فحياؤهم الشّديد لايقبل أن تكون فضيحتهم ( بجلاجل : على حدّ قول المثل الشّعبي المصري )، يتآكلون كما تأكل النّار نفسها ، يبكون لخسارة في مباراة فلا يتحرّجون ( و هم يعدّون أنفسهم رجالا ) من أن تظهر دموعهم بسبب فوز فريق الخصم كما لو كانوا يعيدون جاهلية داحس و الغبراء ، و حين يقتل علجهم على يد مجاهد من رجالنا صغار السّنّ كواسر الرّجال ينوحون كــ ( هند بنت عتبة ) التي سمعنا صدى نحيبها على بعد أربعة عشر قرنا أو يزيدون ، و حين المراقص يتفاخرون بتزاحم الكاسيات العاريات بجوارهم ، و لا يهابون الفضيلة التي تنظر إليهم شزرا قائلة لهم : أتقتلوني بكلّ سهولة ؟!
و حين تفرّ أميرة من بين أيديهم و كانت زوجا لركن من أركانهم يشيعون الفاحشة و يقذفونها بالسّوء و الرّذيلة من سوء ما بُشِروا به من رحيلها بملياراتهم ، ابتليوا بأن ينفصم أحدهم عن رجولته درجة أن يقبل أن يُدعى بـــ : أوسم رجل في العالم ، أو ملك جمال العالم ، و هو يدري أنّ هذه الأوصاف عُرفت بها النّواعم لإخراجهنّ من صدفاتهن حربا للعفّة ، و لكن لو افترضنا أن تسابق الذّكور على لقب الجمال فإنّ من رشّحوه بالوسيم العالمي منهم في الحقيقة لامسحة من قسامة أو وسامة فيه !! و حين يحتلّون أرضا يؤرخون لدولتهم حديثة العهد و هي مجرّد معسكر و موطئ قدم و جسر ومحطّة تزويد لأربابهم بالمال المدنّس و غيره ، و حين يتعسكرون في جزيرة فيزيدهم جمالها حقدا فيتعاملون بفظاظة حتّى مع الشّجر و الحجر فيها فيقطعون الأشجار علّ جمالها ينتقل إلى معسكرتهم البريطانيّة و التي أسموها : الإمارات ، وهم بذلك يحاولون قطع حضارة اليمن ليزرعوها في أبراجهم الزّجاجيّة و لم تبلغ دولتهم القرن ، بل هي أحقر مّما ينعقون ، يتصبّغون بدماء الأطهار ( في اليمن ) إرضاء لرغبة ربهم ( ترامب ) فينتهكون أعراض الرّجال في سجونهم السريّة ( في عدن ) و يدرّبون كلابهم على ذلك ، و حين يريدون الفتنة فهم المموّل و المحرّض فقد صدّقهم المرضى في جنوب اليمن و تلبّسوا بشياطينهم و قتّل و شرّد و انتهك الجنوبيّون كلّ حرمة لمن ينتمون لشمال اليمن ، و في هذا يجتمعون مع سلمان و ابنه و مرتزقتهم في تغذية العقد المذهبيّة و الطائفيّة و المناطقيّة، و كلّ أنواع العقد ما ظهر منها و ما بطن ، و حين يريدون تجميل صورة علوجهم الذين يضعون دروعا و حفاضات قبل لبسهم السّراويل المقدّسة التي يتباركون بها ، و قد اخترعوا منها المزدوج لاندري هل لأنّ حفّاضات جنودهم تسبّب لهم الحساسيّة فيخترعون سراويلهم بمواصفات سروال المؤسس مع التّعديل الجديد الذي اقتضاه حكم الظّرف الزماني و المكاني فمواجهة رجال اللّه تجعلهم يتبوّلون رعبا ، و لهذا يخفون جبنهم و خورهم و يجعلون من ( مريم ) امرأة أيقونة تقود طائرة للاعتداء على اليمن فيما تتكلّم ( ريام ) طالبة الثّانوية أمام شخّ من شيوخهم فتقول و هو يشجّعها : إنّها تتمنّى أن تحرق اليمن، و كلّ ذلك تغطية لعجزهم و فشلهم حتى إذا سمعهم مَن لا يعرفهم يقول : هؤلاء نساؤهم فكيف بالرّجال ؟!
منفصمون و مصابون بالتّمزق النّفسي في ذبذبتهم و مكابرتهم ليطلّ قائد الثّورة القرآنيّة السيّد القائد/ عبدالملك بن البدر الحوثي مشفقا من حالة وصلوا لها من عبوديتهم لــ ( ترامب ) و ( نتنياهو ) فيحاول أن يستثير فيهم الرجولة و الحريّة بالعودة لعبادة اللّه وحده فيقول لهم أو بمعنى قوله : نتمنى أن تستوعب إمارات الزّجاج الدّرس السّعووهّابي ، و ألّا تكابر فقد انهزمت بعدّتها و عتادها و جنودها المأجورين ، و لتعرف أنّ حركتها مرصودة ، و السّن بالسّن ، و بهذا الوعيد من صاحب الوعد الصّادق اليماني فلنا في الشّام حسن نصر اللّه صاحب الوعد الصّادق من يرعب ولاة أمر بني سعو زايد فكان لهم جميعا شبحان مرعبان في الشّام و اليمن ، و قد باتت كلمات السيّد القائد تقصفهم بتحذير لهو أشدّ و أنكى على عقول ما ألفت إلا محاكمة الأميرات ، و أكفّ ما اعتادت إلّا مصافحة النّواعم، ففاتها و لم ينلها شرف مصافحة الرّجال
و سادتهم رجال اللّه في اليمن الذين يَصدق في قائدهم الفذّ المغوار ما قاله الشّاعر المتنبي:
إذا رأيت نيوب الليث بارزة
فلا تظنّن أنّ الليث يبتسمُ
نعم فالتّلميح لإمارات الزّجاج و توجيهها بالانسحاب تماما وجهارا هو انتصار ، و هو تهديد واضح المبنى و المعنى ، و هم يعرفون قول السيّد، و ما معنى أن يشير السيّد ، و كيف لإشارته أن تُنفّذ مباشرة و دون نقاش ،،
الخلاصة : انتصرت اليمن كنهضة عملاق من بين ركام أوجاع الخيانة و الارتزاق فكانت زلزلة و بعثرة عناكب التّحالف الأخرق على أيادي رجالها المخلصين ، و عادت بيوت المتحالفين أوهن بقوّاتهم التي كانوا قد جمعوها من كلّ أصقاع الأرض و ركنوا إليها، ليبيدوا اليمن و يمحوها من على خريطة الوجود ، و نحن الشّعب المغمور الذي كان قد دفنه حيّا ( عفّاش و شركاه ) ، و أطمروا عليه تراب الحكم الأحمريّ عشرات السّنين ، لكنّه اليوم اليمن المصنّع للسّلاح الدّفاعي الهجومي ،
يمن اليوم : يمن لا يحكمه سفير سعودي يهين جنرالات الارتزاق فيدعوهم حريمه،
يمن لا ينتظر أخذ الإذن من سفير أمريكا للموافقة على توظيف مواطن يمني ،
يمننا اليوم هو يمن الشّموخ و الكبرياء العائد من ثبات رجال اللّه المقاتلين الأشدّاء على الكفّار الرّحماء بينهم و ليس يمن الجنوب الذي تحكمه مجموعات هجينة تزرع العقد و الحقد العنصري فيمارس ذلك اليمني الجنوبي الغبي أبشع الجرائم في أخيه الشّمالي الذي احتضنه نازحا و لاجئا و مقيما و لم ينتهك له حرمة ، و لهذا نحن ننتصر بل انتصرنا ، انتصرنا عقائديا و قيميّا و أخلاقيّا و ميدانيّا ،،
نعم : قلناها بثقة انتصرنا بتمكّن و اقتدار و شموخ : انتصرنا ، و هُزِم الجمع ، و السّلام .