الخبر وما وراء الخبر

أسرانا وأسراهم.. حكايات للتكريم أو الإهانة!!

41

ذمار نيوز || مقالات ||
[ 7 اغسطس1440هـ -6 ذو الحجة 2019م ]

بقلم / إكرام المحاقري.

واقع مرير يعيشه الاسرى اليمنيين المحسوبين على “الجيش واللجان الشعبية” الذين يقبعون في سجون العدوان، الداخلية منها أو الخارجية، المعلن عنها أو السرية، وللأمم المتحدة ومنظماتها الإنسانية والصليب الاحمر الدولي شهادة عين على كل ذلك.

فشتان مابين واقع هؤلاء وأولئك، كالفرق ما بين العسل والسم، فما يعيشه الأسرى المحسوبين على “الجيش واللجان الشعبية” هو موت ممنهج بحد ذاته، واستهداف لكرامة الأسير التي كفلها القرآن الكريم كشرع محتوم على كل المؤمنين.

وقد شاهد القاصي والداني، المنصف منهم والمحايد مشاهد لئيمه لبعض “خونة الاوطان” ومرتزقة العدوان وهم يعذبون الأسرى بكل وحشية، يدفنون البعض وهو مازال على قيد الحياة كالأسير الشهيد “عبدالقوي الجبري”، ويسحلون البعض الأخر بالطريقة المعهودة والمعروفة لداعش والقاعدة، ويقتلون من تبقى بالرصاص الحي وهم ينهالون عليه بالسب والذم ويرمون جثثهم من على حافة هاوية الجبال!!

بينما ينعم أسرى العدوان الذين وقعوا في قبضة الجيش واللجان الشعبية بالعزة والكرامة والراحة المطلقة، ينعمون بالتكريم منذ اللحظة الأولى لأسرهم وكل ذلك موّثق بعدسة “الإعلام الحربي”، ومنهم من يعترف بذلك كما شاهدنا في العديد من المشاهد.. فشتان بين من يتمتعون بأخلاق وقيم المقاتل النبيل، وبين من يتخلقون بخلق الصهاينة أعداء الله والإنسانية.

كل هذا الفرق قد شهدت عليه تقارير الأمم المتحدة ومنظمة الصليب الأحمر التي تتولى بنفسها رعاية ملف تبادل الأسرى الذي يجري تحقيقه ضمن مخرجات اتفاق السويد.

وللصليب الاحمر زيارات وإطلاعات على السجون اليمنية وحال الاسرى المحسوبين على العدوان، إلا أنها لاتستطيع فرض وظيفتها على قوى العدوان والوصول إلى السجون المحسوبة عليهم والإطلاع على حالة “الاسرى” الذين يعيشون الموت البطيء.

فقد فشلت الأمم المتحدة في تحمل مسؤوليتها الإنسانية التي باتت اللاإنسانية ومنافية لكل القيم، فشلت فشلا ذريعا وتعرت تعرية شاملة لمواقفها الحيادية التي جعلت منها طرف من أطراف “العدوان” على اليمن، وهاهي تفشل في تحقيق اهداف ملف مفاوضات السويد بحق الاسرى حيث وإن أسم الأسير “احمد صالح علي الفقية” الذي قتلته مؤخرا يد العمالة والخيانة مدرج في الملف الخاص بتبادل الأسرى!!

فإلى أين سيصل إجرام العدوان وأدواته المرتهنة؟! والى أين سيصل حياد الأمم المتحدة الذي بات غير مقبول به بالنسبة للشارع اليمني؟!! وإلى أين سيصل ملف الأسرى الذي أقتضى بتبادل جميع الأسرى من جميع الأطراف وبرعاية دولية واممية شاملة؟!!

والسؤال المهم إلى أين سيصل صبر وحلم القيادة اليمنية؟!! وهل وصل هذا الصبر الى نهايته بعد كل هذه الجرائم؟!!

الاحداث كفيلة بأن تكشف كل خفي.. وإن غد لناظره لقريب.