الخبر وما وراء الخبر

رغم نداءات وتحذيرات صنعاء: العدوان يدفع بصافر نحو الكارثة الوشيكة.

70

ذمار نيوز || تقارير- فؤاد الجنيد ||
[ 23ذو القعدة 1440هـ – 26يوليو 2019م ]

تتشدق قوى العدوان اليوم ومن خلفها وسائل اعلامها بابواقها ذات الدفع المسبق بحرصها الشديد على سلامة بيئة الوطن، هذا الوطن الذي لم تترك فيه شبرا واحدا إلا واحرقته بنار سلاحها وغيرت ملامحه بقصفها وتدميرها، هذا الوطن الذي جعلت كل ما يتحرك فيه ويدب هدفا مشروعا لحمم الموت وشضايا الكيمياء والفيزياء المعجون في غيها وحقدها وصلفها وعدوانها، اليوم تفتح الحديث المثير للسخرية بخصوص السفينة صافر المعروفة بـ “الخزان العائم”، والتي تقع قبالة سواحل ميناء رأس عيسى، محملة بكميات كبيرة من النفط الخام، حيث كرست أبواق تحالف العدوان وأذنابها من فلول الإرتزاق؛ ادعاءاتها أن سلطات حكومة الإنقاذ رفضت السماح للفرق الفنية لزيارة السفينة وتقييم حجم الأضرار في هيكلها وصهاريج التخزين فيها، رامية خلفها بكل المناشدات والنداءات والدعوات المتكررة للجهات الرسمية كالهيئة العامة لحماية البيئة ووزارة النفط اليمنية لتفادي أكبر كارثة تسرب نفطي في المنطقة، والتي ستؤول تبعاته إلى آثار كارثية لا تستثني أحد، لاسيما في فترة الصيف التي ترتفع فيها درجات الحرارة ومعدلات الرطوبة بشكل كبير.

ماهية الخزان العائم

تعد الباخرة صافر للتخزين النفطي ثالث أكبر ميناء عائم في العالم، حيث تبلغ سعتها ثلاثة مليون برميل، وتم تخصيصها لاستقبال وتصدير خام مأرب الخفيف، وعمرها يزيد عن 60 عام. وحاليا ‏تحمل مليون و174 ألف برميل من النفط الخام، حيث أوقف العدوان السعودي الأمريكي نشاطها منذ أكثر من أربعة أعوام، ومنع صيانتها وتزويدها بمادة المازوت لتشغيلها والحفاظ على حالتها وإجراء أعمال الصيانة الدورية اللازمة لها. الأمر الذي أوقف معظم أنشطتها وسرح العدد الأكبر من طاقمها تحت وطأة هذه الظروف.

نداءات وتحذيرات

لا يخفى على الجميع تتابع وتكرار التأكيدات الحكومية الرسمية طيلة الفترة السابقة، والتي فحواها، أن السفينة صافر أصبحت في أمس الحاجة لإعادة تشغيل محركاتها والقيام بأعمال صيانة عاجلة لها، أضف إلى ذلك أن مستوى تهالكها بلغ أعلى مستويات الخطورة بعد أن تفشى الصدأ في مختلف جوانبها، وهو ما كانت تصرح به الحكومة مرارا وتكرارا بأن ذلك سيتسبب في تسرب حمولتها من الكميات النفطية وحدوث كارثة بيئية كبيرة ستشمل الجميع. هذه التصريحات رغم جديتها وصدق مناشداتها قوبلت بصمت لا مسؤول، وحالة من اللامبالاة من قبل المجتمع الدولي، وكأن مخاطر الكارثة الوشيكة لا تعنيه، رغم المطالبة المتكررة للأمم المتحدة والمنظمات الدولية والمجتمع الدولي بتحييد المنشآت النفطية كونها مؤسسات حيوية لخدمة المواطنين وملكاً للشعب، تحت سقف إحترام الأعراف والمواثيق الدولية وإبعاد المؤسسات والمرافق الخدمية من النزاعات والحروب، وكذا التدخل السريع لإعادة تشغيل السفينة وصيانتها والسماح بتصدير كمية النفط الموجودة في الخزان العائم، ومنع استمرار ممارسات تحالف العدوان والتسويف والمماطلة بشأنها.

كارثة وشيكة

إن خطورة هذا الأمر التي حذرنا منه مرارا يكمن في أن أي تسرب نفطي من هذه السفينة المتعثرة سيؤدي إلى عواقب كارثية على الأرواح والبيئة البحرية برمتها، وسيلحق الضرر الكبير بالثروة السمكية في البحر الأحمر، ناهيك عن حجم التداعيات الإنسانية على سلامة المواطنين نظرا لقرب السفينة العائمة صافر من الشاطئ، ومن هنا فان تفريغ حمولتها وخزاناتها بات مسؤولية إنسانية وأخلاقية تستدعي التدخل العاجل كأولوية قصوى في الوقت الراهن بعيدا عن التسييس والمكابرة السياسية، وفي عدم القيام بذلك فإن تحالف العدوان السعودي الأمريكي والمرتزقة في حكومة الفنادق يتحملون كامل المسئولية القانونية على ما سيعقب ذلك من تبعات بيئية وإنسانية كارثية، إلى جانب استمرار الحصار وممارسات الاحتجاز لشحنات المازوت المخصصة لتشغيل السفينة العائمة ومنع أعمال الصيانة اللازمة، إضافة إلى فرملة وعرقلة كل المساعي التي من شأنها إيجاد حلول طارئة لخطر التسرب النفطي الوشيك.