الشرقي يشرح إسلوب المواجهة المباشرة مع رموز الكفر والفساد في خطبة الجمعة بالجامع الكبير بذمار.
أم مسؤول أنصار الله بمحافظة ذمار الأستاذ فاضل الشرقي جموع المصلين في صلاة الجمعة في الجامع الكبير بمدينة ذمار بعد أن خطب فيهم خطبتيها، متناولا المحطة الرابعة من سلسلة نبي الله إبراهيم عليه السلام في القرآن الكريم.
وتوقف الشرقي في محطة اليوم مع نبي الله إبراهيم عليه السلام في القرآن الكريم، بالغوص عميقا في أغوار الدلالات التي جاء بها اسلوب المحاججة الإبراهيمية في إجتثاث رموز الفساد واعلامه ونماذجه ممثلة في الأصنام والأزلام وما يعبد من دون الله، ليدلف سيدنا إبراهيم بذلك إلى مرحلة جديدة انتقلت من محطة الأقوال إلى محطة الأفعال، معتبرا نبي الله إبراهيم رجل دعوة ورجل حركة، وكان منطقيا وطبيعيا أن يتجه للمواجهة المباشرة مع تلك الآلهة بعد أن أقام الحجة على قومه بتوضيحه بطلان عبادة الأصنام ومحاججتهم في ذلك بقوة الحجة وعظمة البيان وفصاحة البلاغ.
وأوضح الشرقي أن هدى الله لا يقتصر على البلاغ أو البيان الشكلي، لكنه كما يصفه القرآن مشروطا بكونه بلاغا حصيفا ومبينا وشاملا، فيه من التفصيل والايضاح ما ينزع الريب ويطمس الشك، مردفا القول: إن مرحلة البلاغ المبين ليست كما قبلها، وما بعدها ليس سوى العذاب الأليم والمؤاخذة الإلهية، كاشفا أن تحفيز الناس للعدول عن مواقفهم والعزوف عن ممارساتهم أمر مهم وضروري لإستئناف مرحلة جديدة والعودة للحق، مستدلا باستغفار نبي الله إبراهيم لأبيه في إحدى المحطات يوم عزم على الإلتحاق بركب الهدى، قبل أن يتبرأ منه في مواضع قرآنية أخرى حين قرر العكس.
وأكد الشرقي أن التركيز على قصة نبي الله إبراهيم ليس مجازفة أو ضربا من ضروب الصدف، لكنه أمر بالغ الأهمية، حيث أختار الله هذا النبي ليكون قدوة وأسوة لنبي الأمة صلوات الله عليه وعلى آله ولكل المؤمنين، وهذا يتطلب من هذه الأمة أن تعرف كل تفاصيله ومحطاته ومواقفه لتحتذي به في الممارسات والسلوك، ويكون لإقتدائها به معنى وجدوى، مستعرضا التشابه والتوافق والتلازم الكبير بين واقعنا الحالي وواقع النبي إبراهيم بما فيه من التمحيص والإبتلاء والفتن وتكالب الكفر برموزه على الأمة ودينها ومجاهديها، ووقوف أعلام الهدى بمفردهم أمام عتاولة الطغيان بكل ما يملكونه من مقومات الإستكبار والهيمنة والإستعلاء.
وأضاف الشرقي أن براءة نبي الله إبراهيم مما يعبد من دون الله، مثالا واضحا للتبرأ من كل ما يتحكم في أمر الأمة ومقدراتها وثرواتها والتفرد بمصيرها، وتسييرها حسب اهوائه ومآربه ومخططاته مستخدما القوة والعقاب في تمرير ذلك، مستخلصا إلى أن أمريكا وإسرائيل تمثلان اليوم الآلهة الحديثة التي نصبت نفسها ربا لكل الأقطار والبلدان أنظمة وشعوب، وكان لا بد من البراءة من هذه الآلهة اقتداء بنبي الله إبراهيم، وتمثل ذلك في الشعار وما يحمله من سلاح وموقف، مشيرا إلى أن هذا الشعار هو سر العدوان الكوني على هذا البلد الأعزل الذي أختار الإنتصار لقضيته وموقفه، والبراءة من أئمة الكفر والنفاق وكل ادواتهم واذنابهم مهما كلف الأمر من تبعات وتضحيات.