الخبر وما وراء الخبر

العائدون في العام الخامس

34

ذمار نيوز || مقالات 11 ذو القعدة 1440هـ الموافق 14 يوليو 2019م

بقلم د| مهيوب الحسام

العائشون على شجرة الإرتزاق ييستطيعون العيش في كل الفصول عدا فصل الخريف فحينما تجف أوراق الشجرة يموتون، ولا يقوون على البقاء حتى الربيع القادم لأنهم قد أدمنوا الإرتزاق وصار يجري
في دمهم وإذا توقف عنهم توقف الدم في عروقهم
وتجمد وتوقفت معه حياتهم

إن العائدون في العام الخامس لم تعيدهم صحوة الضمير ولا الندم عن خيانتهم للوطن والشعب ولا إحساسهم بالمسووليةكان يمكن أن يكون ذلك ممكنا ونعتبره كذلك إن مصلت العودة في العام الأول للعدوان أو الثاني بالكثير على إفتراض حسن النية مالم يجند لغرض آخر وقر في بيته ولم يقم بعمل مشبوه لكن أن يأتي راجعا وعائدا في العام الخامس للعدوان فهذا يؤكد بما لا يدع مجالا للشك بأنه لم يتخلى عن العدوان بل أن العدوان تخلى عنه إما أنه قد استفاد منه للحد الأقصى، ولم يعد نافعآ لديه وبالتالي تم الإستغناء عن خدماته فرماه الينا أو أن أوراق الإرتزاق قدسقطت وأصبح

المرتزقة والعدوان معا يعيشان فصل خريفهما أي أنها الحاجة للأوراق التي يعتاش عليها المرتزقة دفعت بهولاء للعودة، ومن يقول ان هناك إحتمال في عودتهم لما لاقوه من هيانة فهو مخطئ لأنه لايدرك أن الأصل في العمالة والإرتهان أو الخيانة هو الهيانة،وأن “من يهن
يسهل الهوان عليه”، وهولاء ديدنهم عبر التاريخ الوقوف مع من يرون ويعتقدون أن رجوح كفته وهذا
مطابق لواقعنا في العام الخامس من العدوان وما أظهره الشعب اليمني العظيم المواجه للعدوان وقيادته الثورية العظيمة المدركة وجيشه ولجانه

الشعبية وقواه الحية من قوة وبأس وقدرة وتصنيع
عسكري مذهل، وصناعة للنصر لذا نؤكد مرة أخرى
أن العائد في العام الخامس عام إنتصارات الشعب اليمني على كل الصعد لايمكن إعتباره شخصآ مغرر به، ويجب أن لاتكون عودتهم مستفزة للأحرار والمجاهدين في هذا الوطن أي أن إستقبالهم بحفاوة

هو أمر لاشك مستفز رغم أن الحفاوة لاتعفي أحدا من المتورطين في دماء الشعب وخيانته من الحساب
ولكنه يمثل استهانة بالدماء واستسهالآ للعمالة والخيانة والإجرام، وربما تشجع الناس على الخيانة
وإن النفس لأمارة بالسوء والجهل الذي ورثناه من نظام الوصاية كفيل برفع مستوى الإستهانة بذلك

يقول لك سأذهب للإتزاق وسأعود وسوف يستقبلوني استقبال الأبطال الفاتحين وأكون أنا والمجاهد أبو قاصف سواء بسواء وأكسب في كل اتجاه ويمكن أن تشكل هذه الظاهرة ثقافة بالفعل، وإذا غدت ثقافة

فأني أخشى على نفسي أن أشعر بالندم يومآ على ما عرض عليا من إغراءات في بداية العدوان للإلتحاق به ورفضت ربنا يكفينا شر عواقب حفاوة الإستقبال للمرتزقة والخونة ويكفينا شرهم إذا ما تبوأووا مقا ليد السلطة ك”العائدين” الذيين عادوا بعد ثورة 26سبتمبر1962م وحكمونا حتى ثورة 21سبتمبر 2014م، وخلفوا لنا إرثآ لايزال يقتلنا حتى اللحظة
وقد يستمر لفترة أطول مادمنا لاندرك ولانستفيد من دروس التاريخ وفينا الثقافة القرآنية التي يجب أن تكون هي الحكم بيننا والله غالب على أمره