الخبر وما وراء الخبر

الحوثيون ( أنصار الله) متى سيحكمون اليمن ..!

54

ذمار نيوز || مقالات 11 ذو القعدة 1440هـ الموافق 14 يوليو 2019م

بقلم | صالح الجرموزي

طالما سألت نفسي هذا السؤال ….متى سيحكم انصار الله ( الحوثيون ) اليمن ….؟
كنت سألت نفسي هذا السؤال في صيف 2012 في اول زيارة لي الى صعدة وكانت الاولى والأخيرة الى الان وأسال الله عز وجل ان يوفقنا الى زيارتها مرة ثانية وثالثة ورابعة ……الخ وقد وضعت الحرب القذرة حرب الغدر والخيانة من الجار الغدار أوزارها وحل الأمن والامان والسلام الارض المباركة السعيدة الطيبة ” وطن الحكمة والايمان” …

كانت زيارة غيرت مجرى حياتي كاملة وكأني ابدأ حياتي من الصفر وعلى جميع المستويات وفي جميع المجالات سواء من الناحية المعرفية او العلمية اوالعملية والفكرية أو حتى الناحية المادية والوظيفية او من الناحية الثقافية الدينية وكذلك موضوع الهوية والانتماء الوطني الانساني لمسقط الرأس لقد كانت رحلة تغيير شملت كل مناحي حياتي حاضري ومستقبلي ….. كانت الرحلة الشاملة والتي تعرفت على الحياة التي لم اكن اعرفها من قبل ….. كانت رحلتي الأجمل برغم انها كانت الأصعب و التي تعرفت فيها على الانسان وابو الانسانية السيد / عبدالملك بدر الدين الحوثي في صيف 2012 واذا امد الله في عمري فسوف انتهي من كتابي ” رحلتي الى صعدة من الظلام الى النور ”
وبعد :

انصار الله جزء اصيل من ثورة يمنية كبرى بدأت من شمال الشمال ( صعدة ) وكذلك من جنوب اليمن عدن وابين ولحج والضالع وجميع محافظات الجنوب وتوجت تلك الثورة بثورة ١١فبراير 2011 حيث ثار كل الشعب اليمني وبكل مكوناته ضد نظام متخلف فاسد معوق ظلم اليمن وتاريخه وحاضره ومستقبله ظلم كل اليمنيين في الشمال والجنوب نظام متخلف جاهلي غبي متقزم سيطرت عليه مراكز نفوذ معروفة للجميع متخلفة قبلية عسكرية دينية ومشيخات مرهونة لبني سعود عبر تاريخهم منذ وجدوا على خريطة السياسة اليمنية من ال الاحمر وغيرهم …..ثم بعد ان نجحت او كادت ان تنجح ثورة ١١فبراير تدخلت منظومة دول الخليج وعلى رأسها بني سعود السم الزعاف لليمن واليمنيين على مر الزمن

واستطاعت ان تضحك على قليلي العقول وعلى اصحاب المصلحة الحزبية الضيقة وخاصة ما يسمى باللقاء المشترك وعلى رأسه حزب الاصلاح الذي ظن ولا زال يظن انه الاذكى والادهى وانه والى الان مسيطر ومتحكم في اليمن وانه هو من يمثل اليمن واليمنيين ولا زال يحلم هذا الحزب المنافق قياداته والمغرر بكوادرة انه هو من يحرك الشرعية ومن يوجه دول العدوان ويحركها الى اهدافه التي رسمها وان كانت احدى تلك

الاهداف تدمير اليمن ارضا وانسانا وتمكين العدوان والاحتلال من السيطرة الكاملة على كل تراب اليمن الغالي …..اقول استطاعت السعودية بمالها المدنس وسياستها الخبيثة ان تسقط ثورة ١١فبراير من خلال ” المبادرة الخليجية ” واعادة تدوير مخلفات النظام السابق وهم بقايا المؤتمر والاصلاح ومن حولهم من عملاء المملكة من مشايخ واعيان وللاسف الشديد انهم اشتروا حتى بعض كوادر الطبقات المثقفة وخاصة الناصرية و الاشتراكية التقدمية …

وهنا بدأت قصة جديدة لثورة خرجت من قلب ثورة ١١فبراير ورفضت ان تتحول الثورة الى محاصصة واعادة تدوير مخلفات النظام السابق بكل مكوناته …..ظهرت ثورة 21 سبتمبر 2014 المجيدة ثورة ما يسمى ( انصار الله ) الحوثيون لتستمر ولتكمل مسيرة ثورة ١١فبراير التي قضى عليها الموت في الرياض … ولترسم لليمنيين طريقا جديدا من التحرر والاستقلال والسيادة لم تعرفه اليمن منذ عقود بل ولم تتعود عليه مهلكة الشر من قبل

هنا يبدأ الحديث الحقيقي والعميق حول السؤال الأهم وهو متى سيحكم ثوار اليمن ( انصار الله ) اليمن الحديث ” ارض العز والتمكين ” .

الى اليوم ولا زال انصار الله ( الحوثيون) لا يحكمون اليمن مطلقا ولم يتمكنوا بعد من ازالة عقود من الفساد والفاسدين بل اقول ان الفاسدين من العفافيش قد توالدوا كالقطط في مفاصل الدولة الفتية وهم الان يشكلوا فسيفساء خطيرة جدا جدا على الثورة اليمنية الحديثة ودولتها الفتية اخطر بكثير من العدوان والاحتلال الاجنبي فهؤلاء الفاسدون وأبنائهم وفسيفساتهم لا زالوا ممسكون بجذور الدولة العميقة وهم في كل فترة من الزمن يهزوها هزا مخيفا ومرعبا …انصار الله ( الحوثيون ) لا يحكمون من ال 20% من الجغرافية اليمنية والتي ليست تحت الاحتلال والعدوان الا بما نسبته 10% وهذه النسبة يعرفها القاصي والداني وتؤكدها اغلب مراكز الدراسات وترددها قنوات العالم ومواقع التواصل الالكتروني والمعرفي .

ان الحوثيبن ( أنصار الله ) يتشاركون مع كل تيارات واحزاب ومكونات وشخصيات الشعب اليمني في حكم ال 20% التي تحت سيطرة حكومة صنعاء ولا زال نصيب الاسد في ذلك لشريكي الحكم لليمن على مدى عقود فائته وهما حزبي المؤتمر والاصلاح ….

وانا هنا اخاطب اليمنيين من يحملون وعيا و فهما ومعرفة بالشأن اليمني الداخلي الدقيق والعميق ولا اخاطب اناس مغيبون او غائبون عن وضع اليمن وتركيبة الدولة الداخلية واقول لهم : ما هي نسبة ( انصار الله ) الحوثيين في حكومة صنعاء ….وفي محافظاتها التي تسطر عليها وفي اداراتها العمومية والفرعية ….وفي مجمل مفاصل حكومة صنعاء ….. ؟؟؟؟؟؟
انهم لا يتجاوزون 10 % والباقي من النسبة موزعة بين المؤتمر ( اصحاب الدولة العميقة ويأتي بعدهم حزب الاصلاح والاشتراكي والحراك الجنوبي وبقية المكونات من السلفيين والمستقلين والشخصيات القبلية والاعتبارية ..

الى اليوم وانصار الله ( الحوثيون ) هم شريحة التغيير لليمن الحضاري النهضوي القادم وليسوا هم حكام اليمن حتى الان …وفرق كبير بين شريحة التغيير وشريحة البناء . ربما في الايام القادمة يحكموا اليمن لكنهم اليوم حماة اليمن ودرعها الواقي التي تتكسر عليه كل قرون الشيطان وتصد كل غدراته وتوقف كل غزواته… أنهم انصار الله انصار رسول الله انصار دين الله انصار اليمن انصار الأقصى …. جبل اليمن الأصم الذي اوقف سيل العدوان الصهيوأمريكي الجارف.