الخبر وما وراء الخبر

* ياليتني كنت معكم *

49

بقلم: علي عبدالله صومل

بهيّ الطلعة ، حسن الهيئة ، بشوش الوجهٍ ، تزينه ابتسامة ثغر لاتفارق محياه تمدّ حبائل المودة إلى قلوب محبيه ، وهدوء أعصاب يحرق أعصاب مبغضيه ، ويزيدنا وكل محبيه قوة يقين و رباطة جأش ، كانت تلك هي ملامح السيّد العربي المعمّم بالنصر ، صاحب الضّربات الحيدريّة ، والوثبات الحسينية التي سجلها التأريخ الإسلامي الحديث بأحرف من نور على صفحات من ذهب ،
نعم : هكذا أطل علينا نحن – اليمنيين – تحديدا و العالم عموما – من علياء شموخه فكيف تحدث إلينا من أعماق شعوره ؟ لقد أسر قلوب اليمنيين المجاهدين بسحر بيانه ، كما كسّر رؤوس المجرمين المعتدين بسيف لسانه ، إذ أكد في كلمته هذه مبدأه الثابت ، وموقفه الحاسم دونما تلكؤ أو مراوغة فالقضية لديه هي قضية مبادئ تمتد جذورها إلى عاشوراء التضحية ، وكربلاء الثورة ، مبدئية الحسين الإمام الشهيد الثائر إن المواقف في قاموس سيد المقاومة تنطلق من عمق العقيدة والإيمان و تنتهج طريقة الصراحة و البيان ، لقد رأى عدوانا ظالما يمطر نساء وأطفال اليمن بصواريخ الموت ، و يحول ديارهم من بناء مكتمل الأركان إلى ركام دمار و أثر بعد عين ،
رأى عدوانا يرتكب كلّ المحظورات ، ويستبيح كلّ الحرمات ، فأبى – وهو نبض الحرية ومنبع إلاباء – إلّا أن يسجل موقفا حسينيا غاضبا في وجه شمريّة الشر ، و يزيدي العصر ، ومن تجندمعهم وتحت لوائهم المتصهين من خدم السياسة و عبيد الدنيا ،
نعم إننا لنثمن عاليا لسيد المجاهدين السيد/ حسن نصر اللّه مواقفه الشجاعة والمناصرة – وكل مواقفه على هذا النحو – لمظلوميتنا التي تجاوزت مظلومية شعب فلسطين وكل شعوب العالم حسب تعبيره الصادق
سيدي الكريم أي جميل سبق أن أسديناه إليكم وإلى مقاومتكم البطلة في كل مراحلها الجهادية المباركة منذثمانينات القرن الماضي حتى آخر معركة عسكرية خاضتها مع الكيان الإسرائيلي الغاصب في تموز 2006م؟
صحيح إننا شعبيا لا رسميا لم نكن من الخاذلين ولا من المتآمرين عليكم بيد أن مواقفنا لم ترتق إلى صدارة المواقف المتضامنة معكم ، والمناصرة لكم فهل نستحق منكم سيدي أن تبادلونا كل هذا العرفان وكل هذه التضحية والبذل ؟
إلى درجة أن تخاطب أبطالنا من الجيش واللجان الشعبية وأنت من أنت في سمو مقامك وجلالة قدرك قائلا:
“يا ليتني كنت معكم، ليتني أستطيع أن أكون مقاتلاً من مقاتليكم تحت راية قائدكم العزيز والشجاع”
عفوا سيدي ومتى كنت بعيدا عنّا حتى تتمنى أن تكون معنا؟! أنت معنا وبيننا و إلى جانبنا في كل مواقف الرجولة ،- ومواطن البطولة ، فمامن صرخة عز تهتف بهاحناجرنا ولارصاصة حق تزمجر بها بنادقنا ، ولا ملحمة نصر و ثبات تجترحها سواعدنا ، ولاوقفة إباء وشموخ وتحد يقفهاشرفاء و أحرار وقبائل اليمن إلّا وأنت رعد صرختنا ، وساعد قبضتنا ، وملهم صمودنا في جبهاتنا و واسطة عقدنا في وقفاتنا
أجل سيدي أنك لست بيننا
بجسدك الطاهر ولكنك بيننا بصمودك القاهر إنك لتحضر معنا و إلينا في موقفنا المقاوم وإن باعدت بيننا و بينك سهول وجبال كما يحضرنا قادة الثورات،- و أئمة الجهاد من آل البيت كـــ : علي والحسين. عليهما السلام وهم من تفصلنا عنهم قرون وأجيال إلّا أن انسجام الرؤية ،- و اتصال الموقف، و واحدية القضية و الخصم تذيب كل الفروقات المكانية و الزمانية فشجاعة علي وثورة الحسين تجريان في عروقنا جريان الدم وتسريان في ذرات كياننا سريان الكهرباء في الأسلاك وكذلك تفعل بنا شكيمتكم الثائرة، و عزيمتكم الصابرة فلم تفصلنا عن شهيد المحراب وسيد الشهداء ساعات الزمن كما لن تفصلناعن رجل المواقف و سيد المقاومة مسافات الأرض لقدقلت كلمة حقٍ عند سلطانٍ جائر ، و وقفت وقفة عز أمام عدوان فاجر فلتكتب الأقلام وليوثق الإعلام وليشهد الواقع ويسجّل التاريخ أنك كنت معنا و إلى جانبنا في محنتنا سيفا قاطعا لأعناق أهل الطغيان، و رمحا شارعا في كبد أهل العدوان ؛ فأنت بطل قومي في زمن الأقزام ، و أسدعربي في زمن النعاج ،
فإليك منّا خالص التحية وجزيل الشكر ولك منا صادق المحبة وأكيد العهد ياقدوة الأحرار، وسليل الأطهار أنت مدرسة متكاملة في الشجاعة و الصبر والسماحة والحلم ومنظومةمترابطة من الأخلاق والقيم والمرؤة والنبل كما أنكم مثال للقادة في هضم النفس والتواضع للحق وعمق النظر ، وسعة الصدر
دمتَ منبرا للحق ، وصوتا للعدل ، وقائدا لجيل المقاومة والبصيرة والنصر .

ملتقى الكتاب اليمنيين