الخبر وما وراء الخبر

بصحبة الشرقي للمرة الثانية: نبي الله إبراهيم عليه السلام في منبر الجامع الكبير بمدينة ذمار.

78

بعد انقضاء الليلة القدسية؛ تهل نسائم الجمعة بعبق البركات وشذى التسابيح، ويتدافع الناس إلى بيوت الرحمن يغترفون أباريق الغفران؛ ويعطرون السنتهم بالصلاة على المصطفى وآله؛ وينهلون من أعلام الهدى ما فيه شفاء للصدور وسعادة للقلوب من ينبوع خطبتي الجمعة؛ ذلك الدفق العذب، والشلال النقي حد الإرتواء.

وفي منبر الجامع الكبير بمدينة ذمار؛ سيكون المؤمنون على موعد مع الخطبة الثانية التي تتحدث عن نبي الله إبراهيم الخليل عليه السلام في القرآن الكريم للإسبوع الثاني على التوالي بمعية مسؤول أنصار الله بمحافظة ذمار الأستاذ فاضل الشرقي، حيث تناولت خطبة الجمعة الماضية جانب من شخصية سيدنا إبراهيم عليه السلام في القرآن الكريم، على أن تستكمل خطبة الغد الجوانب الأخرى من شخصيته وسيرته ومواقفه عليه السلام، لارتشاف رضاب العبرة والعظة من رياحين التوصيف الرباني؛ وزهرات الهدى القرآني الذي يضرج النفوس بقداسته وفكره، ويطهر الأفئدة بعمق معانيه، وينير البصائر والأبصار بوهج مفرداته وثروة لغته وأسلوبه.

وينهج الشرقي دائما في خطبه ومحاضراته إسلوب السرد الشيق الباعث على الإستقراء الإستفهامي، حيث يروي الأحداث والقصص بلغة الماضي ويربطها بممارسات وتوجهات السلوك الإنساني الحالي؛ ليصنع قالبا يدعونا للمقارنة بين الواقعين بإسقاط فعلي وحقيقي لما يحدث الآن وما ينبغي فعله إزاء ذلك في مستويات المسؤولية الفردية والجماعية، ويفاضل بين الحالين على كفتي الفطرة والهداية الحقة؛ والأمر الإلهي في القرآن الكريم.

وبالتوازي مع كل ذلك يتطرق الشرقي إلى الثقافات المغلوطة التي تناقلتها المؤلفات الدينية المبنية على مداميك الغواية والإضلال، واهواء الأديان التي تمثل سياسات شيوخها الذين ضللوا الأمة بتخندقهم خلف المقدسات وشعارات الإسلام البراقة؛ ليمرروا مخططاتهم الخطيرة في استهداف فكر الأمة ومشاعل هدايتها، بدءً من كتب ثقافتها ومناهج تعليمها، وانتهاء بالتغرير على أبنائها؛ وحجبهم عن نور الطريق الصحيح على درب أولياء الله الحاملين لهداه والمبلغين لأمانته.