قبائل الأشراف في مأرب: عندما تنتصر الكرامة على قطاع الطرق.
اعداد : فؤاد الجنيد
تقطن محافظة مأرب عدد من القبائل اليمنية والأسر الهاشمية، وإضافة إلى “الأشراف”، تجدها في مناطق المنين والفاو والخسيف جنوب شرق مدينة مأرب وفي منطقتي العادي والطويلة بمديرية حريب جنوب شرق محافظة مأرب. وتحظى تلك الأسر باحترام القبائل المحيطة بها ولا يوجد أي تمييز عنصري بينها وبين القبائل الأخرى في المجتمع المأربي، فالأعراف والتقاليد تطغي على حياة الناس وعاداتهم ومعاملاتهم، ولها دور فعال في السلطات المحلية المتعاقبة بالمحافظة وتربع العديد من ابناءها على مناصب عليا في أجهزة الدولة المختلفة.
وبعيدا عن من يسيطر على المحافظة حاليا وماهية ظروف وأحوال أبناء المحافظة، يكرر اليوم حزب الإصلاح “إخوان اليمن” في مأرب نموذج جرائمه التي ارتكبها في تعز ضد المواطنين باستخدام القوة العسكرية والمليشيا المسلحة ضد الخصوم وتحت لافتات “الحملات الامنية”. وبنفس الطريقة التي جرت في تعز وتم فيها قمع أبنائها في احياء ومدينة تعز من قبل الحشد الشعبي التابع لحزب الاصلاح تحت مبررات عدة، يجري اليوم في مأرب نفس السيناريو وبحشد عسكري أكبر، حيث تشن مليشيا إخوان اليمن منذ ثلاثة أيام هجمات عسكرية ضد قبائل الأشراف في مأرب تحت اسم “حملة أمنية” لملاحقة المطلوبين أمنياً.
وتتعرض قبائل مأرب لأشرس هجوم من مليشيا حزب الاصلاح منذ سيطرة المليشيا على مؤسسات المحافظة والتي نفذت أعمال انتهاكات ضد قبائل وابناء مأرب وصلت لحد تصفية مشائخ وقيادات من أبناء مأرب لغرض السيطرة على المحافظة وحكمها بالحديد والنار. وتهدف “المليشيا الإخوانية” إلى إذلال قبائل مأرب مثلما فعلت في تعز في تكرار واضح لنهج حزب الاصلاح في التنكيل بالخصوم واغتيالهم واستخدام الأسلحة التي تلقونها كدعم من تحالف العدوان ضد قبائل مأرب وخصوم الحزب في محافظات اليمن.
وفي هجومهم الجديد على قبائل مأرب نفذت مليشيا حزب الاصلاح قصفا مدفعيا على قبائل مأرب التي امتشقت اسلحتها وخرجت للدفاع عن نفسها من هذه الممارسات، وأكدت مصادر قبلية أن القبائل لن تسكت على ممارسات حزب الاصلاح وعدوانه على القبائل وكرامتها والتي كررها الاصلاح عدة مرات في ظل صمت القبائل وتغليبها المصلحة العامة. لكن المليشيا اجبرت قبائل مأرب اليوم على الدفاع عن نفسها ومواجهة الصلف المليشياوي الاصلاحي.
اندلعت الإشتباكات المسلحة على خلفية خلافات حول أراضي تتبع القبائل يريد حزب الإصلاح السطو والسيطرة عليها؛ وسجلت الاشتباكات مقتل وجرح العديد من المسلحين من الطرفين ومن ضمنهم مجاهد مبخوت بن عبود الشريف نجل رئيس فرع حزب الإصلاح ونائب مدير أمن المدينة. وتقول رواية أخرى أن سبب الاشتباكات هو بيع مجاهد مبخوت الشريف لمدير أمن مأرب مساحات كبيرة من أراضي أبناء الأشراف لتجار وقيادات من حزب الإصلاح بينهم النائب البرلماني محمد الحزمي المقيم حالياً في إسطنبول. وأضافت، أن القيادي في حزب الإصلاح الحزمي حاول تسوير المساحة غير أن أبناء الأشراف اعترضوا عليه واعتبروا أن الشراء باطل وأن نائب مدير أمن مأرب باع الأراضي للغير، وهو ما دفع نائب مدير الأمن ونجل رئيس حزب الإصلاح بالاستعانة بالقوات الأمنية في مأرب والموالية للحزب للسيطرة على الأراضي، فاندلعت اشتباكات أدت إلى مقتله وكذلك سقوط أربعة قتلى من أبناء الأشراف .
الجدير بالذكر أن الجنرال العجوز علي محسن الأحمر اعتبر في رسالة عزاء بعثها للشيخ مبخوت الشريف بعد مقتل نجله أن قبائل الأشراف عناصر خارجة عن القانون، مؤكدا أن الأجهزة الأمنية ستتصدى بحزم ومسؤولية عالية لردع هذه العناصر، في إشارة واضحة لإستفحال الصراع، والنية المبيتة لحزب الإصلاح للقضاء على القبائل الحرة والشريفة التي رفضت وترفض الإنصياع لأوامره والسكوت على انتهاكاته، وهو ما ستقابله القبائل بالرد المماثل دفاعا عن نفسها وكرامتها وحقوقها.