الخبر وما وراء الخبر

يمن اليوم لم تعد يمن الأمس .

55

بقلم | زينب إبراهيم الديلمي

*إنَّ من يقرأ تاريخ الحقد السعو صهيو أمريكي ، يُلاحظ أنَّ هذا الحقد المرير قد وصل إلى درجة الجنون .. فيُصاحب هذا الحقد وهذه الضغينة خوفاً رهيباً من جأش اليمني وصموده رغم ولوج خمسة أعوامٍ من عربدة العدوان ووحشيته وتجاوزه لحدود الانسانيّة واستباحته للدّماء وانتهاك الحُرم*.

*هاهي اليمن تمرُّ في مرحلةٍ قد بلغت فيها أحقاد العالم أبشع صورها .. ومن خلال هذا الحقد الشديد اعترت الوجوه القبيحة وانكشفت عن عدوانٍ وعن طغيانٍ لا مثيل له ، إنَّه العدوان نفسه الذي لا يُريد لليمن أن تنهض ، أن تقوى ، أن تُصبح سيّدة تتربَّع على عرش الحُكم المبني على حُكم الله الأعدل .. ولا يريدون لليمن أن تُخلِّصهم من مراوغة الأمريكان ومن وراءها وأن يبقى حُكم الشّيطان الأشر هو الحُكم الباقي*.

*إنَّهم إخوة يوسف مجدداً قد رمطوا العداوة والبغضاء فيما بيننا ؛ كي يُعيدوا ما صنعهُ الاستعمار البريطاني في الجنوب بسياسة “ فرِّق تسد ” .. إنَّهم ذئاب الانس الذين اشتدت عتوّهم ونفورهم من الجمال اليوسفي الذي وضعهُ الله تعالى لليمن في جمالها وخيراتها واستراتيجيّتها وجغرافيّتها الهامّة المُتحكِّمة لطُرق العالم*.

*أينما نظرنا من حولنا رأينا مكر العدوان وحقده وغدره ولؤمه علينا ، أرادوا بحقدهم أن يستعبدوننا لهم وأن يجعلونا أذلاّء ، حُقراء ، صُغراء ، هيّنين ، خاضعين لهم ولمشيئتهم .. أرادوا بهيمنتهم أن يُدمِّروا اقتصادنا وأراضينا الزراعيّة ، أرادوا بضغينتهم ألّا تكون اليمن ذي قوّة تطور وذي ازدهار نوعي في صناعتها للصّواريخ والأغذيّة وما شابه ذلك*.

*على مدى السنين التي خلت ولسان حال أعداؤنا يقول : يجب أنّ نُدمّر زُهد اليمن ومُستقبلها ؛ لأنَّها مصدر القوّة الوحيدة للعالم في صمود شعبها وكذا في مواجهاتها وحربها ضدَّنا .. يجب أنّ نُسيطر عليها ، أنّ نحاصرها بقوّة ؛ حتى لا تبتلعُنا نيرانها وتبتلعُ صواريخها أهدافُنا .. نريد لليمن كسابق عهدها ، فقيرة ، ناميّة ، لاناصر لها ولا معين*!

*تُرى .. بعد أن انقضت السّنين التي ابتدأتم فيها عدوانكم وغدركم ، هل رأيتم اليمن قد أصبحت فقيرة ؟ هل أصبحت حقاً ناميّة وضعيفة ؟ هل ركع شعبها تحت أقدامكم النّتنة وخضع تحت إمرتكم وسُلطانكم*؟

*نقولها ألف مرّة وفي كُلّ مرة .. إنَّ يمن اليوم لم تعد يمن الأمس ، والعكس صحيح .. فإنَّ اليمن قد نهضت ، قَوَت ، قامت وقاومت .. أصبحت يمن الباليستيّات ، يمن المُسيَّرات، يمن الاكتفاء الذّاتي، يمن قد فرشت أجنحة الحُريّة في علوِّها وسمّوها وشموخها ومجدها*.

*هاهو العدو قد عسعس ليلهُ وانجلى بخُسرانه، وهاهي اليمن قد تنفَّس صُبحها واشرقت بفوزها وغلبتها على من يكُنُّ لها البغضاء ، والله غالبٌ على أمره*.