اتفاق السويد للتعثر: تحركات أممية في الحديدة وسط تصعيد واسع.. وإشاعات للإنسحاب الإماراتي قبيل هجوم واسع مرتقب.
بعدما غادر الرياض بيومين أعلن مكتب المبعوث الأممي يوم الجمعة الفائت، أنه بصدد إجراء جولة مشاورات مكوكية تشمل روسيا وعمان والإمارات مطلع الأسبوع الحالي لبحث ملف السلام في اليمن والدفع باتفاق السويد بعد توقفه العاثر لشهرين، وبالتزامن مع عودة رئيس لجنة التنسيق الأممية مايكل لوليسغارد إلى الحديدة بعد نحو أسبوعين من مغادرتها استهدفت قوى العدوان أمس الأحد بالمدفعية مقر الأمم المتحدة في حي الربصة بمديرية الحوك بعدد من قذائف الهاون، كما صعدت من قصف الأحياء السكنية بالقذائف والصواريخ ما أدى لسقوط شهداء وجرحى في مناطق مختلفة.
السلطة المحلية بالحديدة اعتبرت أن إستهداف مبنى مكتب الأمم المتحدة بالمحافظة ما كان ليحدث لولا مواقف الأمم المتحدة من انتهاكات العدوان المستمرة”.. كما هاجم أمس الأحد مرتزقة العدوان منطقة الجبلية بمديرية التحيتا حيث شنوا هجوما مكثفا على المنطقة قبل إفشاله من قبل الجيش واللجان الشعبية، أمر اعتبره عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي كاشفاً لنوايا مبيتة للانقلاب على اتفاق السويد.
*تحركات متصاعدة ولا صحة لإنسحاب إماراتي*
على عكس ما يروج لها الإعلام منسوبا إلى مسؤولين إماراتيين أكدوا بأنهم قرروا الانسحاب من اليمن، تكشف مصادر خاصة أن قوى العدوان تحشد سودانيين وأفارقه إلى معسكرات عدة بهدف تصعيد المعركة في الحديدة، تحشيد لا تنفيه التصريحات المسربة والتي يمكن اعتبارها خداعا إعلاميا تسعى إمارة أبو ظبي بترويجها إلى إعفاء نفسها من التبعات الأخلاقية والقانونية إزاء الفضائح والممارسات والانتهاكات للضباط الإماراتيين في السجون السرية في المحافظات الجنوبية، والهروب من تبعات الانفجار للوضع في المحافظات الجنوبية عقب ما شهدته من فوضى وصحوة ترجمتها مسيرات غاضبة تطالب برحيل تحالف العدوان.
وأول من أمس السبت حط راشد الغفلي ضابط إماراتي يشغل منصب القائد العام لتحالف العدوان بمدينة عدن في أكثر من مكان، حيث كثف من تحركاته الميدانية إلى لحج والضالع، وأفادت مصادر أن الغفلي تأكد من الجاهزية القتالية للمرتزقة المجندين فيه، وتلك الزيارات حسب المصادر غير معهودة من الغفلي والذي لم يخرج من عدن منذ ضربة سلاح الجو المسير على قاعدة العند الجوية والتي استهدفت تجمعا عسكريا للمرتزقة.
وفي الخامس والعشرين من يونيو الفائت كشف موقع « لوبلوغ » الأمريكي أن السعودية والإمارات استقدمتا ما بين 8 آلاف إلى 14 ألف مرتزق سوداني للقتال في اليمن، بما في ذلك أطفال مجندون بين سن 13 و 17 عاماً، جاء ذلك في مقال نشره الموقع للكاتب جيورجيو كافيرو كشف فيه أنه يجري استقدام مرتزقة الجنجويد لنشرها في محافظات جنوبية وساحلية في اليمن، مشيرا إلى أن “مليشيات الجنجويد ومنها قوات الدعم السريع في السودان قامت بقمع المحتجين في الخرطوم، بعد اجتماع لمسؤولين في المجلس العسكري ونظرائهم في الرياض الذين أعطوا الضوء الأخضر للحكام العسكريين بشن الحملة العنيفة لفض الاعتصامات، وهكذا برزت قوات الدعم السريع بصفتها قوة وكيلة للسعودية والإمارات تعمل في العاصمة السودانية وفي اليمن”.
*ثمن باهض ستدفعه الإمارات بحال أي تصعيد*
وفي وقت سابق اتهم رئيس الوفد الوطني تحالف العدوان بالمماطلة في تنفيذ اتفاق السويد بعد تنفيذ الجانب الوطني خطوة إعادة الانتشار من طرف واحد والتي وضعت العدو أمام اختبار حقيقي عن توجهه لتنفيذ اتفاق السويد.
وحّمل محمد عبدالسلام تحالف العدوان المسؤولية الكاملة لما سينتج عن الخروقات محذرا من استمرارها في المسلك الخاطئ والخطير، مجدداً تأكيده الإلتزام باتفاق السويد وفقا لما تقوم به لجنة إعادة تنسيق الانتشار المشتركة مع الاحتفاظ بحق الرد، مطالباً الأمم المتحدة بأن تقوم بدورها ونشاطها المطلوب بجدية وفقا للإتفاقات”.
في السياق يبدأ رئيس بعثة المراقبة الأممية اليوم الأثنين مايكل لوليسغارد لقاءات مع لجنة إعادة الانتشار بهدف استكمال تنفيذ الآلية الخاصة بإعادة الانتشار من الموانئ الثلاثة في الحديدة والتحقق عبر لجنة ثلاثية تمثل طرفي المفاوضات والأمم المتحدة قبل الانتقال إلى الخطوات التالية المتعلقة بالجوانب الأخرى للاتفاق، لكن من الواضح أن العدوان ومرتزقته يريدون تسخين الميدان لا المفاوضات وقد تتحول تحركات المبعوث ورئيس بعثة المراقبة إلى مجرد غطاء لتصعيد قوى العدوان في الحديدة، وكان قد حذر قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي الإمارات من أي تصعيد في الحديدة.
مرصد شبه الجزيرة