الخبر وما وراء الخبر

إيران توجه صفعة شديدة لترامب والادارة الأمريكية.

27

ذمار نيوز || تقرير|  فؤاد الجنيد | 26 شوال 1440هـ الموافق 30 يونيو 2019م

عادت إيران بقوة لتمسك بزمام المبادرة بعد تفننها في خلط الأوراق واللعب على نقاط الضعف الأمريكية بحرفية عالية، واتقانها صناعة الحدث وقيادة الدفة، تاركة لأمريكا التفكير والانشغال بردة فعل دفاعية بعيدا عن صناعة الحدث ورسم بوصلته. وما تخشاه إدارة المعتوه ترامب ليس فقط تورطها بحرب استنزاف عسكرية تجهل أبعادها ومساحتها والقوى الأخرى المشاركة فيها، بل باتت ترتعد خوفاً من المفاجآت غير المتوقعة، ومما تخفيه لها طهران من تمكن تقني وتطور عسكري قد يقلب المعادلة رأساً على عقب، لتؤسس معادلة جديدة عنوانها “توازن الرعب”.

إصرار على التحدي

قائد القوات البحرية في الجيش الإيراني الادميرال حسين خانزادي أكد مؤخرا أن إسقاط الطائرة الأمريكية المسيرة هو رد قاطع ويمكن تكراره، مشيرا في تصريح له خلال تفقده المركز الجامعي والصناعي الدفاعي التابع لوزارة الدفاع في محافظة فارس، إلى قدرات القوات المسلحة التي جرى استعراضها خلال الأيام الأخيرة، مضيفاً: إن العدو أرسل أكثر طائرات التجسس حداثة وتطوراً وتعقيداً إلى منطقة محظورة ورأى الجميع كيف سقطت هذه الطائرة المسيرة. ولفت قائد القوات البحرية في الجيش الإيراني إلى العقوبات الجائرة التي يفرضها الأعداء على البلاد، قائلاً: بالاعتماد على الشباب الثوري بلغنا نقطة يمكننا فيها الصمود بقوة وإرساء أمن المنطقة وقطع دابر العدو في هذه المنطقة. في المقابل يظهر الموقف الروسي بوضوح تجاه هذه التطورات، فقد أعلن نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، بأن العقوبات التي تهدد أمريكا بفرضها على إيران، ستؤدي الى تفاقم الوضع. ووفقا لوكالة “سبوتنيك” الروسية قال ريابكوف خلال اجتماعه مع الصحفيين: “الأمريكيون يهددون بفرض عقوبات جديدة على إيران، وسيفرضون وهذا سيؤدي إلى تفاقم للوضع برمته”.

الحلب..لا الحرب

التقى وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو مع الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، الاثنين بعد أن تلقت بلاده صفعة إيرانية باسقاطها طائرة أمريكية مسيرة خلال اختراقها لأجواء الإيرانية. وتأتي زيارة بومبيو الذي التقى خلالها أيضا بولي العهد محمد بن سلمان بعد حديث الرئيس الأمريكي عن امتثال القيادة السعودية لتحمل تكاليف ما وصفها الحماية الأمريكية للسعودية ضد إيران خلال مقابلة تلفزيونية. وقال بومبيو، الذي سيتوجه إلى الإمارات بعد السعودية، للصحفيين قبل أن يغادر واشنطن إن الولايات المتحدة تريد إجراء محادثات مع طهران حتى مع اعتزامها فرض عقوبات اقتصادية” كبيرة“ جديدة على الجمهورية الإسلامية. وفي تعليق على زيارته للسعودية والإمارات قال بومبيو للصحافيين قبيل مغادرته واشنطن “سنبحث معهم كيفية التثبت من أننا جميعا على خط واحد استراتيجيا وكيفية بناء تحالف دولي” واصفا الدولتين الخليجيتين بأنهما “حليفان كبيران في التحدي الذي تطرحه إيران”.

رعب وحذر

هو توازن رعب إذاً، أقوى وأشد من توازن رعب حزب الله مع الكيان الصهيوني، وأشد وطأة منه على موازين القوى العالمية، وما إسقاط فخر الصناعة التجسسية الأمريكية المتطورة إلا دليل على أن هناك سلسلة قادمة من المفاجآت غير السارة للقيادة الإمريكية التي ترتعد من مجرد التفكير في الرد على الخطوة الإيرانية، حتى لا تفهمه إيران تصعيداً فتذهب خطوة جديدة باتجاه المجهول، ليس هذا فقط، بل إن أحد أهم أسباب خشية أمريكا من التصعيد العسكري هو التخوف من سقوط أسرار التقنية الذكية وتركيبة الخلطات السحرية لمعداتها وقطعها العسكرية بيد إيران اليوم. وهي تعرف أنه يمكن كذلك نقلها الى روسيا والصين من جانب، لتنكشف أسرارها ويتم إخراجها من الخدمة العسكرية من الجانب الآخر.

تصدع داخلي

أما ما أحدثه إسقاط إيران للطائرة الأمريكية من تأجيج للصراع الداخلي على الرئاسة بين الديمقراطيين والجمهوريين، فهو لا يقل معضلة عن الوضع الميداني المتأزم أصلاً، خاصة وأن قادة الجناح الديمقراطي المعارض دائما ما يشككون في أسلوب ترامب المتهور والمتعجرف واللادبلوماسي بل اللاأخلاقي، مما سيؤثر سلباً على وضعه في الانتخابات الرئاسية القادمة. لذا فترامب اليوم بات أمام معضلة حقيقية كشفت ضعفه وعجزه، وإن تمادى في مواجهة القوة بالقوة والضربة بالضربة.. فإيران اليوم هي من تقود المبادرة في المنطقة رغماً عنه.. وإيران اليوم هي التي تعمل على إفشال صفقة القرن، وتقف حجر عثرة تحول دون التطبيع مع العدو الصهيوني.. وإيران اليوم هي من تقود تأجيج الصراع على الرئاسة الأمريكية القادمة لإحراج ترامب وإضعافه حتى السقوط…!