الخبر وما وراء الخبر

التدريب البريطاني للقوات الجوية السعودية على قصف الأهداف لم يوقف الأعمال الوحشية على اليمنيين.

44

تدعي الحكومة البريطانية أن التدريب العسكري البريطاني يأتي لتحسين سجل الكوارث الإنسانية للقوات الجوية السعودية، ولكن هذا الأمر تناقضه وثائق تشير إلى أن التدريب لم يقدم شيئا يذكر لمنع ارتكاب الفضائع والجرائم.

في 20 يونيو / حزيران حكمت محكمة الاستئناف البريطانية أن مبيعات الأسلحة إلى المملكة العربية السعودية كانت غير قانونية، وحكمت بأن هناك فشل لوزراء متهمين بتقييم غير صحيح عن مخاطر الأسلحة التي تتهدد المدنيين في اليمن.

محامو الحكومة في محاولة لتبرير صادرات الأسلحة، ردوا بأن التدريب البريطاني للقوات الجوية الملكية السعودية لم يخفق وهو جزء لا يتجزأ من الإستخدام الجيد لضمان أكبر قدر من الإنسجام مع القانون الإنساني الدولي.

وبعد وثائق المحكمة من هذه القضية تبين أن هناك قصف عشوائي على المدنيين من قبل قوات التحالف التي تقودها السعودية في اليمن بعد التدريب البريطاني مباشرة، وبعد ثلاثة أيام من تدريب بريطانيا – بين 27 تموز / يوليو و14 آب / أغسطس 2015 – قتل ما يصل إلى 70 شخصا نتيجة الغارات الجوية والقصف في ميناء الحديدة.

وفي الشهر التالي، أدت الغارات الجوية التي استهدفت حفل زفاف في قرية بالقرب من ميناء البحر الأحمر بالمخا إلى مقتل ما لا يقل عن 135 شخصا.

في تشرين الأول / أكتوبر 2015 قتل مدنيين يمنيين جراء الغارات الجوية المتكررة على مستشفى أطباء بلا حدود في حيدان، على الرغم من أن المستشفى يمتلك إحداثيات تم رفعها للتحالف. هذا الأمر دفع المملكة المتحدة إلى تقديم المزيد من التدريب للقوات الجوية السعودية في الفترة بين تشرين الأول / أكتوبر وكانون الثاني / يناير.

ومع ذلك، وفي مارس 2016 نفذت غارات جوية من قبل التحالف بقيادة السعودية على سوق قرية مزدحمة في محافظة حجة قتل فيها أكثر من 106 أشخاص، وبعد أيام شهدت مباني مدنية في محافظات تعز هجمات قاتلة ومدمرة.

أندرو سميث، عضو الحملة ضد بيع الأسلحة للسعودية قال: “نحن دائما لا نجد إيجابية في التأثير المفترض لبريطانيا على القوات السعودية، ولا يستطيع أحد أن يحجب الحقيقة، لقد استمرت الفضائع والجرائم والاعتداءات بلا هوادة، بغض النظر عن التدريب الذي تشارك فيه المملكة المتحدة. ويضيف: “إن التدريبات والتوصيات لم تؤديا إلا إلى إضفاء الشرعية على حرب قتلت عشرات الآلاف من الناس وخلقت أسوأ أزمة إنسانية في العالم.”