ما تدل عليه وتحمله مفردات الشعار
بقلم / يحيى قاسم أبو عواّضة .
يقول السيد حسين في (الدرس السادس) من دروس رمضان عند قول الله تعالى:
“{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ} مسألة ذكر اسمه ليس فقط مجرد أن أحداً يقول: الله أكبر، وإنما: الله أكبر بفاعلية فعلاً.
ولهذا انظر الفارق أليس المصلون يقولون: الله أكبر؟ عندما يقول الشباب:(الله أكبر…) هل يوجد زيادة على ما يقولونه هم: الله أكبر؟ فلماذا ينطلقون بقوة عليهم ويمسكونهم ويسجنونهم؟!.
هذه مواقف تنطلق من إعطاء النفس حيوية على أساس إعطاء ماذا؟ ذكر الله حيوية، (الله أكبر) هذه معناها هام جداً جداً يعني إذا كنت فعلاً اعرف معنى اسم الله الذي أذكره به فهو يعطيني انطلاقة هامة: لا أخشى غيره، فعندما أقول: (الله أكبر) هو أكبر من أمريكا وأكبر من إسرائيل أكبر من أي طرف آخر، إذاً فأنطلق لأرفع شعاراً ضدهم وأقول: الموت لهم (الموت لأمريكا الموت لإسرائيل) أليست هذه من قيمة ذكر الله بمعناه الحقيقي؟ أي إعطاء اسمه فاعلية، والتعامل معها بإيجابية بحيوية، وإلا فهناك كثير من الناس من يقولون: ?آمنا? هكذا مجرد الكلام {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللهُ}[الزخرف: من الآية87] مجرد الكلام لا يكفي لوحده، لا بد أن يكون بالشكل الذي يعطي فاعلية يعطي أثراً منسجماً مع مضمون الاسم الإلهي: (الله أكبر) التي هي من أبرز الكلام في المسجد يدعى بها إلى الصلاة. (الله أكبر الله أكبر) في أول الأذان، وتفتتح بها الصلاة، وتتكرر داخل الصلاة، مضمون هذا الاسم يجب أن يكون بالشكل الذي إذا أنت ترفعه وتعمل على رفعه فيجب أن يكون بالشكل الذي يترك مضمونه أثراً لديك يتمثل في مواقف تنطلق فيها وإلا فسيبقى مجرد كلام مثل كلمة المشركين: (الله) {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللهُ}[الزخرف: من الآية87] لكن هل انطلقوا على مضمون هذه ليوحدوه ويتركوا الآلهة الأخرى؟ لا”.
*معاني مفردات الشعار*
السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي تحدث عن ثقافة الشعار في خطابه في تأبين الشهيد القائد السيد حسين – رضوان الله عليه – بقوله:
“الشعار حقق نتائج كبيرة على مستوى تقديم الثقافة الصحيحة لمواجهة غزو فكري وسياسـي وثقافي للأمة، لو نأتي حتى إلى مفردات هذا الشعار وراء كل مفردةٍ ثقافة تواجه ثقافة من الضلال والبغي التي يتحرك من خلالها أعداء الإسلام للسيطرة على الأمة”.
*الله أكبر*
لقد بدأ هذا الشعار بعبارة التكبير، التكبير لله، (الله أكبر)، بدأ هذا الشعار بهذه العبارة ليقدمها ثقافة، ليرسخها إيمانًا واعيًا واثـقًا في مرحلة حرصت فيها أمريكا وإسـرائيل ومن مع أمريكا وإسـرائيل من قوى النفاق والعمالة على أن يرسخوا في قلوب الناس، في قلوب ومشاعر وواقع هذه الأمة أن أمريكا أكبر من كل شـيء، وأنه يجب أن يرهبها الناس فوق كل شـيء، وأن يخافها الناس فوق كل شـيء، وأن يستسلم لها الناس ويرون فيها الأكبر الذي يجب أن يخضعوا له، والأكبر الذي يجب أن يستسلموا له، والأكبر الذي يجب أن يطيعوه، والأكبر الذي يرى الناس نفوسهم في مواجهته أنهم الأصغر والأهون والأضعف والأعجز وبالتالي المستسلم.
لكن عبارة: (الله أكبر) في هذا الموقع في إطار هذا الموقف رسخت قناعة رسخت إيمانًا وعقيدةً ومبدءًا وفكرًا وثقافةً أن الله العظيم ملك السموات والأرض رب العالمين هو الأكبر، وأن أولئك الطغاة المستكبرين هم لا شـيء أمام جبروت الله وقدرة الله وكبرياء الله.
هو الأكبر فلنثق به، هو الأكبر فلنتوكل عليه، هو الأكبر فلنعتمد عليه، هو الأكبر فلنستنصـر به ولنسـر في الطريق التي وعدنا فيها بالنصـر، هو الأكبر الذي يجب أن نخشاه فلا نقصـر، هو الأكبر الذي يجب أن نخاف منه فلا نهمل ولا نتراجع ولا نضعف، هو الأكبر الذي يجب أن نعتز به في مواجهة كل الطغاة والمستكبرين.
هو الأكبر الذي يجب أن نطمئن وأن نشعر بالثقة والأمل عندما نتوكل عليه ونسير في طريقه ونعتمد عليه، هو الأكبر الذي يجب أن تمتلئ قلوبنا خشية منه، إجلالًا له، تعظيمًا له، إكبارًا له حتى يصغر كل ما سواه في أعيننا، هو الأكبر.
هذه الثقافة المهمة جدًّا التي قدمها هذا الشعار في مواجهة كل أصوات السوء، أصوات الباطل، أصوات ودعوات وكتابات وأقوال وفتاوى المرجفين والعملاء والمتخاذلين والمنافقين الذين يريدون أن يرسخوا في نفوس الأمة أن أمريكا هي الأكبر وبالتالي هي التي يجب أن تُخاف وأن تُعبد من دون الله سبحانه وتعالى، فيكون أمرها هو النافذ وكلمتها هي العليا وتوجيهاتها هي المطاعة وسياساتها هي المعتمدة.
*الموت لأمريكا الموت لإسـرائيل*
في الشعار نفسه جاءت الفقرة الثانية والثالثة لتقول: (الموت لأمريكا الموت لإسـرائيل) في مرحلة أرادت منا أمريكا وعملاؤها المنافقون وأولياؤها المرجفون هي وإسـرائيل أن نقدس أمريكا، أن نخضع لأمريكا، أن نترك لأمريكا المجال لتفعل بنا ما تشاء وتريد، لتقتل وتميت دون أن يكون لنا موقف، دون أن نقول شيئًا ودون أن نعمل شيئًا.
في مرحلة أرادت فيها أمريكا وإسـرائيل وأولياء أمريكا وإسـرائيل وعملاء أمريكا وإسـرائيل لهذه الأمة الموت، الموت في كل المجالات، الموت قتلًا، والموت خضوعًا واستسلامًا، والموت عجزًا وانهيارًا وذلًّا، الموت بكل أشكاله المعنوية والحقيقية.
جاء هذا الشعار ليعلِّمنا كيف نكون تجاه هذا العدو الذي لا يجوز لأحد أن يواليه ولا أن يكون عميلًا له، هذا العدو الذي يجب أن نتخذه عدوًّا، هذا العدو الذي يميت الأمة، يقتل الأمة، يميت ثقافة الأمة، عزة الأمة، مجد الأمة، يستهدف الأمة بكل أشكال الاستهداف أمريكا وإسـرائيل أن نتخذهم أعداء، وأن نقول: الموت لهم، وأن ننادي بعدائنا وأن نظهر سخطنا تجاه ما يعملون، أن نعبر عن عزتنا، عن إبائنا، عن إحساسنا، عن مشاعرنا، عن وجودنا، عن حضورنا، عن أنَّا أمة تعادي من عاداها، وتقف بوجه من يستهدفها، ولسنا أمة مستباحة تترك المجال للآخرين ليفعلوا بها ما يشاؤون ويريدون ولا يكون لها موقف ولا صوت ولا حركة وكأنها ميتة.
*اللعنة على اليهود*
جاءت عبارة: (اللعنة على اليهود) في مرحلة يحرص اليهود وكل عملائهم في الدنيا أن يقدموا اليهود الذين هم المفسدون في الأرض، الذين يسعون فيها فسادًا وهم منبع الشـر والفساد والطغيان والإجرام والتآمر في كل العالم، يريدون أن يقدموهم في كل العالم على أنهم هم الأخيار وأنهم الأبرار وأنهم دعاة الحرية وأنهم من سينقذ العالم، وأنهم ملائكة البشـر.
جاءت عبارة: (اللعنة على اليهود) لتكون موقفًا، ولتقدم رؤية عن أولئك أنهم ملعونون، لا هم أخيار ولا هم أبرار، بل هم منبع الشـر، هم منبع التآمر في كل الدنيا، منبع الفساد في كل الأرض، منبع الطغيان والإجرام، منبع المكر والكيد بالبشـرية، منبع الضـر والطغيان هم، هم ملعونون وليسوا لا بأخيار ولا بأبرار ولا بحضاريين ولا بديمقراطيين وكل العبارات التي تحاول أن تجملهم على بشاعتهم وأن تقدمهم للعالم ليسودوا العالم، ليسودوا العالم، ليقودوا العالم، ليهيمنوا على العالم، باعتبار أنهم هم الأكبر والأكثر كفاءة لقيادة العالم.
جاءت عبارة: (اللعنة على اليهود) لتحكي موقفًا يعبر عن حقيقة ما هم عليه، أنهم أشـرار، أن الله قد لعنهم لما هم عليه من شـر، لما هم عليه من طغيان، لما هم عليه من فساد، لما هم عليه من إجرام، لما يمثلونه على البشـرية من خطر وشـر ومكر وكيد وإجرام وكل مظاهر الشـر وكل مظاهر الطغيان.
*النصـر للإسلام*
ثم ختم هذا الشعار بعبارة هي: (النصـر للإسلام) لتؤكد حقيقة الوعد الإلهي الصادق بالنصـر لهذا الإسلام بقيمه المثلى، هذا الإسلام بمبادئه الحقة، هذا الإسلام بأخلاقه العظيمة، هذا الإسلام بمشـروعه العادل في الحياة، هذا الإسلام الذي كرم الإنسان والذي أراد للإنسان أشـرف دور يقوم به في السماوات والأرض، وأعظم مسؤولية، هذا الإسلام، لكن الإسلام الذي قدمه القرآن وتحرك على أساسه محمد -صلوات الله عليه وعلى آله – وليس الإسلام الزائف، النصر للإسلام لأن الأعداء يريدون له أن يشوه، يريدون أن يرسخوا على مستوى الذهنية العالمية في كل الدنيا أنه دين شـر ومنبع إرهاب وفساد، أنه دين انحطاط، أنه دين لا قيم له ولا شـرف له ولا ضمير له، أنه دين هزيمة، دين يكون المنتمون إليه هم الأذل والأحط والأعجز في كل الدنيا.
جاءت هذه العبارة لتقدم الحقيقة الناصعة أنه الدين الذي سينتصـر، هو الدين الذي ستحتاج إليه البشـرية، هو الدين الذي لا خلاص للبشـرية لا من ظلم وطغيان وفساد أولئك الأشـرار اليهود ومن يدور في فلكهم إلا بهذا الإسلام، بمشـروعه العادل، بمبادئه المثلى والعظيمة، بأخلاقه، بسلوكياته بكل تفاصيله، بروحيته”.