الخبر وما وراء الخبر

هدنة عدن وزحف الحديدة .. هدنة ثانية أم مؤامرة مكررة؟!..

107

صادق البهكلي


بالرغم من ما حققه العدوان السعودي الامريكي من خلال خداعهم ونقضهم للمواثيق والعهود في الهدنة الأولى التي مكنتهم من احتلال عدن بمساعدة المرتزقة والحراك المخدوع ولكن الجيش اليمني واللجان الشعبية ردوا بقوة واحتلوا اجزاء من نجران وجيزان وعسير بمساحة اكبر من عدن عشرات المرات ولأن السعودية لا تملك قرار سيطرة كاملة على عدن فهي موزعة بين عشرات الميليشيات الارهابية اضف ان الامارات رمت بثقلها كله في عدن واعتبارها ثمن المشاركة في التحالف مع السعودية ولاعتبارات ومخاوف اقتصادية أخرى. وحينما شعر العالم بان السعودية تقترف المجازر وانها لم تحقق سوى مزيد من الفشل والانهيار الاقتصادي والعسكري والسياسي تم التلميح بانه ” يكفي حرب” الا ان حالة الحقد والكبر وشعور آل سعود بالمزيد من الذلة والانكسار بعد ضربة شعب الجن التي قصمت ظهر البعير وبددت احلامهم وقضت على مخططاتهم التي عكفوا عليها شهور إضافة الى سيطرة الجيش اليمني واللجان الشعبية على اجزاء واسعة من مناطق عسير ونجران وجيزان في الوقت الذي فشلت السعودية في تحقيق اي انجاز عسكري كأورق ضغط سياسية تفاوض بها الطرف اليمني فتقدم الجيش اليمني واللجان الشعبية في العمق السعودي وما ترافق معه من ضربات منكله جعلت السعودي والامريكي يعيشون كابوساً عسكرياً حقيقاً فلا مرتزقة استطاعوا انجاز ما يمكن التعويل عليه ولا جيش ثبت في مواقعه ولا مال يكفي لمواصلة العدوان والعالم صار يضيق ذرعاً بدور السعودية في تربية الارهاب وتمويله لذلك لم يكن هناك بداً من البدء في الترتيب ” للخدعة الثانية ” ومحاولة التخفيف من الضغط السياسي وبتعاون ولد الشيخ المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة الذي مهمته تتمثل في تقديم صورة ضبابية عن جرائم العدوان السعودي الامريكي وتزوير التقارير بما يمكن من تغطية العمليات العسكرية التي ستترافق مع اعلان الهدنة فقد تم اشعار الطرف اليمني ان كل ما قدمه من مقترحات وتصورات قد تم الأخذ بها ليضيف حالة من الاطمئنان لدى القيادة اليمنية بما يسهل عملية الانقضاض على الهدف المرسوم سلفاً ..

يجدر الإشارة الى أن العملية كان قد تم الترتيب لها خلال أيام من بدأ الحوار في جنيف من خلال الانزال العسكري في جزيرة حنيش الكبرى ومع دخول الهدنة حيز التنفيذ كما تم الإعلان عنها لم تمر سوى 22 دقيقة وتم اختراقها من قبل العدوان السعودي من خلال الايعاز للمرتزقة بشن زحوفات واختراقات مترافقاً مع قصف مناطق يمنية بعيده عن الهدف المرسوم لتشتيت الذهنية اليمنية ومحاولة اللعب بعيداً عن مسرح الشبهات ومن ثم بدأ العدوان السعودي بقصف الجزر القريبة من اللحية لتتحرك 3 بوارج عسكرية الى قرب الحدود ومن ثم يبدأ العدو بشن زحف عسكري على مدينة حرض الا ان الجيش اليمني واللجان الشعبية كانوا على يقظة وجهوزية عالية تم التصدي للزحف وتكبيد العدو خسائر جسيمة وبذلك تم إفشال الخطة التي يقال بان الهارب علي محسن الاحمر هو من قادها..
اما على مسرح المفاوضات في جنيف فحسب المصادر الاعلامية ان ولد الشيخ يلعب دوراً سلبياً من خلال القفز على النقاط المتفق عليها سابقاً مع الوفد اليمني وكذلك تجاهل اختراقات العدوان السعودي والامريكي ما يجعل مؤامرة احتلال الحديدة من خلال استغلال الهدنة حقيقة مؤكدة وما اعلان الهدنة ومراوغة وفد الرياض الا جزء من خطة فاشلة لعدوان فاشل. في المقابل فقد رد الجيش اليمني واللجان الشعبية على اختراقات العدوان وتلقى مرتزقة العدوان بمأرب والجوف وتعز صفعة قوية علها تجعل العدو يراجع حساباته ويعرف قدر نفسه ومع من يحاول الخداع..
امام السعودية فرصة اخيرة لإخراج نفسها من المستنقع اليمني مالم فعقابها لن يقتصر على ضربات اليمنيين المنكلة بل خيانتها ونقضها للعهود والمواثيق المتمثلة في الهدنة تعرضها للعنة إلهية لن تبقى من حكم آل سعود سوى حبر على ورق وفي دروج التاريخ المنسي..